رد: الملف الصحفي للتربية الاربعاء 11/5
المدينة : الأربعاء 11-05-1430هـ العدد : 16814
إجازات الدراسة . . العائد والفاقد
أ . د . إبراهيم إسماعيل كتبي
عندما نتحدث عن الإجازات تتجه الأذهان مباشرة إلى تلك المرتبطة بالتعليم ، وهذا ما أعنيه هنا ، فقد انتهى أسبوع الإجازة ، وكل واحد أمضاه على طريقته بين من اعتبرها راحة جاءت في وقتها ، ومن اختلف في ذلك ورأى لو أنه كان مع إجازة نصف العام بين الفصلين الدراسيين للراحة وتجديد النشاط أكثر ، وطرف ثالث وهم من المعلمين والمعلمات قالوا لو أن الأسبوع تم حسمه من مدة الفصل الدراسي الثاني لصالح إجازة نهاية العام . اللافت للانتباه أن أولياء الأمور ليسوا بعيدين عن هذه الحسابات والانطباعات بحكم ارتباطهم بنمط حياة الأبناء يوميا ، خاصة عندما يبدلون ليلهم بنهارهم وتتلبسهم حالة استرخاء تام ، أي لا مراجعة ولا تنظيم وقت وبذل جهد، على طريقة ( اللاسلم واللاحرب ) وكما قال أحدهم : في إجازة كهذه وسط الفصل الدراسي نشفق على الأبناء ليلتقطوا أنفاسهم مما فات ولما هو آت إلى نهاية الاختبارات . والحال هكذا لم تكن النظرة لأسبوع الإجازة واحدة ، بصرف النظر عن رأي الوزارة بأن هدف أسبوع الاجازة إعطاء (فرصة لانطلاقة جديدة للتحصيل والمتابعة ، وتمنيات الوزارة بأن تستغل الإجازة بما يعود بالنفع على الطالب والطالبة ) لكن النتائج تأتي بما لا تشتهي ، نظرا للتوقيت الذي يتعامل معه المستفيدون حسب هواهم ، ويعتبرونها استراحة وسط الشوط وتنقلب أحوال الأسرة كلها ، لأن الأبناء بدلا من استعادة الحيوية لبقية الفصل الدراسي ، نجدهم يمعنون في الاسترخاء الذي يمتد لأيام بعد العودة، وهذا خلل متفش في مجتمعنا لغياب التخطيط للوقت في مثل هذه الأمور . . كما ساهم العامل النفسي بأن إجازة نهاية الفصل الأول كانت قصيرة على غير السنوات الماضية . في تصوري أن الإجازة طالما هي معتمدة ، فالأجدى أن تنضم لإجازة نهاية العام لتقليص أسابيع الفصل الثاني الحالي إلى 17 أسبوعا دراسة ، خاصة وأن الأجواء تزداد في درجة حرارتها وهذه طبيعة مناخ بلادنا صيفا ، كما أن العام الدراسي يشهد إجازات أخرى في الأعياد وتطول مع موسم الحج ، مما يجعل العام الدراسي لدينا الأكثر إجازات بين دول العالم ، والدارسون بنين وبنات لا يمانعون ، بل (هل من مزيد) من الإجازات . ومن التعليقات الملفتة للانتباه على موضوع الإجازة وما طرح حول ذلك في مواقع إلكترونية أن هناك من يطالب ويتمنى لو كانت الإجازة ثلاثة أيام ، أي ضم الأربعاء إلى عطلة الخميس والجمعة نهاية كل شهر لكسر الروتين ومزيد من الراحة للطالب والمعلم والإداري ، وبالتالي لا يتسرب الملل والرتابة في الدراسة . هكذا أصبحنا ننظر للإجازة ومواعيد العطلات ويرمقها أبناؤنا من بعيد ، ومن أطرف ما سمعت من طالب في التعليم العام يقول لأهله وفي يوم السبت الماضي (أول يوم دراسة بعد أسبوع إجازة) قال : متى يأتي الأربعاء ؟!! . لا شك أن مواعيد الدراسة ستتغير ابتداء من العام القادم ، حيث يدخل شهر رمضان ضمن الإجازة الصيفية ، وتكون أيام عيد الفطر والعطلة الرسمية للدوائر الحكومية نهايتها لتبدأ الدراسة ، ثم تقطع فصلها الأول إجازة عيد الأضحى والحج ، وهذا جيد أن يكون شهر الصوم في الإجازة حيث الاستفادة عمليا ضئيلة في الدراسة كما في الأعمال التي تشهد كثافة ليلا ، وقد فشلنا في أن نجعل نهار رمضان عملا حقيقيا كما هو سائد في كافة الدول الإسلامية التي تبدأ يوم رمضان كالمعتاد أو تأخر الدوام ساعة بالكثير . نحتاج بالفعل إلى تخطيط لمثل هذه الإجازات حتى لا تقطع أوصال الدراسة ، ونشهد ظاهرة غياب قبلها بيوم أو يومين وكسلا وعقولا نائمة بعدها بأيام إلى أن تنتظم الساعة البيولوجية ، وكثرة الإجازات خلال الدراسة يزيد فترتها بعدد الأسابيع بينما تنهي المدارس العالمية الأجنبية في المملكة عامها الدراسي هذه الأيام متوافقة مع كثير من دول العالم ، وبذلك يرتبون مستقبلهم العلمي مع الجامعات بالخارج وفي بلادهم ، ونحن أمامنا الشوط طويل وفي عز حرارة الصيف . . مما يستدعي تخطيطا دقيقا لإجازاتنا يعود بالفائدة على المحصلة العلمية نهاية الدراسة ، فتثمر فصولها ويكون لعطلتها الأخيرة طعم الراحة والحصاد المثمر بعد التعب .
|