[عثمان الثمالي]

حميد الدين: المشروع سيوفر 7500 فرصة عمل وسينعش الاقتصاد بـ 20 مليارا
شركاء محليون وأجانب يؤسسون مجمعا لعلوم الحياة في إحدى المدن الاقتصادية بـ 1.5 مليار ريال



- عبد الرحمن آل معافا من الرياض - 03/06/1428هـ
تعتزم هيئة الاستثمار وشركة رنا للاستثمار وشركة رينتشيلر للتقنية الحيوية الألمانية وشركة بايومي Bio Me، إنشاء مجمع لعلوم الحياة برأسمال يصل إلى 1.5 مليار ريال وذلك بعد تأسيس تحالف بين الشركات.
ورجحت هيئة الاستثمار أن تعلن قريبا مكان المجمع، حيث إنها لا تزال تناقش رد المدن الاقتصادية الخمس من أجل الحصول على مقر للمجمع في إحداها، وحسب المعلومات المتاحة, يستهدف المجمع توفير فرص استثمار تفوق 20 مليار ريال خلال 16 عاما، إضافة إلى توفير أكثر من سبعة آلاف فرصة عمل.
وأكد فهد محمد حميد الدين رئيس قطاع التسويق في الهيئة العامة للاستثمار أن المجمع يندرج تحت مجموعة المطورة Bio Sphere المتخصصة في مجال علوم الحياة، حيث إنها ستتولى عملية إنشاء المجمع، باعتباره مجمعا مختصا بعلوم الحياة تتضمن فكرته جلب عدد من الصناعات ذات العلاقة على مستوى عالمي، معتمدا على تقنية حيوية.
وقال حميد الدين في مؤتمر صحافي عقده مع ممثلين عن الشركات أمس في الرياض، إن الهيئة لا تزال تناقش المدن الاقتصادية لإيجاد مقر للمجمع في إحدى المدن الخمس الاقتصادية في المملكة، مبينا أن الشركاء الأجانب فضلوا الاستثمار في المملكة لأنها سوق واعدة وقوية في الوقت نفسه.
من جهة أخرى، أوضح تقرير عن هيئة الاستثمار أنه وفقا لدراسات الجدوى الاقتصادية للمجمع تقدر مساحته بنحو ثلاثة ملايين متر مربع، يضم مجموعة أعمال يركز معظمها على صناعات علوم الحياة. كما جرى تخطيطه كمشروع تطويري متكامل في مجمله، يتوقع أن يوفر أكثر من 7500 فرصة عمل مباشرة بجانب عشرة آلاف فرصة أخرى غير مباشرة داخل المملكة.
وأضاف التقرير أن عملية التطوير التي ستقوم بها المجموعة المطورة Bio Sphere متوقع لها أن تمر بأربع مراحل بعمر مقدر أربع سنوات لكل مرحلة، مستهدفة توفير فرص استثمار تفوق 20 مليار ريال سعودي خلال 16 سنة، مشيرا إلى أن قطاع علوم الحياة يعتبر إحدى الصناعات القائمة على المعرفة التي نصت استراتيجية الهيئة على تشجيعه وهو يعنى بواقع المستقبل القريب وما ستؤول إليه حياة الإنسان المستقبلية والمعتمدة على تقنيات عالية بعد استكشاف الجينوم البشري والتطور الكبير في علم الجينات وما توصل إليه العلماء في هذا المجال.
إضافة إلى أنه إحدى أكثر الصناعات الأسرع نمواً في العالم وذو عائد مرتفع على المستثمرين مقارنة باستثمارات القطاعات الأخرى، كما أنه يوفر فرص عمل لشريحة من المتخصصين ذوي الكفاءات العالية. وبإضافة هذا المجمع إلى مجموعة قطاع علوم الحياة، تكون المملكة قد احتلت موضع الريادة في المنطقة من حيث تطوير المصادر الصناعية وتوفير بيئة رفيعة المستوى للشركات الصناعية المحلية والعالمية. كما أن المجمع باعتباره مركزا جغرافيا سيشكل حلقة وصل لأعمال تجارية وشركات توريد ومؤسسات ذات علاقة مرتبطة بالمجال نفسه.
من جانبه، رجح بدر كانو من مجموعة التطوير أن تحصل الشركة على التراخيص اللازمة من الجهات المعنية في المملكة للبدء في العمل خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، حيث ستطرح الشركة في سوق المال السعودية، مشيرا إلى أن رأسمال الشركة سيكون نحو 1.5 مليار ريال.
وأضاف أن الاقتصاد السعودي هو العامل المشجع للاستثمار في المملكة، الذي يتمتع بقدرة على جذب الاستثمار في هذا المجال لوجود الأرضية الخصبة والموارد المالية إضافة إلى الدعم اللامحدود المقدم من الحكومة السعودية التي هيأت المناخ المناسب للاستثمارات.
يذكر أن الهيئة العامة للاستثمار تعرف الآن مفهوم الاستثمار في علوم الحياة للمستثمر المحلي، وتحرص على استقطاب الاستثمار الأجنبي في علوم الحياة. علما أن مثل هذا الاستثمار هو من الاستثمارات طويلة الأجل ذات المردود العالي مستقبلا.
إن ما سيحدثه الاستثمار في مجال علوم الحياة سيكون له أثر كبير في إحداث فرص عمل كثيرة، إضافة إلى وضع المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المصدرة للتقنية لا المستوردة لها.