الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأدب والشعر > الديوان الأدبي

 
الديوان الأدبي للمواضيع الأدبية المتنوعة المختارة والمنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05-27-2008
الصورة الرمزية مناهل
 
مناهل
ذهبي مشارك

  مناهل غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة
افتراضي المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية ) المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية ) المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية ) المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية ) المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )
عبد الملك الزميع



تطالعنا في الكتابات النقدية الحديثة كثير من التسميات والمصطلحات الغربية في جميع فنون المعرفة الإنسانية ، تنهمر علينا كالمطر ، بلا تصريف ولا ( فلترة ) ، من ذلك تسميات لمدارس أدبية ظهرت في أوروبا في فترة معينة ، ثم انهارت أو تزيا قسم منها بأزياء أخرى ، منها تسميات لتيارات أو نزعات اجتاحت الفكر الأوروبي ، وبعد أن لاكها هذا الفكر تم تصديرها إلى الأدب العربي . ومن ذلك ما يسمى بـ(المذاهب الأدبية ) والتي منها :
( الكلاسيكية ، الرومانسية ، الواقعية ، البرناسية ، الرمزية ، السريالية ، الوجودية... ) إلى آخر ما ستجد من هذه المذاهب ، ولعل آخرها ( ما بعد البنيوية والألسنية ) وهذه المذاهب قد تسللت إلى نسيج أدبنا المعاصر ، وقاموس نقادنا ، وقد جذب اهتمام الدارسين ما ظهر في أدبنا العربي الحديث من أصداء لتلك المذاهب أو المدارس الأوروبية . فبعض نقادنا مازال يتكئ عليها ، وآخرون يرون أن الزمن قد تجاوزها، فأخذوا ينتظرون الجديد منهم .
وكان للأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية دور مهم في تكوين هذه المذاهب وتطورها وتعددها .
ويمكن أن يُقسم تطور هذه المذاهب إلى ثلاث مراحل رئيسة :
الأولى : منذ القرن الخامس عشر حتى منتصف القرن الثامن عشر ، وهي فترة المذهب الكلاسيكي .
الثانية : أواخر القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر ، وهي فترة المذهب الرومانسي .
الثالثة : من منتصف القرن التاسع عشر حتى الوقت الحاضر ، وهي فترةٌ تلاحقت فيها مجموعة من المذاهب الأدبية بدءًا بالواقعية وانتهاء الآن ( ما بعد البنيوية ) حسب علمي .
ونحن نريد أن نستعرض هذه المذاهب أو أغلبها استعراضاً مختصراً يركز على المذهب وأصوله العامة التي تلتقي عليها معظم أتباعه ، مع إيجاز للقضايا الفنية لكل مذهب ، ثم الرؤية الإسلامية لهذه المذاهب ...
وكل هذه المذاهب هي صناعة غير إسلامية , وجذورها غربية صرفة – كما ذكرت سلفاً - لذا قد يقول قائل فلم القراءة الإسلامية لها إذن ؟
أولاً : أننا لا نستطيع أن نغلق نوافذنا في وجه آداب الأمم الأخرى وليس من الحكمة أن نفعل ذلك حتى ولو استطعنا ، إذا لابد من نظرة هادئة فيما يفيد إلينا ، نظرة تحكمنا فيها عقيدة راسخة من جهة ، ورغبة أكيدة في الاستفادة من التجارب الإنسانية الفنية من جهة أخرى .
ثانياً : أن هذه المذاهب تمد الأديب المسلم بكثير من التجارب الفنية والشكلية وهو بحاجة ماسة إليها ليصل أدبه إلى مستوى من الإبداع . والحكمة ضالة المؤمن . ( انظر : مذاهب الأدب الغربي ، رؤية إسلامية . د. عبد الباسط بدر ) .
وقبل ذلك لابد أن يتكامل للأديب البصيرة المترعة بالمفهوم الصافي للعقيدة الإسلامية ، وتجارب الإسلام الواسعة .
وقليل من النقاد من اعتنى بهذه المذاهب الغربية من خلال النظرة الإسلامية . وأجمل دراسة لهذه المذاهب دراسة الأستاذ الدكتور عبدالباسط بدر ، الأستاذ المساعد بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سابقاً ، فقد ناولها في كتاب مستقل تحت عنوان : "مذاهب الأدب الغربي . رؤية إسلامية"

