الأمطار تشل حركة تبوك وتحتجز الطالبات
أحمد العطوي، محمد الساعد، محمد الفرشوطي ـ تبوك، عبد الله المقاطي ـ ظلم
تسببت الأمطار التي هطلت بغزارة على تبوك أخيرا في إصابة حركة المدينة بالشلل، وأدت إلى إغلاق الشوارع، و تعطل حركة السير. واستنفرت شركة الكهرباء ومراكز الهلال الأحمر طاقاتها وآلياتها تحسبا لأي طارئ.
واحتجزت المياه حافلات نقل المعلمات والطالبات والطلاب، وحالت دون الوصول إلى المدارس؛ ما استدعى تدخل فرق الدفاع المدني، والمرور والنزول إلى الشوارع، التي ارتفع فيها منسوب المياه إلى أكثر من متر، وتحول بعضها إلى ما يشبه البحيرات. كما تم إخلاء بعض طالبات كلية التربية وطلاب المدارس في حي المصيف، وذلك حفاظا على الأرواح.
ومن ناحية أخرى أدت الأمطار التي هطلت على ظلم لليوم الثاني على التوالي إلى توقف الحركة على طريق الطائف، وطريق الحجاز القديم، ورفعت دوريات أمن الطرق والفرق الإسعافية والصحية أقصى درجات الاستعداد.
وعودة إلى تبوك، ونتيجة لعدم وجود مناهل لتصريف مياه الأمطار في الشوارع الفرعية و عدم صيانة ما هو موجود في « الرئيسية» تراكمت المياه في الشوارع، تدخلت الدوريات الأمنية لسحب بعض سيارات المواطنين المتعطلة داخل « البحيرات»، فيما كانت فرق الأمانة تسابق الوقت لشفط المياه بإشراف الوكيل المساعد للخدمات البلدية المهندس إبراهيم غبان.
الدخل المحدود
ولم يستطع مسلم العطوي، ومسلم زعل من سكان حي الدخل المحدود، الدخول إلى المنزل، مشيرين إلى أن معظم الشوارع صارت كالمستنقعات، وأصبح السير فيها مهمة صعبة. وطالب عبد الكريم العبد الكريم وسلطان البلوي الجهات المختصة بسرعة إنشاء شبكة تصريف مياه متكاملة في شوارع تبوك وصيانة مناهل الطرق الرئيسية بشكل دوري.
وكانت معاناة أهالي الأحياء الجنوبية أشد وطأة وتضررا، ورغم الجهود المبذولة من الجهات المختلفة إلا أن تراكم كميات المياه وتجمعها بدا أكبر من كل الجهود، ما اضطر العاملين في مصلحة المياه والصرف الصحي إلى فتح أغطية مصارف المياه وسط الشوارع وبجوار المنازل السكنية وتركها مفتوحة دون وضع سياج أو علامات تحذيرية حولها لحماية الأطفال وكبار السن وطلاب المدارس من الخطر. واضطر عدد كبير من الطالبات للسير وسط المياه للوصول إلى مدارسهن.
معاناة الطالبات
وفي حي الرويعيات كانت معاناة طالبات الابتدائية العشرون، والمتوسطة السابعة والعشرون ( 1000 طالبة ) أكثر وضوحا، ووصل ارتفاع المياه في الشارع إلى نحو متر تقريبا أمام بوابات المدارس والمنازل المحيطة. ما حدا بمديرة المدرسة ابتسام البلوي والطاقم الطبي إلى الخروج إلى الشارع، وتسليم الطالبات إلى أولياء أمورهن، والتأكد من سلامتهن.
كما أدت الأمطار إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المدرسة، وانطلاق جرس الإنذار أكثر من مرة.
وتساءل محمد عيد العطوي، سلطان المشهوري، خالد العنزي ( من سكان الحي ) أين دور الأمانة والجهات المعنية؟
ولم يختلف حال المدرسة الـ 48 في حي المصيف كثيرا عن سابقتها، وشكلت الأمطار تجمعات طينية في مساحات كبيرة ومواقع مختلفة.
خاطبنا الأمانة
من جهته أبلغ «عكاظ» الدكتور محمد القحطاني مدير عام تعليم البنات في تبوك أنه تمت مخاطبة أمانة تبوك من قبل المختص في تعليم البنات، الذي أكد بأن أمين تبوك وقف بنفسه ثلاث مرات على عمليات شفط المياه في الأحياء الجنوبية، مشيرا إلى أن فصل التيار الكهربائي عن المتوسطة الـ 27 إجراء احترازي لسلامة الطالبات.
وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني في تبوك المقدم ممدوح بن سليمان العنزي أن غرفة العمليات تلقت كثيرا من البلاغات عن تعطل سيارات في الشوارع نتيجة ارتفاع منسوب المياه، الذي وصل في بعض المواقع لقرابة المتر. وأشار العنزي إلى إنقاذ طلبة ومعلمات تعطلت حافلاتهم في طريق حي المروج الرئيسي، وطريق الأمير ممدوح بن عبد العزيز لافتا إلى إنقاذ عائلة تعطلت سيارتهم، وإخماد حريق في حي الصناعية كان سببه تماسا كهربائيا جراء الأمطار.
إغلاق الجسر
من جهته أشار مدير المرور في منطقة تبوك العقيد محمد بن علي النجار إلى أن جسر المعظم تم إغلاقه لبعض الوقت نتيجة السيول وارتفاع منسوب المياه.
وبحسب مدير قوة أمن الطرق العميد هزاع الزهراني تم تسيير دوريات إضافية ووضع نقاط تمركز على طريق المدينة بقيادة النقيب محمد عيد المشهوري ،وطريقى ضباء وعمان.