استثمروا خبراتهم.. ويؤدون أعمالاً شاقة..
متقاعدون يحققون رواتب اضافية أعلى من تقاعدهم
تحقيق - هيفاء الهلالي:
قد تعني كلمة تقاعد انتهاء مرحلة سابقة وقد تعني بداية لمرحلة جديدة او امتداداً لنشاط رغم التقاعد نجده لم ينته ولا زالت مضخة الحياة تعمل وحب النشاط يتجدد وهذا يختلف من شخص لآخر ومن الرجل للمرأة وتتحكم فيه عوامل عديدة اولها حب الحياة والرغبة في ازدياد الدخل وآخرها للعمر وهنا لا اقصد العمر الافتراضي لكل فرد متقاعد بل عمر القلب ومدى اقباله على التواصل مع المجتمع والارتباط لفئة الموظفين والفعالين لآخر لحظة من العمر الافتراضي لكل فرد متقاعد بل عمر القلب ومدى اقباله على التواصل مع المجتمع والارتباط لفئة الموظفين والفعالين لآخر لحظة من العمر الافتراضي ولذلك نجد العديد ممن تقاعدوا سواء أكان تقاعداً مبكراً او حسب المدة المسموح بها لكل نطاق وظيفي قد سعوا الى الالتحاق بوظائف قد تكون اختيارية وقد تكون مجرد وظائف سمحت بها الفرصة وتوافقت مع الامكانيات المتاحة فما هي اوجه بعض تلك الوظائف وظروفها!!
وظائف المدارس
فاطمة نوار مديرة مدرسة اهلية تضيف "على الرغم من انني كنت احلم باللحظة التي ارتاح فيها من التقيد بالدوام المدرسي الا ان العمل اصبح يجري في دمي فلقد تعودت ما يزيد على ثلاثين سنة على العمل وكنت اتوقع انني بالتقاعد قد اعوض الجهد بالراحة ولكن ما ان تقاعدت الا وبدأت اشعر بالرغبة الملحة للعمل واشعر بأن لدي قدرات للعطاء عندها كتبت موجزاً عن خبراتي مرفقة بشهاداتي وقدمتها لاحدى المدارس الخاصة للعمل كإدارية وتم تعييني واقبلت بشوق كبير على العمل وبدأت من نقطة الصفر في مكان جديد اضفى علي النشاط والحيوية واصبح لدي دخل آخر جيد بجانب راتب التقاعد ولعل معظم المتقاعدين لهم انشطة مسبقة التفكير منذ منتصف الخدمة والمتقاعد يفكر ويخطط لمستقبله الوظيفي والمادي ما بعد التقاعد وهذا امر ضروري وبالغ الاهمية لاستكمال متطلباته ومستلزماته التي يعرف الجميع انها تكبر عند الغالبية وايضاً لتقوية صلاته الاجتماعية بالناس فلا ينقطع عن الركب في سلسلة محمومة من العمل الذي هو بمثابة دينامو الحياة.
الشركات
عزة الزهراني معلمة متقاعدة تضيف "عندما تقاعدت تفرغت لأبنائي ووجدت هذا التفرغ هو افضل وظيفة تناسبني بينما زوجي المتقاعد اقام الدنيا ولم يقعدها الى ان وجد وظيفة ولقد بدأ في سعيه في البحث عن وظيفة في نهاية خدمته في العمل السابق حيث حظي بشاغر في احدى الشركات مستفيداً من قرابته لاحد المدراء الذي وعده واوفى وعينه براتب مجز ولكن كانت اول عقبة واجهها في العمل هي التمازج بين جيله وجيل الشباب في الشركة ومدى تسرعهم في اتخاذ القرارات والطريقة التي يعالجون بها المشاكل والامور، ومن جهة اخرى واجه تطور التقنيات الحديثة في كل جزئية من العمل مما اضطره الى الدراسة من جديد وهذا بحد ذاته صعوبة للتوفيق بين الجهد والعمل وللدورات الخارجية ولكن كان لديه طموح في الاستمرارية وشعر برغبة شديدة في الراحة بعد فترة ربما لعامل السن ولكن حماسه كان اكبر من تلك الصعوبات، فالمعروف بأن التقنيات الحديثة غزت العالم، ولكي تتطور اي شركة لا بد من تطوير العاملين فيها، وبدأت اكبر بل استعان بخبرته القديمة مع التطور في المعلوماتية التي وظفها بتلك الخبرة والتجربة الحماسية في النجاح في استخدامه للاجهزة الحديثة الخاضعة للحاسب وحقق نجاحاً أكبر واصبح رئيس قسم في خلال خمس سنوات براتب لا يقل عن 13الف ريال وهو سعيد بهذا النجاح وبتلك الوظيفة التي حركت منابع الخبرة والطموح في داخله.
