السنافية
10-14-2009, 02:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قلة من الشعراء من تخلدت أسماءهم ليس مرجع ذلك قصائدهم بل بيت أو بيتين
كان لها الحظ الأوفر على ألسنة الناس فذاع صيتهم واشتهر على مر الدهور .
سيرورة الشعر: أن يتمتع الشعر بمواصفات تسهل إذاعته وانتشاره وحتى حفظه وتداوله لدى أوسع حجم من الناس في زمانه وغير زمانه، مواصفات خاصة بالتعبير والتصوير، وأخرى في المعاني والمشاعر.
فقد كان من الشعراء من حظي بتلك الخاصية أمثال زهير والنابغة وامرؤ القيس وجرير والمتنبي وغيرهم.
ومن أمثلة الأبيات السائرة:
ماقاله جرير :
إن العيون التي في طرفها حــــور *** قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به *** وهن أضعف خلق الله أركانا
ومن الأبيات التي درجت كذلك من أبيات جرير في الهجاء:
قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم *** قالوا لأمهم بولي على النار
لاعجب بذلك فقد رزق جرير من سيرورة الشعر الذي كان نتاجا لسهولته وليونته فقد قيل(جرير يغرف من بحر والفرزدق ينحت من صخر)
فقد أعطي جرير مالم يعطى كثير من الشعراء.
وقول المتنبي :
من يهن يسهل الهوان عليه = = = ما لجرح بميت إيلام
وقوله:
ومن يك ذا فم مر مريض = = = يجد مراً به الماء الزلالا
تلك بعض الأبيات السائرة.
فالأبيات السائرة تغدو مثل المثل في كثرة ورودها والإستشهاد بها وتسمى أيضا أوابد الشعر فالأوابد هي الدواهي ومنه أوابد الشعر,وأكثر ماتستعمل في الهجاء.
ومما سبق نجد أن البيت السائر قد يأتي في سياق مدح أو هجاء أو رثاء أو حتى غزل,وقد يتطلب كثير من الدقة في التصوير وعمق المعنى وسهولتها ووضوح مفرداتها وقد يأتي الخيال كذلك لاعبا رئيسيا بها.
والخلاصة أن الشعر لا يخلده سبب بعينه، فمن وافق سراً من أسراره، وخبيئة من خبيئاته، فأطلقها، بسهام نافذة غير طائشة فلعله أخلده.. وتبقى العملية الإبداعية الشعرية، بطرفيها، الشاعر والمتلقي، محكومة باعتبارات يصعب تثبيتها، أو تقنينها، ومفتوحة على التجديد في الأشكال والمضامين.
وأخيرا هذا شرح مقتضب لمعنى الأبيات السائرة ومن أراد الإستفاضة فسنكون له ممتنين (بقلم سنافيه)
ومن أراد الاستزادة :
1-السيرورة في الشعر الإسلامي الحديث........ بقلم محمد الحسناوي...
2- في الخلود الشعري والسيرورة .....د.أسامة عثمان....مقالة(..مجلة الجزيرة الثقافية العدد 214)
3-العمدة في نقد الشعر وتمحيصه...ابن رشيق القيرواني
4-ديوان المتنبي
5- ديوان جرير
قلة من الشعراء من تخلدت أسماءهم ليس مرجع ذلك قصائدهم بل بيت أو بيتين
كان لها الحظ الأوفر على ألسنة الناس فذاع صيتهم واشتهر على مر الدهور .
سيرورة الشعر: أن يتمتع الشعر بمواصفات تسهل إذاعته وانتشاره وحتى حفظه وتداوله لدى أوسع حجم من الناس في زمانه وغير زمانه، مواصفات خاصة بالتعبير والتصوير، وأخرى في المعاني والمشاعر.
فقد كان من الشعراء من حظي بتلك الخاصية أمثال زهير والنابغة وامرؤ القيس وجرير والمتنبي وغيرهم.
ومن أمثلة الأبيات السائرة:
ماقاله جرير :
إن العيون التي في طرفها حــــور *** قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به *** وهن أضعف خلق الله أركانا
ومن الأبيات التي درجت كذلك من أبيات جرير في الهجاء:
قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم *** قالوا لأمهم بولي على النار
لاعجب بذلك فقد رزق جرير من سيرورة الشعر الذي كان نتاجا لسهولته وليونته فقد قيل(جرير يغرف من بحر والفرزدق ينحت من صخر)
فقد أعطي جرير مالم يعطى كثير من الشعراء.
وقول المتنبي :
من يهن يسهل الهوان عليه = = = ما لجرح بميت إيلام
وقوله:
ومن يك ذا فم مر مريض = = = يجد مراً به الماء الزلالا
تلك بعض الأبيات السائرة.
فالأبيات السائرة تغدو مثل المثل في كثرة ورودها والإستشهاد بها وتسمى أيضا أوابد الشعر فالأوابد هي الدواهي ومنه أوابد الشعر,وأكثر ماتستعمل في الهجاء.
ومما سبق نجد أن البيت السائر قد يأتي في سياق مدح أو هجاء أو رثاء أو حتى غزل,وقد يتطلب كثير من الدقة في التصوير وعمق المعنى وسهولتها ووضوح مفرداتها وقد يأتي الخيال كذلك لاعبا رئيسيا بها.
والخلاصة أن الشعر لا يخلده سبب بعينه، فمن وافق سراً من أسراره، وخبيئة من خبيئاته، فأطلقها، بسهام نافذة غير طائشة فلعله أخلده.. وتبقى العملية الإبداعية الشعرية، بطرفيها، الشاعر والمتلقي، محكومة باعتبارات يصعب تثبيتها، أو تقنينها، ومفتوحة على التجديد في الأشكال والمضامين.
وأخيرا هذا شرح مقتضب لمعنى الأبيات السائرة ومن أراد الإستفاضة فسنكون له ممتنين (بقلم سنافيه)
ومن أراد الاستزادة :
1-السيرورة في الشعر الإسلامي الحديث........ بقلم محمد الحسناوي...
2- في الخلود الشعري والسيرورة .....د.أسامة عثمان....مقالة(..مجلة الجزيرة الثقافية العدد 214)
3-العمدة في نقد الشعر وتمحيصه...ابن رشيق القيرواني
4-ديوان المتنبي
5- ديوان جرير