منتديات بلاد ثمالة - قبيلة ثماله/ألحلقة ألعاشره

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن والاه وبعد :

في الحلقة الماضية عرفتم كيف طاب ألعيش لثمالة بوادي جفن حينا من الدهر , ثم علمتم الملمة التي حلت بهم ليعيد ألتاريخ نفسه من جديد في شد الرحال والهجرة ألا قلة قليلة فضلت ألبقاء وتفرقت بروافد الوادي لتعيش أسوة بمحيطها بلا سدود وبلا منظومة للري ,,,,

كما علمتم ذبول روابط ألقبيلة مع أصولها ألأزدية بتقادم ألأزمان وتوثقها بمحيطها ألجديد ثم الحلف الذي دخلت فيه ألقبيلتان ثمالة و ثقيف وتطور الى أندماج لتصبحا قبيلة واحدة ......

أما هذه الحلقة <العاشرة > فسوف أتوجه بكم الى مكان ألأنهيار لمحاولة ألتعرف على مسببات ألملمة ,,,
فلما حدث ما لم يكن متوقعا ؟؟
أهو أنزلاق طيني مادت به ألتربة بعد تشبعها بالمياة لدرجة لم تتحمل معها ضغط البحيرة ؟؟. لا والف لا ,لأن مكان ألأنهيار جزء من جبل صخري ,,,

إذا لم انهار الجبل على أمتداد عرضه مسافة لا تقل عن مائة وخمسين مترا مع أن نسبة الصخور فيه تزيد على تسعين بالمائة ؟؟

أهو نيزك ضرب ألمكان وخلف ما خلف , أم خسف سببه وجود تجاويف في طبقات ألأرض التي لم تتحمل ضغط ماء البحيرة ؟؟ لا أيضا , لأن ما تخلفه ألنيازك وألخسوفات على ظهر اليابسة لايكون منتظما , لبينما ما هو مشاهد في الطبيعة بمكان ألأنهيار يظهر ألوادي الجديد مستقيما < بطول 150 م× وعرض10 م > تقريبا يزيد أو ينقص قليلا , وتظهر الصخور على جانبيه وكأنما قد قدتا رأسيا من اعلا الى اسفل ,,, كذلك غير وارد ألبته احتمال ألزلازل وألا كان اول ألمتأثرين بنى ألري وعلى رأسها ألسد ,,,,وبالرغم من ضربنا أخماسا بأسداس وتضعيفنا لهذا ألأحتمال أو ذاك ألا أن تلك ألظاهرة متكررة في ألطبيعة يراها المبصرون في شتى ألأماكن دونما تبصر أو تدبر ,,,,, نعم موجودة في أماكن كثيرة و بفعل فاعل ترك بصماته على مسرح الحادث واضحة للعيان ....

وقبل أن أشير الى ألفاعل أريد ألمرور بكم على عالم ألقيم والمعاني و ألأيمان بالغيب وهو عالم حقيقي مثلما أنكم تنظرون ,,,, فمن يدري عن قلوب ألقوم يوم حدث ما حدث فربما قست كالحجارة أو أشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه ألأنهار وان منها لما يشقق فيخرج منه ألماء وان منها لما يهبط من خشية الله ,,,, أكان ذلك كذلك فأنزل الله بهم العقوبة ؟؟, الله وحده ألذي يعلم فقد لا يكونوا كذلك , ولكنه احتمال لا نستثنيه فربما غرتهم ألدنيا فأتاهم البلاء من حيث لا يحتسبون ,,,,,

ثم تعالوا الى عالم ألمادة و دعوني آخذكم الى ألوراء قرونا وأحقابا بألآف أو ملاين ألسنين , لا نعلم تحديدا أنما ألعلم عند الله , حيث أتوقع أن جبال وادي جفن كغيرها من جبال المنطقة تكونت في أغلب مكوناتها من صهارة ألبراكين ألتي تتحول الى الصلابة حالما تبرد , لا تمتص ماءا و لا تنبت نباتا , ثم تأتي ألزلازل ومعها ألجاذبيه لتشقق أغلب ألصخور الى كتل وألواح وأجزاء , وأجزاء ألأجزاء , وبذلك يتخللها ألماء , لكنها لا تنبت لغياب ألتربة , فيأتيها ألمدد من البراكين بالرماد البركاني أجود تربة على وجه ألبسيطة تنفثها في ألفضاء فوهات ألبراكين وتنقلها الرياح لتملأ بها ألأخاديد وألتشققات وتكسو بها الصخور كما تكسو اللحوم العظام , ثم تتفتح السماء بماء منهمر ينبت على أثره النبت الذي بدوره يثبت ويحمي التربة من عوامل التعرية , وما زاد من ألماء عن حاجة أليابسة وأحيائها تستلمه الرياح على شكل أبخرة وغازات أو تتولى الجاذبية نقله الى المنخفضات التي أخفضها البحار على شكل سيول وانهار لتعود وتتكرر تلك ألعمليات من جديد في دورات لا تنتهي ,,,

