رد: الملف الصحفي للتربية الارعاء 26/4
المدينة : الأربعاء 26-04-1430هـ العدد : 16800
امتهان العمل اليدوي شرف
محمد صلاح الدين
الذين يعرفون سمو الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود وزير التربية والتعليم، والذين قُدّر لهم المشاركة في حواراته وندواته، وورش العمل الفكري التي دأب سموه على تنظيمها طوال السنين الماضية، حول أهم قضايا التنمية والمعرفة والشأن العام، يدركون أن فكره الإستراتيجي، ورؤاه المستقبلية، ودراساته العميقة لمختلف الحضارات الإنسانية القديمة والمعاصرة، كفيلة -بعون الله وتوفيقه - بإحداث ثورة منهجية في التعليم العام بالمملكة، وتغيير جذريٍّ شامل في أساليبه وأدواته ومخرّجاته، يتكافأ مع المكانة الرفيعة التي نتمنّاها لمهبط الوحي، وقِبلة الأمة، ومنار الهدى والتمدّن.من هنا أردت أن أقدّم لسموه مبادرة غير مسبوقة، وتجربة فريدة، قامت بها مدارس الشيخ عبد الرحمن فقيه النموذجية في مكة المكرمة، إذ جعلت تعليم الحِرف المهنية جزءًا من التعليم العام، ووفّرت بالتعاون مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، كافة مستلزمات هذا التعليم، من ورش حديثة ومدربين متخصصين، وفق أحدث المعايير العلمية والتقنية، والأجهزة الحديثة المتطورة، وأنظمة السلامة، وأصبح في إمكان الطالب اعتبارًا من الصف السادس الابتدائي إلى الثالث الثانوي، الانخراط في التدريب على مهنة أو اثنتين، من عشر مهن أساسية وفّرتها المدارس هي كما يلي: الكهرباء الأساسية - الإلكترونيات - صيانة الحاسب - ميكانيكا السيارات - كهرباء السيارات - الدهان والديكور المنزلي - الحدادة وتشكيل الصفائح المعدنية - النجارة - الخياطة - السباكة والتمديدات الصحية.
* * *
لقد علّمنا الإسلام أن العمل اليدوي شرف، كان رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم أول مَن مارسه، وعاش على كسب يده، كالحدادة والنجارة، والخدمة، إذ عمل نبي الله موسى عليه السلام في خدمة منزل نبي الله شعيب عليه السلام عشر حجج، وقد كانت هذه المهن، ولا تزال تمثّل البنية التحتية الأساسية لكل نهضة صناعية، وتنمية وطنية، وتطور اقتصادي، واكتفاء ذاتي، وإصلاح اجتماعي.وقد أشار الى أهمية ذلك معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، في الندوة التي استضافها في منزله الأستاذ الدكتور زهير أحمد السباعي، إذ أعلن الوزير أن المملكة بحاجة إلى عشر جامعات تطبيقية، وتحويل الدراسة في الكليات التقنية من سنتين إلى أربع سنوات، وقال الدكتور العنقري: « إن الشرط الأساسي لافتتاح جامعات جديدة هو أن تكون جامعات تطبيقية، وأضاف: لدينا خلل في التعليم العالي، فمعظم دول العالم لديها نوعان من التعليم، التعليم الجامعي التقليدي، والتعليم الجامعي التقني، والتعليم التقني هو الذي يجذب أكبر عدد ممكن من الطلاب، في حين لا يوجد لدينا إلاَّ جامعات غير تطبيقية».
* * *
يجب أن يستقر في أذهان أطفالنا وشبابنا، أن العمل اليدوي شرف ومتعة وإنجاز، وأنه ليس عيبًا على الإطلاق أن يكون المرء طبيبًا أو مدرسًا أو ضابطًا، وأن يجيد في نفس الوقت النجارة، أو السباكة، أو كهرباء السيارات، ولم يعد سرًّا أن كثيرًا من أصحاب هذه المهن يكسبون أكثر بكثير من بعض الأطباء والمهندسين وأساتذة الجا
|