.وجاء هذا العرض مستفادا من هذا الكتاب الرائع الفريد في بابه ...
( 1 ) المذهب الكلاسيكي .
يعد الدارسون القرن السادس عشر الميلادي تاريخاً لظهور المبادئ الكلاسيكية في الأدب ونقده ، والقرنين السابع عشر والثامن عشر تاريخاً لازدهارها ، والقرن التاسع عشر تاريخاً لانسحابها أمام هجوم الرومانسية الساحق .
وقد نشأت في إيطاليا واكتملت التجربة في فرنسا ، وانتقلت منها إلى إنكلترا وألمانيا .

أهم الأسس التي يقوم عليها هذا المذهب :
أولاً : يمجد الكلاسيكي الأدبين اليوناني والروماني ، ويعدونهما نماذج عليا للأدب الرفيع ، ولا سيما القواعد التي قررها ( أرسطو ) في كتابيه الشهيرين " فن الشعر " و" فن الخطابة " مع مراعاة ما يقتضيه العصر من فروق واختلافات .
ثانياً : الدعوة إلى النزعة العقلية المتشددة ، فالعقل عندهم أساس فلسفة الجمال ، ويطبقون هذه النزعة على العمل الأدبي في ابتكاره وصياغته ونقده . ونتيجة لذلك يطالبون الأدباء بما يلي :
أ – التقيد بالقواعد والأنظمة التي يقررها النقاد .
ب- ضبط الخيال الأدبي وتقييده في حدود تتوافق مع العقل .
جـ- احترام القوانين والأعراف والتقاليد الاجتماعية السائدة وعدم التعرض لها، أياً كانت مبادئها وآثارها على الناس .
د – ربط الأدب بالمبدأ الخلقي وتوظيفه في الغايات التعليمية ، فعلى الأدب أن ينصر الخير على الشر دائماً ، وأن يعلم الناس شيئا يفيدهم . فهو مذهب عقلي ، وهذا لا يعني أنه تنقصه العاطفة ، لكنهم أخضعوها للعقل ، داعين إلى كبح جماح العاطفة وجيشانها والسيطرة عليها
ثالثاًَ : التعبير عن العواطف الإنسانية العامة التي يشترك فيها سائر الناس كالحب والحقد والغيرة والحسد والكراهية والتضحية .... إلخ .
رابعاً : الاهتمام بالطبقات العليا في المجتمع واختيار موضوعات الأدب من حياة القصور والنبلاء والقادة ، وقلة الاهتمام بالطبقات الشعبية والعامة .
خامساً : العناية الكبرى بالأسلوب ، والحرص على فصاحة اللغة ، وأناقة العبارة ، ومخاطبة جمهورٍ مثقفٍ غالباً .
سادساً : الاهتمام بالمسرح أكثر من الشعر الغنائي .
من أشهر أعلام هذا المذهب (راسين ، كورني ، موليير ) وهذا الأخير اشتهر بمسرحياته الكوميدية وغيرهم.


الرؤية الإسلامية للكلاسيكية :
أولاً : الارتباط الشديد بالأدبين اليوناني والروماني ، واعتبارهما النموذج الأعلى للأدب . وهذان الأدبان – على ما فيهما من تصوير بارع للعواطف الإنسانية – إلا أنهما مرتبطان بالتصورات الوثنية ، ولذا تأثر أدباؤهم بالروح الوثنية ونظرتها إلى القدر ، وكان من نتيجة هذا التأثر أن صوروا القدر في صورة ظالم شديد يقوم على الكيد للإنسان وإيذائه ، وهذا مخالف كل المخالفة للتصور الإسلامي ورؤيته الناصعة للقدر .

