رد: الملف الصحفي للتربيةالخميس 12/5
الجزيرة :الخميس 12 جمادى الأول 1430 العدد 13370
مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم خطوة رائعة في مسيرة التعليم
سمير علي خيري
مما لاشك فيه أن التعليم أساس تطور الأمم وتقدمها وسبب رئيس في علوها وقدرتها على مسايرة ركب الحضارة والعصر الحديث وتوفير متطلباته، فمتى ما كانت خطط التعليم الموضوعة قائمة على أسس سليمة وطرق عصرية حديثة متطورة ومتقدمة كان المنتج منها نهضة علمية راقية يتخرج منه شباب قادرون على المساهمة في التنمية الشاملة سواء كانت تكنولوجية أو صناعية أو زراعية أو اقتصادية.
وعندما كان المواطن السعودي محور التنمية السابقة والحالية والمستقبلية وجدنا الاهتمام الكبير من قادة هذه البلاد ابتداء من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز مروراً بأبنائه البررة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أعلن عن مشروعه قبل عامين لتطوير التعليم العام بجميع مراحله ليكون من أضخم المشاريع التعليمية في بلادنا والتي سيتحقق من خلاله نقلة نوعية متى ما تم تطبيقه لينقل هذه البلاد من مصاف الدول النامية إلى مصاف الدول المتقدمة -إن شاء الله- متى ما تم تنفيذه وفقاً لما خطط له خاصة وأن المشروع تشرف على تنفيذه شركة ماليزية عالمية، حيث كلف هذا المشروع الضخم ما يقارب تسعة مليارات من الريالات، فالتعليم في بلادنا في السابق في مراحله الابتدائية والمتوسطة والثانوية يواجه العديد من المعوقات والصعوبات التي يلزم تلافيها ومعالجتها نذكر بعضاً من هذه المعوقات وهي:
1- إن التعليم قائم على أسلوب الحفظ والتلقين ولا يقوم على إبداع الطالب ومشاركته، حيث إن هذه الطريقة تحد من إمكانية توسيع مدارك الطالب في التطبيق العملي مستقبلاً.
2- إن البنية التحتية للمدارس في معظمها في مبانٍ مستأجرة فصولها ومعاملها، وأحواشها غير مهيأة للتدريس الفعلي، كما أن الفصول تمتلئ بالطلاب حيث تصل أعداد الطلاب في الفصل الواحد ما يقارب الأربعين طالباً مما يصعب على المعلم أيصال المعلومة للطالب في ظل هذا العدد الكبير.
3- أن بعض معلمي هذه المراحل يفتقدون للتعرف على أساسيات العملية التعليمية وعدم قدرتهم على التعامل مع الطالب والمنهج ووسائلها خاصة إذا عرفنا أن بعض خريجي الجامعات والذين لايجدون وظائف مناسبة لتخصصاتهم يتم توجيههم للتعليم الابتدائي في الوقت الذي نجد في الدول المتقدمة يتم توجيه أصحاب المؤهلات العالية من حملة الماجستير والدكتوراه لهذه المرحلة وذلك لبناء قاعدة سليمة من الطلاب إضافة إلى كثافة الحصص الملزم بتقديمها مما يشكل ضغطاً وعبئاً كبيراً على المعلم في هذه المراحل.
4- عدم توفر العوامل المساعدة العصرية المتطورة في هذه المراحل والمطبقة في معظم الدول كالحاسب الآلي وتعليم اللغة الإنجليزية من المرحلة الابتدائية، فاللغة والحاسب من الضروريات في وقتنا الحاضر في تفتيح ذهن الطالب وتوسيع مداركه.
إن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز حلم ينتظره الكثير بفارغ من الصبر لتتحقق الاستفادة الكاملة منه لهذه الأجيال الحاضرة والقادمة، وليكون مناراً تشرق منه العلوم وتشع منه نبع الحضارة الإنسانية، فنحن أمة العلم وديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على طلب العلم والعمل به فمن هنا شع نور الإيمان ومن هنا منبع الرسالة فقال تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.. ومن هنا فإننا نطالب القائمين على هذا المشروع الإعجازي الإخلاص في تنفيذه وحسن إدارته والعمل على إنجاحه بالشكل المطلوب وحتى يتحقق الهدف المرجو منه.
|