[صقر قريش]

الوطن :الأربعاء 26 ربيع الآخر 1430 العدد 3127
الوظائف التعليمية "سمك لبن تمر هندي"
إلى متى وبعضنا يرفع صوته بالتهليل لكون التعليم تغير في مناهجه وطرائقه؟ وفي المقابل نرى خريجين وخريجات الثانوية العامة أغلبهم لا يعلم أي التخصصات يتقدم إليها، والقلة منهم قد تحدد التقدم إلى تخصص يوافق مستوى تحصيله الدراسي - وفي الطالبات تحديدا - قد لا يوافق تماما سماتها الشخصية.عندما كنت أعمل في المجال التعليمي كان هناك العديد من المتقدمات لشغل وظيفة معلمة أو إدارية وبعد أن تجتاز المتقدمة المقابلة الشخصية أكاد أجزم أن من بين عشرين متقدمة لا يتم إلا اختيار متقدمتين فقط، وهذه حقيقة مفزعة أن لا تجد من بين خريجات الجامعة أو الكلية إلا القلة القليلة اللاتي لديهن وعي بتخصصهن، ووعي بمتطلبات الوظيفة التعليمية.في إحدى المرات أضفت سؤالا إلى المقابلة الشخصية وهو: مالذي تستطيعين تقديمه إلى الطالبات بجانب المعلومات الدراسية؟ تفاجأت أن معظم الإجابات كانت تتمحور حول إجابتين:1-أدرسهن2 –أنجحهن.. ولا تعليق!نحن بحاجة ماسة إلى تنمية مهارات المعلمين الاجتماعية وبحاجة ماسة إلى تطوير شخصية المعلمين ليس فقط من خلال التدريب والدورات المنتشرة حاليا وإنما نحن بحاجة إلى فلتر لتصفية الأشخاص الذين لديهم سمات القدرة على التعليم والتطوير واكتشاف الإبداع لدى أبنائنا وبناتنا، وبحاجة إلى أن تختار الكليات الطلاب والطالبات المناسبين لدراسة كل تخصص وعلينا أن لا نجعل كل من تخرج من الثانوية يلتحق بأي كلية فقط بسبب درجاته وليس بسبب قدراته. قد يقول لي الكثير إن الجامعات تعتمد على اختبار القدرات قبل القبول وسوف أرد بالقول عليهم من واقع الخبرة العملية أن معظم المتقدمين لطلبات التوظيف ورفضت طلباتهم كانوا ممن طبق عليهم هذا الاختبار فدعونا من الهجوم والدفاع ودعونا نتعاون يدا بيد لدعم الخريجين والخريجات بوضع برامج إجبارية تكون من متطلبات التخرج لتدريبهم على التواصل مع المجتمع الوظيفي وأن لا نكتفي بقياس التدريب على توصيل المعلومة دون أن يكون هناك تغيير نحو الأفضل في سمات شخصية الخريجين والخريجات. وكفانا وضع "السمك واللبن والتمر هندي" بجانب بعض في الوظائف وخاصة التعليمية.
أماني رجا الجبرتي