ثانياً : قلة اهتمامهم بمشكلات الحياة الاجتماعية والسياسية ، في حين أننا نريد من الأديب أن يهتم – فيما يهتم به – بهذه المشكلات ، ونرى أن الأدب للحياتين ، الدنيا والآخرة .

ثالثاً : يوجه الكلاسيكيون اهتمامهم إلى الطبقات العليا في المجتمع ، ويجعلونها محور أدبهم ويختارون منها موضوعاتهم وأبطالهم . مغفلين الطبقة الأخرى .....

رابعاً : يربط الكلاسيكيون الأدب بالمبدأ الخلقي ، وهذا أمر يتوافق مع الاتجاه الإسلامي في عمومه ، ولكن مفهوم المبدأ الخلقي عند الكلاسيكي يختلف اختلافاًَ كبيراً عن مفهومه الإسلامي . فالأخلاق الفاضلة عندهم هي التي يأخذ بها المجتمع في زمان ومكان محددين . وهذا غير صحيح ، لأن ما يقره مجتمع ما هو نتاج عقل بشري ، تحكمه ظروف محددة ، وهو – من ثم – قابل للتغير حالما تتغير ظروفه وهذا لا يقره التصور الإسلامي ، فالمبدأ الخلقي في الإسلام ثابت ، ومنزه عن الخطأ والبطلان ، لأنه لا يتقيد بأعراف المجتمع السائدة ، ولا يعدها مصدر تشريع للأخلاق ، فلا تحدده رغبة بشرية – منفردة أو جماعية – في زمان ومكان محددين إنما تقرر أصوله حكمة رب العالمين .
وبعد هذه الهيمنة للكلاسيكية انهارت قواعدها تحت مطارق التقدم الحضاري للمجتمع الأروبي وقيام الثورات ، ليقوم مذهب جديد على أنقاضها هو ( المذهب الرومانسي ) .وهذا ما سوف نتناوله في حلقة قادمة بإذن الله .
توقيع » مناهل
قديم 05-27-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
أبو عبدالرحمن
المشرف العام

الصورة الرمزية أبو عبدالرحمن

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2
تـاريخ التسجيـل : 29-07-2005
الـــــدولـــــــــــة : وادي جفن
المشاركـــــــات : 17,068
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 4291
قوة التـرشيــــح : أبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادة


أبو عبدالرحمن غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

اقتباس:
وهذا ما سوف نتناوله في حلقة قادمة بإذن الله .
توضيح مفيد..نتابع بقية الحلقات..
آخر مواضيعي
 
قديم 05-28-2008   رقم المشاركة : ( 3 )
حسن عابد
شاعر

الصورة الرمزية حسن عابد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : 13-12-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,632
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 539
قوة التـرشيــــح : حسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادة


حسن عابد غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

شكرا مناهل
آخر مواضيعي
 
قديم 05-28-2008   رقم المشاركة : ( 4 )
مدهش
موقوف


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1878
تـاريخ التسجيـل : 16-11-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,667
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : مدهش يستحق التميز


مدهش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

ما أجملها في سلسلة
يعطيكم العافية
آخر مواضيعي
 
قديم 05-28-2008   رقم المشاركة : ( 5 )
مناهل
ذهبي مشارك

الصورة الرمزية مناهل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة


مناهل غير متواجد حالياً

افتراضي رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن مشاهدة المشاركة
توضيح مفيد..نتابع بقية الحلقات..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن عابد مشاهدة المشاركة
شكرا مناهل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مدهش مشاهدة المشاركة
ما أجملها في سلسلة
يعطيكم العافية

أشكر لكم المرور , جزاكم الله خيرا

خلال بحثي في شبكة المعلومات عن ما كتب حول الرؤية الإسلامية لمذاهب الأدب الغربي وجدت
ذلك المقال الذي أراه مميزا وإن كان مقتصرا على المذهب الكلاسيكي , فوددت نقله , ثم متابعة نقل ما أجد حول الرؤية الإسلامية لبقية المذاهب الغربية .
آخر مواضيعي
 
