[صقر قريش]

الوطن:الأربعاء 5 ذو الحجة 1429هـ الموافق 3 ديسمبر 2008م العدد (2987) السنة التاسعة

خبراء في التربية يطالبون بالتحقيق وتطبيق العقوبات للمخالفين
الرقابة والتحقيق تكشف تقصير مدارس حكومية في تحية العلم

الرياض: عضوان الأحمري، محمد آل ماطر

كشفت هيئة الرقابة والتحقيق عن وجود مخالفات ترتكبها مدارس حكومية تابعة لوزارة التربية والتعليم، أهمها عدم التقيد بالنظام المعمول به حيال تحية العلم السعودي، الممثلة بأداء النشيد الوطني في الطابور الصباحي، ورفع الصور الرسمية لولاة الأمر.
وأبلغت الهيئة وزارة التربية والتعليم بتقصير بعض المدارس في تحية العلم ورفع صور ولاة الأمر، لتوجه الأخيرة بدورها جميع المدارس المقصرة والمخالفة بتصحيح أوضاعها والالتزام بنظام العلم السعودي المعمول به في جميع المؤسسات الحكومية وبأداء النشيد الوطني في الطابور الصباحي للطلاب وتحية العلم، بالإضافة إلى التأكيد بوضع صور ولاة الأمر الرسمية داخل المدرسة.
وجاء في تعميم وجهه مدير مركز الإشراف التربوي بالروضة، التابع لإدارة تعليم منطقة الرياض محمد بن سعد المشوح لمديري المدارس ـ حصلت "الوطن" على نسخة منه أول من أمس ـ أن هيئة الرقابة والتحقيق لاحظت مخالفات سجلتها خلال زياراتها الميدانية في تلك الجوانب، مما استدعتها لرفع ملاحظاتها لوزارة التربية والتعليم، ووجه مدير عام المتابعة تعميماً لجميع الإدارات حول ذلك لتفاديها.
وطالب المشوح جميع المشرفين التربويين الذين يقومون بزيارة ميدانية للمدارس بمتابعة توفر تلك الملاحظات في كل مدرسة بدءا من الطابور الصباحي ورفع العلم السعودي والنشيد الوطني وصور ولاة الأمر والرفع لإدارة التربية والتعليم في حالة وجود مدارس مقصرة لمحاسبتها.
في هذه الأثناء، وصف اثنان من الخبراء في مجال التربية وفي المجال الأمني لـ "الوطن" عدم تطبيق بعض المدارس للتوجيهات الصادرة من قبل وزارة التربية والتعليم بتطبيق تحية العلم ووضع صور قادة البلاد في المدارس بأنه يعبر عن أزمة فكرية حقيقية تعاني منها بعض تلك المدارس التابعة للوزارة وإدارات التعليم.
وطالبوا بالحل الصارم والحاسم والتحقيق مع الرافضين لاتباع التعليمات.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس الشورى الدكتور خليل الخليل إن فرز هذه المنظومات الرافضة لاتباع التعليمات والتحقيق معها لمعرفة دوافع ذلك أمر سهل ويجب على إدارة التربية والتعليم في جميع المناطق التحقيق مع المتسببين في ذلك ومتابعة ما يحدث في المدارس وقال "أنا كنت عضوا في مجلس التعليم بمنطقة الرياض وكانت تصلنا حالات محدودة جداً ونعالجها ونتابعها وكنا نتعامل مع كل حالة على حدة وهذا ما يجب أن يكون وتقوم به وزارة التربية والتعليم ، وبكل بساطة أعتقد أن عدم تنفيذ التعليمات فيما يخص صور رموز القادة ووضعها في المدارس وكذلك الاهتمام بتحية العلم والنشيد الوطني ينم عن أزمة فكرية يعاني منها بعض المديرين الذين لا يتلقون توجيهات الجهات الرسمية ولا يأخذونها بعين الاعتبار وأظنهم يتلقون التوجيهات من جهات خارجية".
وطالب الخليل أن يكون العلاج صارماً وحاسماً وذلك بقوله "العلاج يجب أن يكون حاسماً وصارماً ولا يتهاون بهذه المسائل فلها أبعاد أمنية واجتماعية خطيرة، وفي القانون هناك قاعدة أن التوجيهات والقرارات التي تصدر من الجهات الرسمية تكون على شكل نصائح في بادئ الأمر ثم إذا لم تطبق تستخدم قوة الدولة لتنفيذها".
من جانبه أيد وكيل وزارة التربية والتعليم السابق الدكتور علي الخبتي، ما قاله الخليل حول العلاج الحاسم، وأكد أن هناك ما يشبه التعمد من قبل بعض مديري المدارس في عدم تطبيق القرارات، وأكمل بقوله "النشيد الوطني رمز وقبله قادة البلاد رموز كذلك، رموز للوحدة وللاستقرار وللأمان، وأعتقد أن تعمد بعض المديرين في عدم اتباع التعليمات التي تخص تحية العلم وما شابه ذلك فيه خطورة، وإن كان لا يعرفها مديرو هذه المدارس يجب أن توضح لهم بالنصح أولاً وببيان ما يقومون به ثم العقاب بحزم". ووصف الخبتي من يرفضون اتباع التعليمات أن لديهم توجهات فكرية وأنهم عابثون يجب أن يضرب على أيديهم.