رد : حوارات رمضانيه / الحلقة الرابعه .
أخي المستعين بالله أبو عبدالله :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد :
أتفق معك في ما ذهبت اليه من أجتهاد , وأتفق معك في أننا نعيش اليوم في فتنة السراء , سراء سببها نعم تترا أنعم بها علينا المنعم سبحانه , نعم لم تعرفها البشرية منذ خلق الله السماوات والأرض , ولم تعرفها سبأ التي كفرت بأنعم الله فمزقها الله كل ممزق وتبدلت أحوالهم من حال الى حال وجعلهم الله أحاديث , نسأل الله العفو والعافيه .
فنحن أولئك الذين جرت مياه البحار النقية الصالحة للشرب ساخنة وباردة داخل جدران بيوت أكثرية منهم , ووردتنا الخيرات بشتى أصنافها من وراء البحار من شتى بقاع الأرض , خيرات ما صنف يشابهه صنف .
جيلنا هو الذي من الله عليه بخدمات صحية أبعدت عنه شبح أمراض كثيره حتى عاد بعضها من الماضي كمرض الجدري وغيره , جيلنا تعلم بعد ألأمية وتفنن في صنوف الرفاهية , ولم يعد تطلعه منحصرا في ألأساسيات بل أنغمس في شتى أنواع الكماليات والملذات ,وأصبحنا نتابع ألأخبار وأحداث الكون أولا بأول في شتى بقاع المعمورة بضغطة زر ونحن في غرف نومنا , ونهاتف أحباءنا أو نراسلهم على بعد آلاف من ألأميال كلمح بالبصر .
ونحن من خدمهم أبناء الأعاجم حتى في مطابخنا وغرف نومنا وعلى عتبات دورنا وأرتاحت أبداننا وشبعت بطوننا حتى تحول الشبع والراحة سببا رئيسا في أمراضنا, فيا للعجب بعد أن أصبح الشبع والراحة من مصادر الضراء في فتنة السراء بعد أن كانتا مجلبة للسراء في فتن الضراء.
أنها فتنة السراء التي يعجز المرء عن أحصاء أسباب سرائنا فيها .
نعم لقد شقي الكثيرون منا بالرغم مما ذكرت, ولكن ذلك له أسباب أخرى ليس هذا مجال التذكيربها ,, لكنه يكفيني تذكيركم بما كان عليه الكثير بالأمس مما هو على النقيض من أحوالكم اليوم , فبأضدادها تعرف الأشياء ,, تذكيركم بأجيال سبقتكم ربطوا الصخور على بطونهم من غائلة الجوع , وأجتاحتهم ألأوبئة من عام الى عام حتى لم يبق منهم الا القليل , وخيم عليهم شبح الخوف حتى أضطروا الى بناء دورهم أمام أبواب حصونهم ليمتنعوا بها عندما يغير عليهم المغيرون الطامعون في سلب أملاكهم .
بأختصار , كان حالهم مرض في الأبدان وخوف في الأوطان وفقر وجوع وشظف وجهل لا يتصوره أهل هذا الزمان.
ولكن يا حسرة على العباد , أسأل الله أن لا نكون قرية بطرت معيشتها , وأسأله سبحانه أن يكثر الصالحين فينا ويهدي ضالنا ومنهم العبد كثير الخطايا الذي يكتب اليكم .
أنني أمرأ أخشى مما عملته أيدينا عندما أرى أرزاقا ترمى في مكبات النفايات , وارى قطيعة للأرحام , وسوءا في الجوار , وموبقات يستحي المرء من شدة قبحها حتى من ذكرها .
أرى قلوبا قاسية لا تعرف الرحمة تموت القطط الأليفة عند أبوابها ضمأ وجوعا ولا ترق لها أحاسيسهم , وتتعامل مع العمالة التي قدمت بحثا عن لقمة العيش معاملة ألأيتام على موائدة اللئام , وارى تعاملا في ما بيننا خصوصا في دوائرنا الحكومية مليء بالجفوة والعجرفة وسوء الخلق وفقدان المسئوليه , وحرمانا لفقرائنا من ما أوجبه الله لهم علينا من زكاة في أموالنا , وأسمع عن فجور وفسوق ومروق على ألأخلاق من سياحنا عندما يتجهون الى بلدان أخرى فأساءوا السمعة وكفروا بالنعمة وكانوا شر خلف لخير سلف من أجيال مضت عندما خرجت من أوطانها نشرت أسلامها أحيانا بجهادها وأحيانا أخرى بحسن تعاملها وسمو أخلاقها كما فعل تجار المسلمين في عصور خلت عندما دخلوا الى ماليزيا واندنوسيا والفلبين واجزاء من الصين وبقاع أخرى .
أخوتي الأعزاء : لقد أبدلكم الله مكان السيئة الحسنه فلا تغرنكم الدنيا وتكونوا لا قدر الله كمن وصفهم الله في قوله جل شأنه :
ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة ،حتى عفوا وقالوا: قد مس آباءنا الضراء والسراء0 فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون"(الأعراف) .
أخوتي الأعزاء : أن خير الخطائين التوابون , استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا ، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ,, واتبعوا ما أمركم به ربكم في شتى سلوكياتكم .
أذا كنت في نعمة فارعها @@ فأن المعاصي تزيل النعم
وداوم عليها بشكر الأله @ @ فأن الأله سريع النقم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون " الأعراف : 96 ,,,، " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم " المائدة : 66 .
|