قديم 05-28-2008   رقم المشاركة : ( 6 )
مناهل
ذهبي مشارك

الصورة الرمزية مناهل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة


مناهل غير متواجد حالياً

افتراضي رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

المذهب الرومانسي



* لمحة سريعة :

نتيجة لتشدد المذهب الكلاسيكي في تطبيق القواعد المقررة ..
ظهرت في أنحاء متفرقة من أوروبا دعوات إلى التمرد عليه / و التفلّت من قيوده العقلية الصارمة ..
فظهرت أعمال أدبية لاتنضبط بقواعده ، و في أواخر القرن الثامن عشر كثرت الانتقادات الموجهة إليه / و تهيّأت عوامل أخرى تشجّع الاتجاه المناقض له ......... و أهمها عاملان :
1 - ظهور تيار فلسفي يدعو إلى الانطلاق في الفكر ، و التحلل من جميع الضوابط و المفهومات السابقة " كالتقاليد الاجتماعية و الدين ! " ..
و يقود هذا التيار فلاسفة منتشرون في أوروبا .. أهمهم : ( جان جاك روسو ، هيجل ، شاتوبريان ، شليك ) .

2 - اضطراب الظروف السياسية و الاجتماعية ..
و من أمثلة ذلك : حروب نابليون بونابرت .

و كل ذلك ترك في الأوروبيين قلقاً شديداً / و شعوراً بالمرارة و خيبة الأمل / و انتشر فيهم ما يُسمّى بـ " مرض العصر " ..
و هو إحساس حاد بالكآبة و الإحباط ، و ضيق شديد من الواقع ، و بحث عن مهرب منه .
و قد تفاوتت آثار هذا الشعور بين بلد أوروبي و آخر بتفاوت ظروف كل منهما .. فظهرت رومانسيات مختلفة ، و لكنها تجتمع على عدد من الخصائص و المباديء المشتركة .
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.


* أهم مباديء المذهب الرومانسي الأدبي :
1 - رفض المباديء الكلاسيكية في الأدب عامة و مخالفتها .. و من ذلك :
أ - رفض تفوق الأدبين اليوناني و الروماني أو اعتبارهما النموذج الأعلى للأدب .
ب - رفض الانضباط و التقيّد بالقواعد المقررة كقاعدة فصل الأجناس الأدبية .
جـ - رفض النزعة العقلية و ما يترتب عليها .
د - رفض الاسلوب الكلاسيكي المتأنق ، و الدعوة إلى الاسلوب السهل المسترسل .
هـ - رفض ارتباط الأدب بالمبدأ الخلقي .

2 - ربط الأدب بالعاطفة و الوجدان .. و جعل مصدر الجمال الذوق بدلا من العقل .

3 - تعظيم شأن الخيال و إطلاق حريته في ارتياد الآفاق التي يريدها .

4 - الهروب من الواقع و مشكلاته السياسية و الاجتماعية .

5 - الافتتان بالطبيعة و العوالم الغريبة و الأحلام .

6 - التعلق بالحزن و التلذذ بالألم ، و نشر الاحساس بالكآبة " مرض العصر " !

7 - التعلق بمعتقد " تأليهي " غامض .. يقلل من أهمية الاثم الفردي و يخفف المسؤولية الفردية و يحمّلها المجتمع ..
و قد كثرت لهذا السبب في أدبهم صور : اللص الشريف ، المجرم الطيب السريرة !
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.


* أهم أعلام المذهب الرومانسي :

لامرتين / الفريد دي موسيه / فيكتور هوغو ---> فرنسا
كولردج / ورد زورث / ولتر سكوت ---> انكلترا
الأخوان ( شليجل / هوفمان ) ---> ألمانيا
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.


