رد: الملف الصحفي للتربية والتعليم ليوم اربعاء 14/3
الحياة : الاربعاء 14-03-1430هـ العدد : 16777
حالات استنفار في المستشفيات وإخلاء مدارس بجهود«ذاتية»... وتوقعات باستمرارها ... «الرياض»: عاصفة ترابية تعطّل «المطار»... واتهام لـ«الأرصاد» بـ«التخاذل»
الرياض - ناصر الحقباني وسعود الطياوي وسعد الغشام الحياة - 11/03/09//
عاش سكان «الرياض» يوماً استثنائياً أمس، بعدما ضربت مدينتهم عاصفة ترابية شديدة، عطلت الملاحة في مطار الملك خالد الدولي، وأجبرت مدارس (بنيين وبنات) على إخلاء طلابها في وقت باكر، فيما أعلنت مديرية الدفاع المدني والمستشفيات حال الطوارئ. في وقت تجددت الاتهامات الرسمية لمصلحة الأرصاد بـ «التخاذل».ولعبت «العاصفة المفاجئة» في إلحاق ضرر بالغ، بنسبة كبيرة من السكان، إذ أفضت إلى حوادث مرورية، وألزمت كثيرين بالبقاء في منازلهم أو مقارعملهم، خصوصاً ما بين الساعة 12 والثانية ظهراً، وهو الوقت الذي انخفضت فيه الرؤية إلى الصفر.وشوهدت في الشوارع، وبعضها رئيسي مثل طريقي الملك فهد وخريص، سيارات تصطدم بعضها ببعض أو تعتلي الأرصفة، بعدما فقد سائقوها السيطرة عليها.من ناحيته، أعلن المدير العام لمطار الملك خالد الدولي بالرياض المهندس سعد بن محمد الطاسان في بيان صحافي أمس، أنه تم تأجيل إقلاع الرحلات المغادرة من مطار الملك خالد الدولي نتيجة لتدني الرؤية في المطار إلى درجة الصفر.وقال:«التقارير الواردة من مصلحة الأرصاد العامة وحماية البيئة تفيد أن مدى الرؤية سيستمر على حاله، وسيأخذ في التحسن بعد الرابعة عصراً».وأكد «تغيير مسار ثلاث طائرات كانت آتية من مصر إلى مطار الملك فهد الدولي في الدمام»، مشيراً إلى أنه سيتم تحويل مسار الرحلات الأخرى إلى مطاري الدمام والملك عبدالعزيز في جدة.من جانبه، صرّح مصدر في الخطوط الجوية السعودية لـ وكالة الأنباء السعودية بـ«أن الخطوط أجلت تشغيل رحلاتها من وإلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض حتى الساعة السادسة من مساء اليوم (أمس) بسبب العواصف الترابية .وأكد «أن جدولة الرحلات ستعاد بعد هذا التوقيت بالتزامن مع تحسن الأحوال الجوية وتقديم الخدمات كافة للركاب الذين تأخرت رحلاتهم».وجددت عاصفة الأمس، الاتهامات لمصلحة الأرصاد والبيئة بـ«التخاذل وعدم القيام بدورها، وتنبيه الناس قبل أي تغييرات في الطقس».واتهمت المديرية العامة للدفاع المدني في منطقة الرياض على لسان الناطق باسمها النقيب عبدالله القفاري «الأرصاد» بعدم إبلاغها عن العاصفة. وقال القفاري: «بجهودنا الذاتية وعبر إدارة الحماية المدنية في المديرية تنبأنا بالعاصفة قبل أن تجتاح الرياض بنحو 30 دقيقة، وعلى ضوء هذا طلبنا نشرة جوية من مصلحة الأرصاد للقيام بالاحتياطات».وأضاف: «إن عدم إبلاغنا بالعاصفة قبل وقت كاف، وضعنا في وضع محرج، وعلى رغم هذا نجحنا في تنفيذ المهام الموكلة لنا».وتابع: «أبلغتنا مصلحة الأرصاد أن العاصفة ستجتاح بعض المحافظات مثل المجمعة، التي خاطبنا إدارة التربية والتعليم فيها لإخلاء المدارس، إلا أنها لم تشر أبداً إلى احتمال أن تجتاح العاصفة مدينة الرياض».وأوضح «نشرنا جميع الفرق الميدانية في الأحياء تحسباً لأي طارئ، وتم مباشرة حادثة سير وقعت بين شاحنة وسيارة صغيرة على طريق الرمحية شرق الرياض في بداية العاصفة، وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص».وعلى صعيد الجهود الصحية، قال مصدر في وزارة الصحة أنها أعلنت حال الاستنفار في جميع مستشفياتها في الرياض، وبدأت في استقبال ضحايا الحوادث والاختناق. إلا أن المصدر لم يعط رقماً للحالات التي تم استقبالها.ويأتي هذا في وقت، أخلت بعض مدارس البنين والبنات مدارسها في وقت باكر وقبل موعد الانصراف بمدد تتراوح مابين 30 دقيقة وساعة بالتنسيق مع أولياء أمور الطلاب والطالبات.وقالت مديرة مدرسة لـ «الحياة»، «إن إخلاء طالبات مدرستها جاء بجهود ذاتية، ولم نستند إلى توجيه من وزارة التربية والتعليم». وأضافت: «خشينا على صحة الطالبات فبعضهن مصابات بالربو». على صعيد آخر، أكد الناطق باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، «أن العاصفة الترابية ستستمر حتى مساء اليوم (الأربعاء) لكن بدرجة أقل مما حدث أمس».وقال لـ«الحياة»: «إن سبب العاصفة منخفض حركي قادم من حوض البحرالأبيض المتوسط، وهو ذو سرعة شديدة، ما يتسبب في إثارة الأتربة». وأكد أن وضع «الرؤية اليوم ستكون أفضل من أمس بكثير».وتوقع، «أن تشهد المنطقتين الغربية والجنوبية موجات غبار يومي الخميس والجمعة».ودافع القحطاني عن «الأرصاد»، مؤكداً «أنها حذّرت المواطنين قبل أيام عدة من تقلبات مختلفة تمر بها أجواء السعودية بشكل سريع وهذا ما يحصل حالياً».وأشار إلى أن هذه الأيام سيشهد المناخ موجة من التقلب بين البرودة والحرارة، فضلاً عن أن بعض المناطق ستجتاحها موجات غبار، لافتاً إلى أن مدى الرؤية يختلف من منطقة وأخرى ويتراوح من كيلو إلى صفر.وحذر من أن مدى الرؤية في المنطقة الوسطى « سيكون غير جيد اليوم، خصوصاً خلال النهار».
