رد : الاخبار الاقتصادية ليوم الاحد10جماد الاول 1428هـ الموافق 27/5/2007م
من تجاربهم
منيرة الحمود: تقاعدي المبكر رحلة جديدة لاستثمار خبراتي السابقة
كتب - مندوب "الرياض":
بعد أن قضت أكثر من ثلاثين عاماً في حقل التربية والتعليم اختارت مديرة المدرسة (241) الابتدائية بالرياض سابقا منيرة عبدالرحمن الحمود التقاعد المبكر ليس رغبة في البقاء في المنزل وانما لمواصلة العمل واستثمار خبراتها التربوية والادارية عبر بوابة أخرى لأن قناعتها هي أن التقاعد هو بداية رحلة جديدة لحياة جديدة.
وعن تجربتها في التعليم قالت: بعد تخرجي من معهد المعلمات المتوسط بالخرج عينت معلمة وعمري حينها كان عشرين عاما وكنت أحمل من الطموحات والرغبة في تحقيق الأهداف التي تتجاوز طموحاتي الذاتية الى فضاء الوطن الغالي، ثم اكملت تعليمي الثانوي وانا على رأس العمل ثم عملت مديرة مدرسة حتى طلبت احالتي للتقاعد المبكر هذا العام 1428ه .
وأضافت اعتقد ان مهنة التعليم مهنة شاقة لكنها أنبل مهنة واعظم رسالة، لأنها معنية بتربية النشء واعداده لخدمة دينه ووطنه وقد كنت امارس عملي بمتعة كبيرة، ورغم ان عملي في التعليم كان يأخذ الكثير من وقتي ولكنني والحمد لله لم أكن مقصرة في أداء واجباتي الاسرية حيث كان زوجي العزيز خير معين لي بعد الله في تربية أبنائي ورعايتهم.
وعن أصعب المواقف التي تتذكرها خلال عملها أوضحت انها مازالت تتذكر الحريق الذي شب في العدادات الخارجية للمدرسة بسبب الأحمال الكهربائية ولكنها تمكنت مع زميلاتها المعلمات من التعامل بهدوء واخلاء المبنى من الطالبات بالتعاون مع ادارة الأمن والسلامة دون حدوث اي اصابات كما تحدثت عن الفرق بين طالبة الأمس واليوم قائلة: لا شك ان طالبة اليوم اصبحت تتلقى زخما هائلا من المعلومات عبر مختلف وسائل الاعلام والاتصالات والانترنت ويجب التعامل مع التقنية الحديثة بحذر، حيث ان لها وجها ايجابيا وآخر سلبيا وخطيرا خاصة ما يؤثر على عقيدة النشء وأخلاقه وقيم أمته ومجتمعه، بينما كان الامس يتميز برغبة شديدة في طلب العلم والقراءة والبحث المستمر عن العلوم المختلفة من مصادرها الأساسية بعيدا عن اي مؤثرات فكان ذلك الجيل قويا متماسكا متسلحا بالايمان والحكمة والقوانين المستمدة من الشريعة الاسلامية.
وعن دور الأمهات في التواصل مع المدرسة من واقع تجربتها الممتدة لأكثر من ثلاثين عاما اكدت ان من اهم الادوار التي يجب ان تقوم بها الاسرة هي المشاركة مع المدرسة في رعاية سلوك الأبناء وتقويمه حتى يكونوا فاعلين في اسرهم ومجتمعهم وأمتهم في الحاضر والمستقبل مشيرة الى أن الاسرة في الوقت الحاضر اصبحت تتفهم الدور المطلوب منها تجاه المدرسة والابناء بسبب ارتفاع المستوى الثقافي للأسر لكن ابرز ما تواجهه المدرسة من مصاعب تنعكس سلبا على التحصيل العلمي للطالبات هو التفكك الاسري كما شددت على أهمية دور الأبوين في تكريس مفهوم التقارب الأسري اضافة الى دور المؤسسات في التأكيد على احترام منهج البناء الأسري المتماسك. ووصفت مشاعرها وهي تودع المدرسة وزميلاتها المعلمات وبناتها الطالبات بأنها كانت لحظات مؤثرة، حيث ارتبطت معهن لسنوات بروابط الحب والتعاون والجد في سبيل تحقيق الاهداف النبيلة، كما اعتبرت ان التقاعد من العمل ليس النهاية بل هو بداية رحلة جديدة لمواصلة مسيرة الحياة في أعمال أخرى خاصة أو عامة يستثمر فيهاالمتقاعد خبراته السابقة لخدمة وطنه ومجتمعه.
|