الإثنية تصارع العلمانية ... الهند:
«اللوتس» تنازل «اليد البيضاء» في تحدي الديمقراطية الآسيوية
فهيم الحامد ـ جدة
يتوجه أكثر من 700 مليون ناخب هندي إلى صناديق الاقتراع لاختيار 543 عضواً برلمانياً في الجولة الأولى من الانتخابات العامة الخامسة عشرة في تاريخها, والتي تمثل اختبارا لتكريس الديمقراطية ,في وقت تواجه فيه الهند ,حالة عدم استقرار سياسي وخطر الإرهاب, وعلاقات متوترة مع الباكستان, بالإضافة إلى تأثرها بالركود والأزمة الاقتصادية العالمية. وفي أكبر ممارسة ديمقراطية لسدس سكان العالم, وفي بلد يعج بالمتناقضات, والتنوع الثقافي والديني, ستتركز معركة الانتخابات والتي ستجري على خمس مراحل, بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم (شعاره اليد البيضاء), والمعروف بعلمانيته والذي ترأسه سونيا غاندي الإيطالية الأصل, وحزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتعصب (شعاره زهرة اللوتس) . ويواجه رئيس الوزراء مان موهان سينج (76 عاماً ) مرشح حزب المؤتمر ,مهندس الاقتصاد الهندي, وخريج جامعة أكسفورد ,الذي أجرى عملية قلب مفتوحة قبل شهرين هي الثانية له ,لال كريشنا أدفاني (81 عاما ), مرشح حزب بهارتيا ,المعروف بتعصبه. وهو أيضا مهندس حملة بناء المعبد الهندوسي في مكان مسجد البابري ,الذي أدى الى هدمه واندلاع أعمال شغب دامية في 1992 بين الهندوس والمسلمين . وسيلعب المسلمون الهنود والذين يمثلون نحو 13% من نسبة السكان ويبلغ عدد هم 140 مليونًا من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 1.1 مليار نسمة دورا كبير ا في تحديد معالم الحكومة القادمة, إذ يعتقد أن يعطي المسلمون أصواتهم لحزب المؤتمر باعتباره الحزب الذي ساهم في الحفاظ على علمانية الهند وإعطائهم حقوقهم.
واستخدمت الأحزاب الهندوسية, المسلمين كورقة انتخابية، إذ جاء ذلك جليا, عندما حرض مرشح الحزب الهندوسي فارون غاندي، حفيد جواهر لال نهرو، الهندوس على ذبح المسلمين في احدى الحملات الانتخابية الأمر الذي أدى إلى موجة من الاحتجاجات في الأوساط الشعبية الإسلامية.
ويؤكد المراقبون أن الأحزاب الإقليمية ,ستحسم مسألة تشكيل الحكومة المقبلة, خاصة إذا لم يتمكن الحزبان الرئيسيان في الفوز بالأغلبية المطلقة في البرلمان، وستلعب ولاية أوتار براديش دورا رئيسا في تحديد الحزب الفائز ,إذ تتمتع ب 80 مقعدا في البرلمان. وتتوزع الخريطة الانتخابية في الهند على 28 ولاية وسبع مناطق في الاتحاد الفيدرالي الهندي، بما فيها الولايات الرئيسة الست، وهي، «أوتار براديش» ثمانون مقعدا) ومهاراشترا (، 48 مقعدا) وأندرا براديش (، 42 مقعدا) والبنغال ( 42 مقعدا) وبيهار أربعون مقعدا) وتاميل نادو ( 39 مقعدا).
واستفادت الأحزاب السياسية من نجوم السينما اللامعين في بوليوود, لحشد الأصوات في الحملات الانتخابية, كما أنها وضعت في قوائمها الانتخابية بعض الممثلين من الرجال مثل سنجاي دت وسلمان خان. كما شاركت بيريانكا ( 30عام) ابنة الراحل راجيف غاندي والشبيهة بجدتها أنديرا غاندي مع والدتها سونيا في الحملات الانتخابية إلى جانب شقيقيها راهول الذي رشح نفسه في الانتخابات من مسقط رأس عائلة غاندي في اميثي.
وستعلن النتائج النهائية في السادس عشر من مايو المقبل.