ويهمني من هذه ألأسطر أن ألفت الأنتباه الى أن الماء يفتح طريقه الى ألبحر مكونا ألأودية ومجاري ألأنهار من أسهل ألأماكن كالتصدعات ألأرضيه وألأماكن ألهشه وعندما تعترضه طبقات من ألواح ألصخور يغير اتجاهه الى ان يتجاوزها وألا اقتحمها فاتحا طريقا له من خلالها أو مكونا شلالا من فوقها. ....

والجبل ألذي انهار كانت صخوره اعتراضية << على شكل ألواح مستطيلة متعامدة مع ألأرض تمتد متوازية مع بعضها من الغرب الى الشرق بعضها خلف بعض في عمق وأطراف الجبل >> اعترضت واديين كانا سابقا نهرين متجهين شمالا فحولتهما شرقا لمئآت من ألأمتار بعد أن وحدتهما في مجرى واحد التف من حول ألجبل ليعود غربا ثم شمالا كما كان....

والألواح ألصخرية يمكن لأي زائر استعراضها واحدا تلو آخر على جانبي المسيل ألجديد لأمتداد مائة وخمسين مترا , فهل يعقل أن تنهار ألصخور بهذا السمك ويبقى ألسد الذي يبلغ سمكه عشرة أمتار بأعلاه وقرابة ثلاثة عشر مترا عند أساساته ؟؟؟

أجيبكم بنعم , ولذلك وكما بينت لكم بالحلقة الثامنه صمم بناته جزءا منه عازلا مائيا وروعيت فيه <السد> مناسيب ألأرتفاع بحيث يكون منسوبه أعلا بكثير من مغيض ألماء الذي خصص له مكان صخري على متن ألجبل المحاذي للسد , ومد من فوقه <الجبل> جدار العازل المائي بارتفاع متر تقريبا ,,,,

أما كيفية ألأنهيار فأمر آخر حدث بالتدرج وأستغرق قرونا .....
وللأيضاح يقول ألمستعين بالله أنه ما من احد منكم الا وشاهد على الطبيعة آثار ألتيارات المائية في ألأودية ألعميقة وكيف أنها على مر ألدهور اجتثت من طريقها الصخور وفتحت من خلالها مساراتها ,,فالماء عندما يتحرك يفعل ألأفاعيل , ولست بحاجة الى تذكيركم بأقليم آتشيه وما خلفته ألأمواج ,,,, لذلك تعالوا لندرس هذه الحالة على موقع الحدث كما يظهر على ألطبيعة ألذي أشبهه بصندوق مثلث ألشكل تقريبا قاعدته <المسيل> عبارة عن مستطيل أبعاده <150م×10م> وضلعه الجنوبي داخل حوض ألسد مستطيل أبعاده <51م×10م> وضلعه الشمالي خارج حوض ألسد مستطيل أبعاده <102م×10م> وارتفاعه <12م> حيث يقع ألشلال ,,,,, وهذا الصندوق لو وضعته في الجزء المنهار من الجبل على ألطبيعة ألآن لاستعاد هيئته تقريبا تاريخ ألأنتهاء من بناء ألسد ,,,,

طبعا هناك صندوق آخر مثلث ألشكل ألمبين أدناه باللون الرصاصي سنتحدث عنه لاحقا وأريدكم أن تنسوه ألآن لأنه مدفون تحت ألأرض ...

