عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2009   رقم المشاركة : ( 4 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الارعاء 26/4

الوطن :الأربعاء 26 ربيع الآخر 1430 العدد 3127
مناهج الدين.. أين الأثر؟
مرام عبدالرحمن مكاوي
لطالما كنت وما زلت من المؤيدات لتدريس مواد الدين الإسلامي واللغة العربية بكثافة في مدارسنا لاعتقادي بأنها لا تقل أهمية عن مواد العلوم أو الرياضيات أو التكنولوجيا أو اللغات الأجنبية. فكما أن المرء يحتاج إلى مهارات حياتية ومعرفية فهو بحاجة أيضاً إلى تشكيل هوية ثقافية وفكرية مستمدة من دينه ولغته وتراثه. وكتبت في هذه الصحيفة قبل خمس سنوات مقالاً بعنوان ( وجدتها! غيروا مناهج الفيزياء!) مدافعة وقتها عن الحملة الهائلة التي تعرضت لها مناهجنا الشرعية على خلفية دعاوى تشجيعها للإرهاب. واليوم أعود لأنظر في هذه المناهج الدينية من جديد، فأنا هنا لا أغير رأيي بشأن أهميتها ولكنني أطرح أسئلة عن مدى تأثيرها الإيجابي على سلوكيات النشء، ومدى مساهمتها في خلق جيل مؤمن بربه وعارف بواجباته تجاه نفسه وجيرانه ووطنه وأمته. المشهد الأول: رجل ملتحٍ يرتدي ملابس الإحرام، يقوم بغسيل رأسه باستخدام أحد الكؤوس البلاستيكيه المخصصة لشرب ماء زمزم في المنطقة المخصصة للشرب، فيطلب منه عامل النظافة الآسيوي بهدوء أن يفعل ذلك في محل الوضوء. فيثور صاحبنا ويرفع صوته ويرد على العامل بفوقية: " شب ولا كلمة.. أنا سعودي.. سعودي فاهم"! ويواصل مسلسل سوء الأدب وهو في بيت الله الحرام مرتدياً لباس الإحرام قبل أن يصطحب زوجته المغطاة بالسواد من أعلى رأسها حتى قدميها ويغادر وسط سخط الجميع، وهنا يفقد العامل الآسيوي صبره فيردد بأن كل المسلمين سواء ويحترمون الإنسان إلا السعوديين.. وينفعل فيكرر بأن السعودي شيطان وليس إنسانا! وعلى ظلم هذا التعميم وسخافته، إلا أنه من المحزن أن يكون هذا انطباع عامل آسيوي يعمل في أقدس بقعة في أقدس مدينة في العالم، والمفروض أنه يتعامل مع نخبتنا " الصالحة" التي تزور البيت العتيق كل يوم. ترى من علم هذا الرجل السعودي فضل العمرة وحكم الحجاب ونسي أن يعلمه بأنه لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال من حبة كبر؟ المشهد الثاني: تدور هذه الأيام شائعة عن تورط لاعب كرة مشهور في فضيحة أخلاقية، وسواء كانت حقيقية أو ملفقة من قبل خصوم الفريق، فإن هناك أمراً ثابتاً هو اهتمام الناس بها وسعيهم لنشرها بشكل لا يصدق، فقد وصلتني شخصياً أكثر من عشرة رسائل إلكترونية بهذا الخصوص، ناهيك عن ما تتناولته المنتديات وغيرها. وإذا كان من الواضح بأن البعض يفعل ذلك تشفياً من اللاعب المشهور وكراهية في ناديه، فإن هناك آخرين قاموا بذلك غيرة على محارم الله كما يدعون وللتنبيه على ما سموه فساد الرياضة والوسط الرياضي. ترى ألم يعلم هؤلاء أحد بأن بعض الظن إثم مثلما علمهم بأن الاختلاط محرم كما في هذه الحادثة؟ ألم يدرسهم معلم ما بأن من ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الآخرة؟ وأن الغيبة أشبه ما يكون بأكل لحم الميت مثلما علمهم بأن الغناء وشرب المسكر حرام؟ هذان المشهدان عينة صغيرة من ما يمكن أن يندرج تحت خانة السلوكيات والأخلاقيات، والتي في حالتنا كمسلمين فهي ينبغي أن تكون مستمدة من شرعنا الحنيف. لكن الذي حصل هو أننا نشاهد هذا الاختلاف بين النظرية والتطبيق في الأخلاقيات لأن دروس المدرسة ركزت على أمرين: العقيدة وفقه العبادات في حين تكاد تكون أهملت فقه المعاملات وتدريس أهمية السلوكيات. فمن الطبيعي جداً أن تشاهد أثر دروس العقيدة على الفرد السعودي، فما إن يقول أحدهم أمامه كلمة ما أو يرتكب فعلاً ما عن جهل أو سهو حتى يهب في وجهه بقوله: شرك أو بدعة أو لا يجوز حتى لو لم يكن شيخاً أو ذا باع في العلوم الشرعية، في حين لا يتحرك أحدهم حين يشاهد شخصاً يسيء للآخرين بصراخ أو شتائم، أو يأكل حقوق العمال، أو يكذب، أو يروج شائعة، أو يهين زوجته، أو حين تعذب إحداهن خادمتها، أو تغتاب جارتها، أو تمشي بالنميمة بين صديقاتها، مما يعني أن هناك فشلا في هذه المناهج الدراسية التي لم تفلح دائماً في اختيار الموضوعات الأكثر أهمية ومناسبة للطلاب، أو لم تفلح في إيصالها بالشكل المطلوب إما لاستخدامها أسلوباً عقيماً ولغة قديمة مبتعدة عن واقع الطلبة وعصرهم، أو ربما لأن المعلم نفسه يحتاج إلى جرعة عالية من الأخلاق. في كل الأحوال، هناك حاجة حقيقية لحملة أخلاقية شاملة ضد أمراض النفوس وعلل الأخلاق، وأول خطوة لفعل ذلك تتم في المدرسة، لذلك هذه المرة أقولها نعم لتعديل مناهج الدين.
* تنبيه: حصل خطأ تحريري في مقال الأسبوع الماضي أدى إلى نشر أجزاء مبتورة منه والصحيفة تعتذر للكاتبة وللقراء.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس