المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحارث بن همام
1-يقولون: إن الله أباح الصيد ولايمكن لأحد أن يمنعه ....
أقبل حُكم الأخ نهار أبو ليله إن كنت قلت ذلك ؟؟ أرى أن ذلك يأتي في سياق تضليل المُتلقّي وللأسف فقد إنطلت على بعضهم 0
و أقول :
نعم إن الله أباح الصيد بنص القرآن .. ولكن الصيد في الشرع مباح وليس واجباً .
وهذا تضليل آخر ولاأريد أن أقول سوء فهم لأنني أُُكبِرَِكم عن ذلك0
فإذا جاء ولي الأمر ومنع من هذا المباح لمصلحة عامة , فهذا من حقه الشرعي ,
فالفقهاء ذكروا أن من حق ولي الأمر أن يقيد المباح , وقد فعل هذا عمر بن الخطاب
رضي الله عنه , حين كان يمنع شراء اللحم ليومين متتاليين , في المدينة المنورة ,
لمصلحة رآها , فشراء اللحم من الجزار مباح , لكن عمر منعه للمصلحة ,
بل روي أنه كان يضرب الناس بالدرة بسببه .
ومثله رعي الكلأ في البرية , فهو مباح , والناس شركاء فيه , ولكن
عمر رضي الله عنه ,كان يحمي بعض المناطق ويمنع الرعي فيها ,
لمصلحة عامة , وإذا وجد من يرعى يعاقبه .
و المصلحة العامة في هذه الحالات وغيرها مقدمة على مصلحة الفرد في تناول المباح .
ليس ذلك وحسب بل إن عمرا رضي الله عنه لم يُقم حدّ السرقه في عام الرّماده ((وفرق بين المباح والحد )) أليس الدّليل أقوى ؟؟ لكن مافائده الدّليل عندما يفقد وجه الدّلاله ؟؟
يُقبل منك ذلك كُلّه لو أنّي قلت بأن ولي الأمر لايجوز له منع المباح ، وماقُلت ذلك ، فقد قُلت ــ وغيرك يُعلّم ــ ما مُلخّصه أن ولي الأمر نظّم ولم يُحرّم وأعتقد جازما أنه لايخفاك الفرق بين التنظيم والتحريم ، وعمل عمر رضي الله هو في هذا الإطار 0
لكنّي أرى في هذا الأسلوب طريقه بعض الأشخاص عندما تغلبهم الحجّه يلجأ فورا الى العباره الشّهيره (( إنته بتسب الحكومه ))0
2-يقولون إن إباحة الصيد من باب توازن الطبيعة ...
و أقول :
هذا القول في هذا الوقت غير صحيح .
بل منع الصيد الآن هو الذي يحقق التوازن , فهل مثلاً صيد القهادي و الحجل
و الأرانب البرية و الوبر ... يحقق التوازن في الطبيعة الآن ؟
لقد قيل إن من أهم أسباب زيادة أعداد القرود , ومن ثم إسرافها في المزارع ,
هو قتل أعدائها من السباع , فما هو التوازن الذي يحدثه صيد هذه الطيور والحيوانات ؟
نعم لو وصلنا لمرحلة زادت فيها أعداد هذه الطيور و الحيوانات
عن المعدل الطبيعي ,فيمكن أن يقال حينئذ بإباحة الصيد مرة أخرى .
لكن قد نحتاج في الجزيرة العربية إلى مئات السنين , كي نصل لهذه المرحلة ,
وإلى أن نصل إلى تلك المرحلة فإن التوازن الحقيقي , و المصلحة العامة ,
يقتضيان منع الصيد مطلقا ً .
وخاصة إذا علمنا أن الذين يمارسون هذا الصيد الآن , ليسوا محتاجين للصيد ,
ولا يفعلونه لجلب الرزق لأنفسهم و ذرياتهم , بل هم جميعا ً هواة ,
ويمارسونه للتسلية , وقضاء الوقت , و الاستمتاع أثناء إجازاتهم ورحلاتهم
ولو كانوا يمارسونه للرزق , لكان لنا معهم حديث آخر .
وأقول أنني مع التنظيم الذي نهجه ولي الأمر ، إضافه الى الرّافد الآخر لحمايه الحياه البرّيه والمتمثّل في إقامه العديد من المحميّات0 ولعل في ذلك مايُغني 0
ختاما آمل أن نكون مقنعين ، وأن يكون خصومنا منصفين ،
والحمد لله رب العالمين 0
الإخوة ألمنتديين إدارة ومشرفين وأعضاء إن النقاش للفائدة أمر محمود ومطلب رئيس وهو يثري الفكر وفي الغالب يخرج المتحاورون بنقاط لقاء وأرى أن أهم هذه النقاط في موضوعنا هو أن ألأصل في الصيد هو ألحِِلّ
وأن الإسراف أمر مذموم منهي عنه والأدلّة في ذلك من القرآن والسنّة معلومة لعامّه النّاس 0
هذا وأسأل الله أن يُرينا الحق حقّا ويرزقنا إتّباعه وأن يُرينا الباطل باطلا ويرزقنا إجتنابه0
|