ولكي أقرب لكم ألصوره أريدكم ألآن أن تركزوا على الضلع ألشمالي من ألصندوق <102×10>م <الملون ادناه بالأزرق والمؤشر عليه بثلاثة اسهم> الواقع خارج البحيرة ألذي يتكيء من الجنوب على ألمغيض بارتفاع <12م> وينتهي في ألشمال بارتفاع قدره <0م> نقطة ألتقائه بالمسيل القديم بعد اجتياز السد ,,,, هذا ألمستطيل ألمنحدر من ألمغيض في أعلا ألجبل الى الوادي هو المجرى البديل لما فاض ثم غاض من البحيرة , وهو بداية ألخيط الذي سيقودكم الى سبب انهيار ألجبل ويعطيكم أيضا مؤشرا الى ألعمر ألمديد الذي يقدر بآلاف ألسنين منذ أنشاء هذا ألسد ....

هنا أريدكم أن تستعيدوا ألذاكرة عن نسبة ألأمطار ألعالية في ذلك ألزمن ألبعيد عندما بني السد وما تلاه من أزمان , والتي لا يمكن بحال مقارنتها بنسبتها ألمتدنية هذه ألأيام وهو ما بينته لكم بالحلقة السادسة , فعندما تعاقبت ألسيول وفاضت بحيرة السد وغاضت من مغيضها على الضلع الشمالي عند نقطة ألأرتفاع <12م> بدأت ألتعرية التي تزيد تصاعديا بتزايد انحدار ألمياة وابتعادها عن ألمغيض نقطة ألأنطلاق نتيجة لتسارعها مترا وراء متر اثناء انحدارها على ألضلع الى أن تبلغ أقصى سرعتها وعنفوانها في المتر ألأخير من ألأنحدار عند نقطة ألأرتفاع صفر,,,, وبتكرار السيول والفيضان والجريان تزيد ألتعريه عمقا ويقصر ألضلع ألشمالي ابتداءا من نقطة ألأرتفاع صفر ويزيد أنحداره وسرعة تياراته المائية وتزيد بزيادتها ألتعريه ,وهكذا عاما وراء عام وعقدا وراء عقد وقرنا وراء قرن الى أن تقلص ألضلع ألشمالي الى <12م> بزاوية قائمة تمتد من ألقاعدة الى ألى ألمغيض مباشرة ليتحول ماتبقى من الجبل الى صندوق مثلث جديد ابعاده ,,القاعدة مستطيل <50م×10م> , الضلع الجنوبي مستطيل داخل البحيرة لم يتغير عن وضعه ألسابق ,, الضلع ألشمالي مستطيل <12م×10م> مكونا شلالا ينصب من المغيض بشكل عمودي على ألأرض ....

والآن سأتوقف عن ألحديث عن ألمثلث ألظاهر لنعود اليه لاحقا وننتقل الى ألحديث عن المثلث ألخافي الملون أدناه باللون ألرصاصي , فقد روي لي أبو محمد عبد الله بن مسلم ألثمالي عن أبيه أنه قبل عقود تم الحفر في بطن ألوادي الى جوار جدار ألسد بأشراف ألآثار لقياس عمق الجزء المطمور من الجدار ألغربي واتضح أنه أربعة أمتار من ألدفان أعيدت لحالها قبل الحفر فور ألوصول الى ألأساسات وأخذ ألقياسات ,ثم يروي أنه قبل عقود أيضا في أحد مواسم ألجفاف قامت مجموعة من أصحاب المزارع ألمجاورة للسد بالحفر في منتصف اللج <يقصد ألمسيل ألجديد حيث ألجزء ألمنهار من ألجبل> بحثا عن ألماء ليقينهم أن ألجراب تكسر قبل ألسد وتحولت مياهه الى اللج ,وبعد حفرهم ما يزيد على أربعة أمتار توقفوا دون أن يصلوا الى ألصخور بقاع أللج بسبب غزارة ألماء . انتهى ..

وروى لي أخرون أن ألحفر في أللج قبل ما يزيد على أربعة عقود , وأن العمق كان يقارب سبعة أمتار دون الوصول الى ألقاع لغزارة الماء , وانه أعيد دفنه بعد اختلافهم على السقيا ,,,,,

وما يهمني من هذه ألروايات هو أن ألحفر في مكان ألأنهيار تراوح من اربعة أمتار الى سبعة امتار دون الوصول الى القاع بمعنى أن ألحفر لو استمر لوصل الى أكثر من ذلك ,,,لهذا أتغاضى عن اعتماد ما جاء بالمرويات وأفترض ان العمق المدفون تحت ألشلال مباشرة ستة امتار وهو الضلع ألجنوبي من المثلث ألمدفون كما وضحته بالرسم أدناه ....