تحويل 11 طائرة إلى الدمام
الدمام - بدر الشهري - استقبل مطار الملك فهد الدولي في الدمام، أمس، 11 رحلة جوية مُحولة من مطار الملك خالد في الرياض، بسبب تدني مستوى الرؤية الأفقية هناك. كما أوقف إقلاع رحلتَين منه إلى الرياض، والعكس. قبل ان تستأنف حركة الملاحة بين المطارين مغرب أمس.وقال المدير العام لمطار الملك فهد الدولي المهندس خالد المزعل لـ«الحياة»: «إن المطار استقبل منذ الصباح وحتى الظهر أربع رحلات كان مقرراً لها الهبوط في مطار الملك خالد في الرياض، اثنتان منها تابعة للخطوط الجوية العربية السعودية، كانتا قادمتَين من دبي ودلهي، والأخريان من مصر، إحداهما تابعة للخطوط الجوية المصرية، والأخرى تابعة لطيران «سما». إضافة إلى سبع رحلات محلية، بعضها ركاب والأخرى طائرات خاصة».وأضاف المزعل، ان «مطار الدمام أوقف رحلتَين كان من المقرر ان تنطلقا نحو الرياض، وفي المقابل أوقف مطار الملك خالد رحلتَين متوجهتين إلى الدمام، بسبب سوء الأحوال الجوية»، موضحاً ان «حركة الملاحة تم استئنافها بين المطار في السادسة من مساء أمس (الثلثاء)».وعلى رغم تدني مستوى الرؤية الأفقية في الكويت، إلا ان المزعل نفى وصول رحلات محولة من هناك. وقال: «تلقينا تحذيرات من الرئاسة العامة للأرصاد، مبنية على توقعات بوصول موجة الغبار الكثيفة إلى سماء المنطقة الشرقية، واتخذنا الإجراءات اللازمة والاستعدادات لضمان سلامة حركة الملاحة في المطار».
تسجيل 143 حادثة في 3 ساعات
أكد المدير المناوب لعمليات مرور الرياض النقيب سعد القحطاني أن العاصفة الترابية التي اجتاحت الرياض أثّرت بشكل بالغ في الحركة المرورية، مشيراً إلى أنهم تلقوا منذ الساعة 11,30 صباحاً حتى الساعة الثالثة عصراً 1226بلاغاً لغرفة العمليات منها 143 بلاغاً عن حوادث مركبات، إضافة إلى تسجيل 49 بلاغاً يطلب أصحابها المساعدة نتيجة تعطّل سياراتهم. وذكر لـ«الحياة» أن الحوادث التي «وقعت غالبيتها في بداية العاصفة أدت إلى أضرار مادية فقط»، مؤكداً أن تقيد غالبية قائدي المركبات بالأنظمة المرورية قلّل من عدد الحوادث.وأكد القحطاني «أن مرور الرياض أعلنت حال الاستنفار ووزّعت أكثر من 50 في المئة من قوة شعبة السير في الشوارع، كما كان هناك انتشار لدوريات المرور في الطرق الرئيسية والطرق الدائرية التي تشهد كثافة للمركبات».وأعلن أن «المرور» استعان ببعض المؤسسات الإعلامية لبث رسائل mms للمشتركين في خدمة الأخبار لديها «توعيهم ببعض إجراءات السلامة المرورية، وتنصحهم بالتزام منازلهم».وقال: «كما استعنّا بإذاعات وقنوات لبث رسائلنا التوعوية». ونفى «تأثر الإشارات الضوئية المرورية وكاميرات المراقبة بالعاصفة»، إلا أنه أكد «تعطل فائدة الكاميرات التي تعتمد على وضوح الرؤيا».وأشار القحطاني إلى أن معظم الاختناقات والكثافة المرورية كانت على طريق خريص، ابتداء من «نفق» الحرس الوطني حتى نهاية جسر الخليج، كما شهد طريق الملك فهد اختناقاً امتد إلى جسر عتيقة ونفق الوشم».
|