رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الاثنين1/9/ 1429 ه الموافق1/9/ 2008
ارتداد على استحياء في كثير من الأسهم ..والخوف لايزال مسيطرا على متداولي السوق
عكاظ السعودية الاثنين 1 سبتمبر 2008 7:16 ص
تحليل : د. طارق كوشك
بسيولة ضعيفة لم تتجاوز المليارين و النصف حتى الساعة الثالثة ظهرا استمر السوق محمرا بنقاط لم تتجاوز العشرين نقطة. ثم وقبيل الإقفال اليومي الذي يعتبر شهريا في نفس الوقت تم ضخ سيولة في حدود المليار في الراجحي و سامبا و سابك بهدف إقفال السوق باللون الأخضر وتحديدا عند مستوى 8757 نقطة.. فلماذا؟ تحليل الأستاذ عماد زهران المحلل المعتمد من جمعية التحليل الفني الدولية سيقدم إجابة على هذا السؤال.
في اعتقادي أن السوق وعلى الرغم من هذا الارتداد الضعيف إلا أنه لازال يعاني من ضعف ثقة المضاربين وسيطرة الخوف والرعب على كثير منهم بسبب عدم وضوح مستقبل السوق وعدم معرفة ما اذا كانت هناك قرارات شخصية أو ارتجالية سوف تصدر عما قريب أم لا. السوق أيضا يعاني من تغلغل الملل والاستياء في نفوس صغار المتداولين بسبب حرمانهم من تحقيق أرباح مجزية إن لم يكن تكبيدهم خسائر غير مبررة في اقتصاد قوي.
لاشك أن هذه الحالة النفسية التي تسيطر على المضاربين والمتداولين الصغار هي التي تبرر ضعف السيولة وقلة الكميات المتداولة التي تتناقص يوميا وليس كما يعتقد البعض أن نقص السيولة وضعف الكميات المتداولة يرجع الى قدوم شهر الخير والبركة. إن رجوع السيولة الى ما كانت عليه في السابق لن يحدث ما لم يتوقف اللاعب الرئيسي في سوق الأسهم السعودية عن التلاعب بأسعار سابك والراجحي وسامبا.
فإن لم يتوقف (ولن يتوقف لأنه أمن العقاب و المساءلة واللوم بل حتى الاستفسار) فالحل هو تكاتف صغار المتداولين مع صغار المضاربين المعروفين في سوق الأسهم السعودية و ليس التكاتف مع الدخلاء على مهنة الذين يديرون المحافظ بطريقة غير شرعية ولا حتى رسمية. في اعتقادي أن هذا التكاتف بين صغار المتداولين والمضاربين سيعيد للسوق رونقه وجاذبيته التي نشأت في السابق بسبب تحقيق أرباح مقبولة يوميا. لكن السؤال هو كيف يمكن إرجاع هذه الثقة المفقودة بين هذين الطرفين؟
يعتقد البعض أن عودة هذه العلاقة غير ممكنة ذلك لأن اللاعب الرئيسي في السوق الذي تمكن من جمع كميات في جميع الأسهم لن يسمح بعودة هذه العلاقة لأنه جمع كميات في كثير من الأسهم بأرخص الأسعار و بالتالي سيقوم بضرب أي سهم صاعد بتلك الكميات. هذا الاعتقاد خاطىء تماما لأن اللاعب الرئيسي لم ولا ولن يهتم بصغار المضاربين والمستثمرين وغير مصرح له بالشراء في الأسهم غير القيادية. عليه يمكن القول
إن عودة العلاقة متوقفة على صغار المتداولين والمضاربين أنفسهم. فإن شاؤوا أعادوها و أعادوا معها الأرباح المقبولة يوميا وإن شاؤوا استمروا في ابتعادهم عن بعضهم البعض واستمروا في الخسائر والملل والاستياء من السوق.
نعود مرة أخرى الى السوق الذي شهد ارتفاعا مقبولا في بعض الأسهم مثل التعاونية وأسيج في قطاع التأمين والبحر الأحمر وجرير وأنابيب والكابلات وسافكو هذا الارتفاع يؤكد وجود مضاربين في هذه الأسهم وهو أمر جيد إلا أن الذي يمكن ملاحظته على هذه الأسهم هو قلة المحافظ التي تدخل و تخرج من والى هذه الأسهم، ما يعني عدم وجود طلبات فيها من قبل عامة المتداولين مما يجبر مضاربي هذه الأسهم الى مواصلة الصعود إلى اعلى على أمل لفت النظر اليها وإغراء الآخرين على الدخول فيها.
في اعتقادي أن الدخول في هذه الأسهم في الوقت الراهن هو مغامرة عالية المخاطر نظرا لارتفاع أسعار تلك الأسهم مقارنة بأسعار بقية أسهم السوق وبسبب رغبة المضاربين في التخلص من أسهمهم حتى يتمكنوا من توفير سيولة تؤكد تحقيقهم للأرباح. بمعنى طالما أن المضارب يمتلك أسهما فإن ربحه ورقي (على الورق) ولن يكون حقيقيا إلا ببيع تلك الأسهم وعليه فإنني أعتقد أن مثل هذه الأسهم تمثل مشروع تعليقة.
السوق يوم أمس أيضا شهد تحسنا في أسعار شركات المضاربة مثل صدق والأحساء وزجاج وفيبكو والعقارية والبحري والجماعي والسيارات وعسير. حقيقة لقد وصلت أسعار كثير من شركات المضاربة إلى أسعار لم يتوقعها أكثر المحللين تشاؤما و مع ذلك لازالت تعاني من ابتعاد السيولة عنها. شخصيا لا استغرب من عزوف السيولة عن مثل هذه الأسهم وذلك لسببين اثنين. الأول هو إقناع صغار المتداولين بالدخول في أسهم ثقيلة على أمل التعويض فدخلوا بكامل سيولتهم في معادن وكيان وبنك الإنماء وزين وبعض الشركات المشابهة لها إلا أنهم تعلقوا فيها. أما السبب الثاني فهو تخلي بعض مضاربي هذه الأسهم عن مبادئهم مما كبد صغار المتداولين خسائر ما كان ينبغي أن يتكبدوها لو أن هؤلاء المضاربين دافعوا عن أسهمهم ولم يغدروا بعملائهم.
ختاما يمكن القول إن تحسن السوق سيكون بعودة الثقة اليه وتكاتف صغار المتداولين مع صغار المضاربين عدا ذلك فإن الربح سيكون من نصيب اللاعب الرئيسي للسوق فقط من خلال التذبذب في أسعار سابك والراجحي وسامبا وربما لاحقا من خلال رفع سعر بنك الإنماء ومعادن.
|