أذا كان ارتفاع الشلال < الى مكانه المعلوم حاليا حيث لازالت تشير أليه بقايا من الجدار ألعازل على الضفتين > ثمانية عشر مترا على ألأقل او ما يعادل ارتفاع عمارة من ستة ادوار < منها أليوم ستة امتار مطمورة واثني عشر مشهودة > وذلك عندما اصبح سقوطه عموديا من المغيض الى ألقاع مباشرة , وبعبارة أخرى كان الماء الى تلك المرحلة قد أزاح مثلثا من الصخور أطواله < القاعدة 18م , ضلع 102م , ضلع 101م ,بسمك 10م > , أي ما يعادل تسعة آلاف متر مكعب من الصخور تقريبا ,,ولكم ان تتساءلوا كم أستغرقت تعرية المياة من السنين لبلوغ ألأمور لتلك ألمرحله ؟؟؟ أجيبكم أنه مستحيل بمنسوب أمطاركم أليوم حتى لعشرات ألألوف من ألأعوام , ولكن مع غزارة ألأمطار وفق ألتصور الذي أشرت أليه بالحلقة ألسادسه سيحتاج ذلك لبضعة قرون لاتقل عن خمسه ,,,,وببلوغ هذه ألمرحلة ألتي لم يبق فيها من ألجبل سوى مثلث قائم الزاوية محصور بين مسقط ألشلال وحوض ألبحيرة أبعاده <ألقاعدة 50م , ألأرتفاع 12م ,ضلع 51م , سمك 10م> ,,,,, بتلك ألمرحلة بدأ ألعد ألعكسي لأنهيار ألجبل يتسارع بتعاقب ألأعوام والعقود والقوم يومها لاهون عن فاجعة مقبلة عليهم , فمن ناحية كانت عشرات ألأجيال <الجيل من 30 الى40عاما> منذ أنشاء ألسد قد رحلوا ومعهم الخبرات , بعد أن أخترمهم هازم أللذات ومفرق الجماعات ,,, ومن ناحية أخرى وفي حدود خبرات جيلهم لم يدر بخلد أحد منهم أن جبلا أصما قد يتزعزع بين شلال استمر يعمق قاع مسقطه ويوسعه تحت ما تبقى من الجبل في اتجاه حوض السد ,وبين ضغط مياة ألبحيرة الذي يبلغ ألذروة عندما تتلاطم امواج السيول بالبحيرة متجهة الى المنفذ الوحيد مغيض ألشلال ,,وفي يوم ليس كبقية ألأيام تلبدت السماء بالسحب منذ الصباح الباكر والتزم الناس البيوت طيلة يوم وليله فتحت فيها أبواب ألسماء بماء منهمر تلتها صبيحة فتحوا فيها أعينهم على ألفاجعة التي حدثتكم عنها بالحلقة الماضية ,,,, وكأنما أبا الفداء شاعر ألأندلس الذي عاش بعدهم بقرون أنما يرثيهم في مطلع قصيدته التي تثير ألأشجان وتوقض ألأحزان ...
لكل شيء أذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش أنسان
هي ألأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته ازمان
وهذه ألدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شأن
نعم هذه الدار لا تبقي على احد ولا يدوم على حال لها شأن ,,,,وبذلك أنهي هذه الحلقة على امل استئناف بقية الحلقات بعد العيد انشاء الله , أعاده الله على الجميع وتقبل ممن حج بيته العتيق , ورحم الله من عيدوا معنا العام الماضي وأعوام خاليات , ووارتهم عنا لحود وحفر مظلمات , لا يستطيعون فيها زيادة للحسنات ولا نقصا من السيئآت ,اللهم عافهم واعف عنهم , اللهم من كان منهم منعما فزده نعيما ومن كان منهم معذبا فكن به رحيما ,اللهم جازهم بالحسنات أحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا ,آمين ,,,,سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله ألا أنت أستغفرك اللهم وأتوب أليك ....
كتبها : المستعين بالله أبو عبد الله محمد بن عبد الله ألساعدي ألثمالي.....