المكانة الاجتماعية
ايمان الثبيتي معلمة علم اجتماع توضح بأن توجه الكثير من المتقاعدين سواء اكان تقاعداً مبكراً او حسب الوقت المحدد لوظيفة ما وذلك لكسب مكانة اجتماعية في المجتمع المحيط به ولكي لا يشعر بالنبذ والتهميش أو فقد الصورة السابقة عنه من كونه عضواً فعالاً وله تواجد بين افراد المجتمع الصغير ضمن اسرته او الكبير ضمن محيطه الاجتماعي وهذه الوظيفة اما ان تكون امتداداً لتخصصه السابق واما ان تكون تحصيل حاصل لما هو موجود ومتوفر، فهناك مثلاً من يلجأ الى وظيفة دون ان يكون لديه رغبة او قابلية ويكون عبئاً على الوظيفة ولا يحاول تغيير نظرة المجتمع الجديد وخصوصاً الشباب حول المتقاعد لأن اختيار الوظيفة لشخص متقاعد لا بد ان يكون دقيقاً ومنظماً لافادة نفسه وميوله وقدراته ولامكانية عطائه هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى للاضافة المثمرة على العمل الذي ا لتحق به، فلا تنفع على سبيل المثال ان يتوظف في مكاتب محاماة او شركات هندسية او طبية حتى لو كانت لديه خبرة فلا بد من تقارب التخصصات للاستفادة لكلا الطرفين وليكون هناك مجال للتطور والاستقرار النفسي، لذلك نجد البعض من المتقاعدين يتركون تلك الوظائف بعد التقاعد ليس لقصور جسدي كما يظن البعض ولكن بسبب احساسهم بالبطالة وقلة التفاعل مع العمل الجديد وما يترتب على ذلك من آثار نفسية سلبية تضاف الى متاعب التقاعد الاخرى.
الدروس الخصوصية
نور الوقداني معلمة متقاعدة ترى بأن البعض يسعى الى تمديد التقاعد ضمن اختياره الجديد للعمل وطالما الانسان يعمل فهو يدرج ضمن مسمى الوظيفة على الاقل امام الشخص نفسه وامام المستفيدين مباشرة من تلك الوظيفة والتي غالباً لا تخضع لدوام صارم او توقيع حضور وانصراف في سجل الحضور اليومي هذا عدا الراحة الجسدية والنفسية لوجود الجو النفسي المناسب الذي اختلقه المتقاعد ومن امثلة ذلك الدروس الخصوصية والتي قد لا تشترط التخصص كما في المرحلة الابتدائية هذا عدا ممارسة التخصصات الاخرى لتعليم طلبة وطالبات المراحل الاخرى وطبعاً هذه النوعية من الوظائف مستترة رغم انتشارها وهي مربحة جداً وتمتاز بالقدرة على التحكم في الوقت وفي توزيع المنهج دون وجود دفاتر تحضير والتي تعد ازمة المعلمين والمعلمات، ولا نستطيع ان نحكم عليها بالاستغلالية كما يصفها البعض بسبب المبالغ المطلوبة مقارنة بحجم فهم الطلبة الذين يتلقونها ومدى اتكالية الاسرة على ذلك الشخص لرفع مستوى الابن او الابنة وتحقيق النسبة المطلوبة كما هو في المرحلة الثانوية ولكنها مع ذلك وظيفة مربحة لجأ العديد من المتقاعدين والمتقاعدات اليها خصوصاً فئات المعلمين والمعلمات ولا مانع من تحسين الدخل فهذه الحياة متطلبة دائماً والضغوط الاسرية تستوجب دخل جيدا وجديدا.
النقل والتوصيل ام زياد زوجة لرجل متقاعد تقول "بعد ان تقاعد زوجي اشترى سيارة كبيرة وبدأ بتوصيل المعلمات من مدينة جدة الى الليث يومياً، فيخرج من الساعة 4صباحاً ويجمع المعلمات وهن 8معلمات ويوصلهن الى مدرستهن بالليث ومدة الطريق ساعتان ويبقى هناك الى موعد الانصراف ثم يرجع مرة اخرى بهن، حيث يدخل البيت الساعة 30: 4عصراص من كل يوم وهو بهذه الطريقة يستلم شهرياً 8آلاف ريال اضافية الى راتب التقاعد بل ان الراتب الجديد اعلى من راتبه قبل التقاعد وهو سعيد جداً بهذه الوظيفة بل تحسنت نفسيته عن قبل والحمد لله مرتاحين فهو عند توصيل المعلمات للمدرسة ينام الى وقت الانصراف ويرجع البيت مرتاحا بينما كان يعجز حتى عن الاستئذان في وظيفته السابقة.