مخاوف الاقتصاد الأمريكي تضرب الدولار والنفط وأسواق المال العالمية
- "الاقتصادية" من الرياض - 24/07/1428هـ
استأنفت أسواق المال والنفط في العالم أمس على تراجعات كبيرة متأثرة بالمخاوف تجاه الاقتصاد الأمريكي, وتكثفت هذه المخاوف بعد هبوط الأسهم الأمريكية يوم الجمعة الماضي في أعقاب تقرير أظهر نموا أضعف من المتوقع في الوظائف الشهر الماضي، وآخر أظهر تباطؤا في نمو قطاع الخدمات.
وانخفض سعر النفط بنحو 3 في المائة أمس مقتربا من 73 دولارا للبرميل مواصلا انخفاضاته في الجلسة السابقة, وقال نعمان بركات نائب رئيس "ماكواري فيوتشرز أمريكا" صورة الاقتصاد الكلي لا تبدو جيدة، أزمة الائتمان العقاري تنتشر كذلك إلى قطاع السلع وبخاصة الطاقة". وانخفض سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 2.18 دولار إلى 72.55 دولار للبرميل.
في الوقت ذاته, هبط الدولار لأقل مستوى في 15 عاما مقابل سلة من العملات أمس مع تزايد التكهنات في الأسواق المالية بأن تنامي مخاطر سوق الائتمان وضعف البيانات الأمريكية سيدفعان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى خفض أسعار الفائدة.
وسجلت الأسهم الآسيوية والأوروبية خسائر أكبر أثناء تعاملاتها أمس, كما كان متوقعا بعد إعلان بيانات البطالة في أمريكا، ولم يؤد ذلك إلى بيع الدولار على نطاق واسع فحسب بل تصفية صفقات يبيع بموجبها المستثمرون عملات منخفضة العائد للاستثمار في عملات ذات عائد أعلى ولكنها أكثر خطورة. واستأنفت أسواق الأسهم الآسيوية اتجاهها النزولي وسط استمرار المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي. وهوت الأسهم في بورصة سنغافورة بنسبة 3.7 في المائة مع تراجع المؤشر القياسي "ستريتس تايمز" بمقدار 127 نقطة ليغلق على 3308.99 نقطة مسجلا أدنى مستوى له في ستة أشهر.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
انخفض سعر النفط بنحو 3 في المائة أمس مقتربا من 73 دولارا للبرميل مواصلا انخفاضاته في الجلسة السابقة وسط مخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي أثرت في أسواق المال والسلع في العالم. وتكثفت هذه المخاوف بعد هبوط الأسهم الأمريكية يوم الجمعة الماضي في أعقاب تقرير أظهر نموا أضعف من المتوقع في الوظائف الشهر الماضي، وآخر أظهر تباطؤا في نمو قطاع الخدمات.
وقال نعمان بركات نائب رئيس ماكواري فيوتشرز أمريكا "صورة الاقتصاد الكلي لا تبدو جيدة.. أزمة الائتمان العقاري تنتشر كذلك إلى قطاع السلع وبخاصة الطاقة". وهبط سعر الخام الأمريكي 2.03 دولار إلى 73.45 دولار بعد أن هبط قبل ذلك إلى 73.18 دولار للبرميل وهو أدنى مستوياته منذ 25 تموز (يوليو) الماضي. وانخفض سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 2.18 دولار إلى 72.55 دولار للبرميل.
وقال جيرار بورج من ناشيونال بنك أوف أستراليا "التراجع مستمر منذ يوم الجمعة ويرجع أساسا إلى انخفاض أسواق المال الأمريكية، بعض المستثمرين ربما يتخذون إجراءات لتعويض المخاطر فيبيعون السلع لتغطية التزامات في أسواق أخرى". وتراجع سعر الخام الأمريكي منذ أن بلغ مستواه القياسي عند 78.77 دولار الأسبوع الماضي. ومازال سعر النفط مرتفعا عن مستوى نحو 50 دولارا في كانون الثاني (يناير) بسبب تعطيلات وتهديدات بتعطيلات في إمدادات الخام وضغوط على المصافي وتدفق أموال المستثمرين على أسواق السلع. لكن إحجام "أوبك" عن زيادة إنتاجها بعد أن بدأت في خفضه العام الماضي حد من تراجع الأسعار. ومن المقرر أن تجتمع "أوبك" التي تضخ ثلث النفط العالمي يوم 11 أيلول (سبتمبر) المقبل لتحديد سياستها الإنتاجية. وقال بعض المسؤولين إن المنظمة لا ترى حاجة إلى زيادة إمداداتها. وقال جولدمان ساكس إن الأسعار سترتفع طالما تبقي "أوبك" على خفض الإنتاج.
ودفعت العلامات الجديدة على المتاعب الاقتصادية في الولايات المتحدة النحاس أيضا إلى أدنى مستوياته في خمسة أسابيع, لكن المحللين يتوقعون طلبا قويا من الصين ما سيعزز المعدن الذي يستخدم على نطاق واسع في صناعات البناء والكهرباء. وسجل النحاس تسليم ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن 7585 دولارا للطن وهو أقل سعر منذ الثاني من تموز (يوليو). وأغلق المعدن عند 7680 دولارا مرتفعا 15 دولارا عن يوم الجمعة. وقال ديفيد ثورتل المحلل في بي.إن.بي باريبا "النحاس يواكب أنباء الجمعة." وكانت أجواء التشاؤم قد تعززت يوم الجمعة بعدما قالت بير ستيرنز إن أسواق الائتمان في أسوأ حالة منذ عقدين وبعدما حذرت وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيفات الائتمانية من تأثر أرباح البنوك الأمريكية من جراء مشكلات الرهن العقاري. وتضافر هذا مع بيانات ضعيفة للوظائف الأمريكية مما أدى إلى تراجع الأسهم الأمريكية يوم الجمعة والأسهم الأوروبية أمس الاثنين. والولايات المتحدة ثاني أكبر مستهلك للنحاس في العالم لكن المستخدم الأول هو الصين حيث النمو الاقتصادي قوي رغم جهود الحكومة لكبح جماحه. ولامس الألومنيوم أدنى مستوياته في ستة أشهر عند 2636 دولارا للطن قبل أن يغلق على 2652 دولارا بزيادة 12 دولارا عن الإغلاق السابق.