رد: الملف الصحفي للتربية الأربعاء 22-04-1431هـ
الرياض :الاربعاء 22 ربيع الاخر 1431هـ - العدد 15262
إعادة إنتاج الغلو
عبد الله إبراهيم الكعيد
بدأ الحديث يتصاعد عن كشف وزارة التربية والتعليم لبرنامجها الإصلاحي لتغيير وتطوير مناهج التعليم بشكل شامل، والبدء بمناهج المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، والتي سيتم تعميمها ابتداءً من العام القادم وهو أمر تستحق الوزارة عليه الشكر والتقدير ويدعو للتفاؤل وبالطبع لا يُمكن الحُكم على محتواها وفاعليتها في العملية التعليمية دون تطبيق دقيق وتجربة جادّة يمكن الحُكم لها أو عليها. والحديث عن المناهج بعيداً عن المُعلم يبدو قاصراً لأن العُنصر الذي سيوصل ما فيها بأمانة وحياد هو المعلم ، ومن التجارب السابقة غير السارّة قيام البعض من المعلمين بأدوار مشبوهة أدّت إلى تبنّي كثير من التلاميذ(منهج) الغلو، وبالتالي التورط في قضايا العنف والإرهاب و في أحسن الأحوال حثّهم على الذهاب للموت في مناطق الصراعات المُلتهبة بدعوى الجهاد المزعوم. حين استطاعت وزارة التربية والتعليم أخيراً إصلاح وتغيير المناهج التي أكل عليها الدهر وشرب، وخرّجت لنا مئات الآلاف من الحفظة الذين أصبحوا عبئاً ثقيلاً على سوق العمل، فكيف يمكنها معالجة الخلل الأكبر المتمثّل في تلك الأعداد من المُعلمين المؤدلجين الذين يعتبرون سلك التعليم وسيلة هامّة لإيصال أفكارهم الدينوية المتشددة وغرس مفاهيم التطرف والتكفير من أجل خلق أجيال حركيّة تنفع وقت الحاجة لهم ؟؟ وبكل أمانة أقول: إنني كنتُ متفائلاً بعد تلك التغييرات في قيادات التعليم ولكن هذا التفاؤل يخبو كُلّما قابلت أو سمعت معلماً يُصر على يقينياته بأن ما يقوم به من أنشطة دعوية فرض عين لن يحيد عنه لدرجة أن أحدهم كتب لي مؤخراً رسالة هذا نصّها: " الوعظ والخطابة سيبقى غصة في حلقك ال( ....) وأنا أبشرك ألقي مواعظي على طلابي حتى أثناء أكلهم " ..!
لاحظوا الإصرار على فرض الرأي والافتخار بالفعل..!! فكيف يمكن لمُعلّم مثل هذا أن يتناغم مع المناهج الحديثة ويطبقها ؟؟ سؤال موجه للوزارة التي تملك الخبر اليقين. حسب ماكس فيبر( Max Weber -1864-1920) فإن إنتاج السُلطة الدينيّة يمر في احتكار تربية الشبيبة.
|