خبراء : أسعار النفط مرشحة للصعود في ظل «غياب البدائل»
الوكالات - الكويت

الاسعار مرشحة للقفز الى مستويات قياسية

التوترات السياسية تسهم في اشتعال الازمة
أجمع عدد من الخبراء في مجال النفط على أن هناك عوامل عديدة تسببت في رفع أسعار النفط خلال الفترة الماضية اهمها زيادة الطلب العالمي وتراجع سعر صرف الدولار امام العملات الرئيسية الاخرى والتوترات السياسية في المناطق المنتجة. وقالوا ان الاسعار مرشحة للصعود مرة اخرى في ظل غياب بدائل حقيقية للنفط في الوقت الحالي مع عدم استبعاد حركات تصحيحية تهبط بالاسعار ولكن بمستويات محدودة .
وقفزت اسعار النفط خمسة في المئة ووصلت الى مستوى قياسي جديد قرب 105 دولارات للبرميل ثم 112 دولارا بدعم من الانخفاض غير المتوقع في مخزونات النفط الخام الاميركية التي جددت المخاوف بشأن المعروض بعد ان قررت اوبك الابقاء على الانتاج دون تغيير.
وقررت اوبك عدم زيادة الانتاج وهو ما كان متوقعا على نطاق واسع حيث اعتبر وزراء اوبك ان انخفاض سعر الدولار ونقص عدد المصافي واستغلال المضاربين من اهم اسباب الارتفاع اضافة الى سوء ادارة الاقتصاد الاميركي.
ارتفاع كبير
وقال عضو المجلس الاعلى للبترول الدكتور عماد العتيقي ان أسعار النفط ارتفعت من مستوى 10 و15 دولارا للبرميل منذ ما قبل 2003 وتخطت اليوم حاجز الـ100 دولار للبرميل مؤخرا، وهو ارتفاع كبير للغاية وغير مسبوق .
واضاف ان هناك اسبابا وقتية لارتفاع الاسعار مثل التوترات السياسية في نيجيريا والخلاف بين فنزويلا وشركة اكسون موبيل لكن الاسباب الاستراتيجية التي ادت الى الارتفاع العام خلال السنوات الخمس الاخيرة تعود بالاساس الى ارتفاع الطلب العالمي. وقال ان الهند والصين تعتبران من اهم الدول التي تسببت في رفع الطلب على النفط حيث ينمو الاقتصاد الهندي بنسبة ستة في المئة سنويا بينما ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 11 في المئة سنويا، موضحا ان هذه الدول يزداد مستوى الرفاهية فيها شيئا فشيئا ما يستلزم حصولها على المزيد من الطاقة.
حركات تصحيحية
وحذر العتيقي من ان مسلسل الارتفاع المستمر في سعر النفط قد يتوقف وتحدث حركات تصحيحية مشيرا الى انه وخلال السنتين المقبلتين لن تكون هناك زيادات كبيرة في الاسعار. واضاف انه اذا كانت هناك زيادة في الاسعار خلال الشهور المقبلة فستعتمد على عدة عوامل من اهمها سعر صرف الدولار ونسبة التباطؤ في الاقتصاد الاميركي واقتصاديات دول اخرى. واشار الى ان هناك بدائل للنفط قد يتم اللجوء اليها مثل الفحم والطاقة النووية والغاز الطبيعي خصوصا في ظل التقدم التكنولوجي الذي خفف كثيرا من التلوث الذي قد يحدثه استخدام الفحم.
من جانب اعتبر عضو المجلس الاعلى للبترول موسى معرفي ان المستقبل يحمل الكثير من الارتفاعات المتوقعة لاسعار النفط، مشيرا الى وجود فرق بين العرض والطلب في السوق العالمي يبلغ حوالي مليون برميل يوميا. واوضح ان اوبك غير قادرة على التأثير في السوق النفطية لانها لا تمتلك سوى ثلث الانتاج العالمي كما ان غالبية دولها وصلت الى الطاقة القصوى من الانتاج وحتى السعودية التي يتم الحديث عن قدرتها على انتاج المزيد ستكون مضطرة للجوء الى النفط الثقيل لزيادة انتاجها.
لا حدود
واكد معرفي انه لا حدود لارتفاع اسعار النفط، مشيرا الى توقعات رئيس البنك الفيدرالي الاميركي السابق الان غرينسبان بان سعر النفط لن يقف عند 150 دولارا كما ان البدائل الاخرى للنفط مثل طاقة الرياح والشمس والفحم وغيرها غير اقتصادية واستخدامها محفوف بكثير من المشاكل الاقتصادية والبيئية.
وقال معرفي ان زيادة الطلب العالمي على النفط مستمر مشيرا الى ان دولة مثل الصين تصل نسبة السيارات فيها مقارنة بعدد السكان الى سيارة واحدة لكل 117 نسمة بينما في الولايات المتحدة النسبة هي سيارة لكل 7ر1 نسمة، مؤكدا ان هذا مؤشر قوي على ما سيحمله المستقبل من زيادة في الطلب على النفط. واوضح معرفي ان سعر الـ 100 دولار للبرميل حاليا لا تعادل سوى 40 دولارا بأسعار السبعينات بسبب انخفاض القوة الشرائية للدولار بشكل كبير. واشار الى ان كل ما يقال عن تأثر النمو العالمي سلبا بارتفاع اسعار النفط هو كلام غير واقعي، مبينا ان هذا التأثر لن يحدث الا اذا وصلت الاسعار الى فوق الـ 150 دولارا للبرميل.
من جانبه اوضح الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة البترول الكويتية هاني حسين ان السوق النفطي لا تحدده عوامل العرض والطلب فقط، مبينا ان العوامل الاخرى وخصوصا التوترات السياسية في مناطق الانتاج وانخفاض سعر الدولار بالاضافة الى مضاربات الشركات الكبرى هي عوامل لابد من أخذها في الاعتبار. واستبعد حسين ان يصل سعر البرميل الى ما فوق الـ 150 دولارا، مبينا ان الاقتصاد العالمي وخصوصا الاميركي سوف يتأثر بذلك.
وقال الخبير النفطي والاستاذ المساعد في جامعة الكويت الدكتور طلال البذالي انه اجرى دراسة استندت الى معلومات تاريخية وانتهى منها الى ان اسعار النفط مرشحة وبقوة للوصول الى مستوى 125 دولارا للبرميل خلال العام الحالي، مبينا ان قرب نهاية فترة الرئيس الاميركي جورج بوش يدعم من هذا الاتجاه. واوضح انه لا يوجد بصيص امل يقول ان الدولار مرشح للارتفاع، مشيرا الى ان هذا الاستمرار في انخفاض الدولار سيؤدي الى ارتفاع سعر النفط وزيادة التضخم في دول الخليج بشكل خاص. واكد اهمية النظر بعناية الى دور المضاربين في رفع الاسعار، معتبرا انهم يحولون كل خبر سلبي الى رفع جديد للاسعار.