تقرير المؤسسة الدولية يتوقع انكماشاً في الاقتصاد السعودي
العساف رداً على صندوق النقد: توقعكم تشاؤمي ونحن متفائلون
«عكاظ» ـ جدة
وصف وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف أن توقعات صندوق النقد الدولي عن أداء الاقتصاد السعودي في العام 2009 (أنه تشاؤمي أكثر من اللازم).
وقال العساف في تصريحات صحافية نقلتها قناة (العربية): إن التقرير استند على تأثر الإيرادات السعودية من أسعار النفط، إضافة إلى أداء القطاع غير النفطي، وهذا الأخير وضع تقديرات متحفظة جدا في نموه، في حين أن التقديرات السعودية متفائلة.
وأكد وزير المالية قائلاً «لدينا تحفظ على تقرير الصندوق، خصوصا وأن السعودية قدمت دلائل على خروجها من دائرة الانكماش بالتوسع في الإنفاق الحكومي».
وكان صندوق النقد الدولي في تقريره لشهر مايو الجاري، قد خفض توقعات النمو الاقتصادي لعدد من الدول الخليجية عام 2009 بما يزيد على النصف لتصل إلى 1.3 في المائة، وتوقع انكماش اقتصاد ثلاث من البلدان المصدرة للنفط منها السعودية في ظل موجة من الركود العالمي.
كما حذر صندوق النقد الدولي، والذي سبق وأن توقع في فبراير الماضي أن تسجل منطقة الخليج نموا بنسبة 3.5 في المائة هذا العام من مخاطر حدوث ركود طويل الأمد وتدهور في ميزانيات البنوك جراء التعرض لسوق العقارات الواهن.
وسجلت الاقتصادات الخليجية ـــ والتي تشمل أيضا الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر وعمان والبحرين ـــ نموا بنسبة 6.4 في المائة العام الماضي.
وفيما يتعلق بالنظرة المستقبلية للاقتصادات الإقليمية، قال صندوق النقد الدولي: إنه من المتوقع للاقتصاد أن ينكمش بنسبة 0.9 في المائة في السعودية، وبنسبة 0.6 في المائة في الإمارات، وبنسبة 1.1 في المائة في الكويت.
وبوجه عام، فإنه من المتوقع أن تسجل الاقتصادات في الشرق الأوسط ووسط آسيا نموا بنسبة 2.5 في المائة مقابل ستة في المائة في العام الماضي.
وقال صندوق النقد الدولي «إن كافة دول المنطقة تقريبا سوف تتأثر بشدة جراء الأزمة المالية العالمية، وذلك بدرجات كبيرة لكن مختلفة». وأضاف الصندوق «سوف تحتاج كافة الدول إلى المتابعة عن كثب للأوضاع في أنظمتها المصرفية».
وفي هذا الشأن، أكد اقتصاديون لـ «عكاظ» أن أهمية تقرير صندوق النقد الدولي في هذه الفترة بالذات تكمن في تركيزه على المطالبة بوجود برنامج محدد للإصلاحات الاقتصادية وفق زمن معين يعمل كمنظومة وبجهد منسق وتعاون وشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص.
ويتفق الاقتصاديون على أن الصندوق لم يأت بجديد في كشف بعض التفاصيل أو المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد السعودي، خصوصاً وأن وصفات صندوق النقد الدولي تعتبر عامة ويعوزها الكثير من العمق. لكنهم ـــ يستدركون القول بأن تقارير الصندوق عادة ما تشخص تحديات الاقتصاد، وهي تحديات واضحة، فالنفط أمره غير جديد فهو دائم التذبذب. مؤكدين أن هناك إدراكا داخليا بالمشاكل والعقبات بغض النظر عن وصفة الصندوق.