* الرؤية الاسلامية للرومانسية :

1 - يعيش الرومانسي - غالبا - حالة من " فقدان التوازن " ، و تنقصه الدعامة الدينية / و الفكرية / و الاجتماعية .. لأنه يغرق في ذاتيته .
لذلك يعجز في أكثر الأحوال عن التكيف مع مجتمعه ، و يهيم على وجهه في بحر الشك و الحيرة و الكآبة .
و هذه حالة لا نرضاها للفرد المسلم .. لأنه يملك رصيداً عقديا كبيرا .. و أهم ما يقدمه له الطمأنينة الكبيرة التي تحفظه من الحيرة و الشك .

2 - أن الرؤية الإسلامية للأدب لا تقبل أن يصطبغ دائماً بالحزن و الكآبة / و الآلام الرومانسية لا تنسجم مع الشخصية الاسلامية .. و الحزن دون سبب مرفوض في الإسلام .
فالحزن في عُرف المسلمين : أزمة / و الكآبة : حالة نفسية عارضة ..
غير أن المسلم مدعو إلى مواجهة ظروفه بشجاعة / و إلى التسليم لقضاء الله من جهة ، و تلمّس الأسباب للخروج من الأزمات من جهة أخرى ..
و الرسول عليه السلام هو أعلى نموذج لمواجهة الظروف الصعبة .. و تاريخ المسلمين مليء بالفواجع و المحزنات و لكن دينهم لا يرضى لهم أن يستسلموا للحزن .
و من هنا فالإسلام لا يرفض الحزن العارض و لا ينكره ، و لا يرفض التعبير عنه بالأدب و غيره ، و لكنه يرفض الاستغراق فيه .

3 - يأبى الرومانسيون ربط الأدب بالمبدأ الخلقي ، و هذا يُخالف وجهة النظر الإسلامية في الأدب .

4 - ينشغل معظم الرومانسيين بذواتهم و يستغرقون فيها و ينصرفون عن قضايا الأمة الاجتماعية و السياسية ..
و نحن نريد من الأديب المسلم أن يستوعب في أدبه قضايا الحياة و الأمة .. و لا نريد له أن يكون " نرجسيا ! " لا يعرف إلا ذاته .

5 - لا نقبل في الإسلام المعتقد العاطفي الذي يهوّن الإثم و يخفف المسؤولية الفردية على الآثم أو يسقطها . فالإسلام عقيدة / و سلوك / و لا قيمة لطيب السريرة إذا كان السلوك خلافها !

و مع يقيننا بأن للظروف المحيطة بالفرد أثراً في تشجيعه على الجريمة ، إلا أن الرؤية الإسلامية للفطرة الإنسانية لا تعفي المُخطيء من جريمته إلا إذا بلغت الضغوط الموجّهة إليه حد الإكراه .. حيث تسقط حينها صفة الجريمة عن الفعل الذي يرتكبه المُكره ( كإيقاف عمر رضي الله عنه حدّ القطع عام المجاعة ) .


المصدر / شبكة رواء للأدب وفنون العربيّة
آخر مواضيعي
 
قديم 05-28-2008   رقم المشاركة : ( 7 )
مناهل
ذهبي مشارك

الصورة الرمزية مناهل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة


مناهل غير متواجد حالياً

افتراضي رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

المذهب الواقعي


* لمحة سريعة :

نشأ بسبب انتشار الفلسفات : الوضعية / التجريبية / المادية الجدلية في أوروبا .
و قد امتد تأثير هذه الفلسفات إلى الفنون و الآداب .
و نتيجة لذلك اهتم عدد من الأدباء بتصوير الحياة الاجتماعية ، و بالطبقات الدنيا التي أعرض عنها الكلاسيكيون و نسيها الرومانسيون .
و يتفق رواد هذا المذهب في مباديء رئيسة محددة ، و يختلفون في مباديء أخرى كثيرة ..
الأمر الذي جعل الواقعية تتشعب إلى واقعيات عدة .. أهمها :
الواقعية الانتقادية / الواقعية الطبيعية / الواقعية الاشتراكية .

.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

* الواقعية الانتقادية :
- تهتم هذه الواقعية بقضايا المجتمع و مشكلاته ، و تركز اهتمامها بشكل خاص على جوانب الفساد و الشر و الجريمة .
- تميل هذه الواقعية إلى التشاؤم ، و تعتبر الشر عنصرا أصيلا في الحياة لذلك تبحث عنه و تجعله محور العمل الأدبي .
- تُعد " القصة " مجال الواقعية الانتقادية الأكبر و تليها " المسرحية " ، فمعظم إنتاج الواقعيين الانتقاديين قصص و روايات و مسرحيات ..
- و من أشهر قصاصها الأديب الفرنسي " بلزاك " / " شارلز ديكنز " / " تولستوي " / "دستويوفسكي " / " أبسن " / " إرنست همنغواي " .

* الواقعية الطبيعية :
- تتفق هذه الواقعية مع الواقعية الانتقادية في جميع مبادئها ، و تزيد عليها في تأثرها الشديد بالنظريات العلمية ، و دعوتها إلى تطبيقها في المجالات الإنسانية ، و إظهارها في العمل الأدبي .
- الإنسان في تصور هذه الواقعية --> حيوان تسيّره غرائزه و حاجاته العضوية ، لذلك فإن سلوكه و فكره و مشاعره هي نتائج حتمية لبنيته العضوية و لما تقوله قوانين الوراثة .. و أما حياته الشعورية و العقلية فظاهرة طفيلية تتسلق على حقيقته العضوية .
- يُعد القاص " إميل زولا " رائد هذه الواقعية .. و قد كتب قصته الشهيرة " الحيوان البشري " ليجسد مبادئها ، و ليطبق نظريات " دارون " في التطور ، و " مندل " في الوراثة ، و ليثبت أن سلوك الإنسان و فكره و مشاعره هي نتائج طبيعية لما تقوله هذه النظريات .
- و من أشهر كتابها أيضا --> فلوبير صاحب قصة " مدام بوفاري .

* الواقعية الاشتراكية :
- تجسّد هذه الواقعية الرؤية الماركسية للأدب ، و تحمل مباديء الفلسفة المادية الجدلية التي تقوم عليها الشيوعية .
- يرى أنصارها أن الأدب مبني على النشاط الاقتصادي ، و أنه يؤثر في المجتمع بقوته الخاصة .. لذلك ينبغي توظيفه في خدمة المجتمع وفق المفهومات الماركسية .
- تقضي هذه المفهومات أن يهتم بالطبقات الدنيا ، و لا سيما طبقات العمل و الفلاحين ، و أن يصور الصراع الطبقي بينهم و بين الرأسماليين و البرجوازيين ، و يجعل الرأسمالية و البرجوازية مصدر الشرور في الحياة .. فيدينهما و يكشف عيوبهما .
- من هذه الزاوية يعد الواقعيون الاشتراكيون مذهبهم متفائلا و مرجحا لجانب الخير ، و يتصورون أن ماركسيتهم ستحكم العالم ، و تحل تناقضاته ، و يطالبون الأدباء أن يبثوا هذا التصور في أعمالهم الأدبية .
- أنهم يرفضون أية تصورات ترتبط بالعقائد السماوية .. لأنهم يرفضون العقائد السماوية ذاتها .!
- أول من استخدم اصطلاح الواقعية الاشتراكية في كتاباته هو الأديب الروسي " مكسيم جوركي " ثم انتشر المصطلح في أنحاء العالم ، و قرر الاتحاد السوفيتي و الصين و بعض الدول الشيوعية الأخرى اعتباره المذهب الرسمي للأدب فيها .
- كان ميدانه " القصة " ثم دخل إلى " المسرحية " .. و أخيرا إلى " الشعر " .. ثم عمّ الأجناس الأدبية كلها .
- و من أشهر أدبائهم : مكسيم جوركي / شولخوف / ماياكوفسكي / حمزانوف / ناظم حكمت / لوركا / بابللو نيرودا / جورج لو كامش / و روجيه جاوروي قبل إسلامه .

.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

* الرؤية الإسلامية للواقعية :

أن الاهتمام بالواقع و عرض قضايا الحياة و مشكلات الإنسان فيها بقالب أدبي ناجح أمر يحبّذه الإسلام .. " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " .
و إذا نظرنا إلى الواقعيات الغربية و جدنا أنها تهتم بأمور الحياة و قضايا المجتمع أيضا ..

و لكن بمنهج و تصورات مستمدة من فلسفات بشرية منحرفة ، تجعلها تتعارض مع المنهج الإسلامي و تصوراته في جوانب عدّة أهمها :

1 - أن الواقعيتين الانتقادية و الطبيعية تجعلان الحياة محكومة بالشر و الفساد ، و هذه نظرة سوداوية متشائمة - لعلها من آثار النظرة اليونانية للقدر - و الإسلام يرفض هذا التصور ..
فليس ثمة ما هو محكوم عليه بالشر أو محكوم عليه بالخير ، و ليس ثمة ما يمنع فاعلية الإنسان من التأثير في الحياة و المجتمع .

2 - أن الواقعيتين الانتقادية و الطبيعية تبرزان صور الشر و الفساد في المجتمع لإضرام الثورة فيه و تغيير قيمه - كما تزعمان - غير أنهما في الحقيقة لا تقدمان أي بديل لهذه القيم ، و نحن المسلمين لا نقبل أن يكون الهدم وحده غاية العمل الأدبي فلا بد من التخطيط المسبق للبديل الذي يعوض عما نريد هدمه .

3 - أن الإنسان عند الواقعيين عامة ، و الطبيعين خاصة حيوان بشري ، يتكون من مجموعة عوامل مادية و غريزية و حسب .. و ليس للجانب الروحي أي اعتبار عندهم .
أما الإسلام فيكرم الإنسان ، و لا يقبل أن يكون سلوكه و فكره و مشاعره استجابة آلية للغرائز و الغدد ..
و الإنسان في التصور الإسلامي جسد و روح ، و لكل من الجسد و الروح حاجات ضرورية لا يجوز إغفالها ، و لا الاقتصار على إحداها دون الآخر .

4 - أن الواقعية الاشتراكية تناقض التصورات الإسلامية في جميع مبادئها :
أ - فهي تبني الأدب على العامل الاقتصادي ، و نحن نرى أن الأدب ظاهرة إنسانية ضخمة لا يصح ربطها بعامل واحد .
ب - أنها توجه الأدب إلى الاهتمام بالطبقات الدنيا و حسب ..!
و نحن نريد من الأدب أن يهتم بالمجتمع كله .
جـ - أنها تفسّر الحياة وفق النظرية المادية الجدلية .. و الإسلام يرفض هذا التفسير .
د - أنها توجه الأدب إلى التبشير بالمجتمع الشيوعي ، و ترى أنه الحل الأمثل لتناقضات الأنظمة كلها .. و الإسلام يرفض المجتمع الشيوعي و يبشر بالمجتمع الإسلامي و يريد من الأدب أن يسهم في بنائه .
هـ - أنها ترفض الجانب الروحي في الإنسان ، و توجّه الأدب إلى محاربته ... و الإسلام يبني الجانب الروحي في الإنسان و لا يهمل الجانب المادي ، و يوجّه الأدب إلى تعميق صلة الإنسان بالله عز وجل ، و تعزيز إيمانه .

لذلك كله ..
فإن الواقعية الاشتراكية تناقض التصورات الإسلامية ، و تنحدر بالأدب إلى المادية و الإلحاد و دنيا الغرائز ..
و هي مرفوضة مهما تلونت أو اتخذت أسماء متغيرة .

و خلال سنوات تطبيقها الماضية ظهرت مساوئها بوضوح ..
حتى أن بعض النقاد الماركسيين هاجموا سيطرتها على الأدب و سفّهوا إنتاجها " كجورج لوكاتش " الذي كتب يقول :
( إن الأدب الذي أنتجته الواقعية الاشتراكية جدب يتميز بالجمود و ضيق الأفق )
و " كروجيه جاوروي " الذي تحوّل عن الاشتراكية كلها و اهتدى بهدي الإسلام .
آخر مواضيعي
 
قديم 05-29-2008   رقم المشاركة : ( 8 )
مناهل
ذهبي مشارك

الصورة الرمزية مناهل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة


مناهل غير متواجد حالياً

افتراضي رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

المذهب الوجودي



* لمحة سريعة :

يُعد هذا المذهب أحد نتائج اضطراب العقيدة في الغرب .
و قد ظهرت فلسفات تحاول أن تُعيد للفرد سكينته ، و تشعره بوجوده في الحياة ، و تقنعه بأنه يستطيع أن يصنع ذاته و كيانه بإرادته . و قد عُرفت هذه الفلسفات باسم الوجودية .

و الوجودية نوعان : وجودية نصرانية / و وجودية ملحدة .

* الوجودية النصرانية :
1 - تمثلها آراء ( كير كجارد و كارل يسبرز و غبرائيل مارسييل ) .
2 - أنها تعتمد على نظرية " الإنسان الخاطيء " النصرانية ، و على عدد من آراء " مارتن لوثر " المتمرد على الكاثوليكيه و مؤسس البروتستانتية .
3 - أنها ترى أن الإنسان وارث لخطيئة أبيه " آدم " و أن الشعور بالإثم الذي يملؤه يدفعه إلى تحقيق وجوده أمام الله ، بالعمل النابع من إرادته الحرة فهو يتولى خلق أعماله ، و دون أن يُفرض عليه شيء من خارجه .

* الوجودية الملحدة :
1 - زعماؤها ( هيدجر و سارتر والبير كامو ) .
2 - أنها ترى أن الإنسان في هذه الحياة هو الحقيقة الوحيدة ، و لا يوجد شيء سابق عليها و لا بعدها .
و من ثم فلا يوجد إله و لا توجد ماهية ، و لا توجد مثل و لا قيم أخلاقية متوارثة لها صفة اليقين .، و إن كل القيم و العقائد و التقاليد تراث عتيق ينبغي التخلص منه ، ليستطيع الفرد أن ينطلق في الحياة دون قيود تعيقه ، و ليصنع بإرادته الحرة ما يشاء فتحمل ذاته ما كان يسميه السابقون الماهية .
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

* وقفات مع الوجودية :

- يحصر الوجوديون قضاياهم و فلسفتهم في الأمور التي تدور بين الولادة و الموت " الوجود و العدم " و يقيمونها على ثلاثة محاور رئيسية هي : الحرية / و المسؤولية / و الالتزام .

- أن المرء حر في أن يفعل ما يشاء و يختار ما يريد ، لأنه غير مرتبط بخالق أو بقيم خارجة عن إرادته .

- اعتمد الوجوديون على الأدب في تجسيد أفكارهم ليدعموا به كتاباتهم الفلسفية ، و لا سيما الوجوديون الملحدون فكتبوا قصصا و مسرحيات و دراسات نقدية ، و صنعوا بهذه الكتابات مذهبا أدبيا وجوديا .

و المذهب الأدبي الوجودي مكمل للفلسفة الوجودية ، و إطار يظهر قضاياها بوساطة الأدب ، و أهم القضايا الوجودية :
1 - الاغتراب الوجودي :
حيث يشعر الأديب الوجودي - و ينشر هذا الشعور - بالغربة في مجتمعه ، لأنه لا يقتنع بالقيم المفروضة عليه من خارج ذاته ، و لأنه لا يدري من أين جاء ، و لماذا يعيش ؟؟ و ليس له هدف إلا أن يحقق وجوده في أن يعيش كما يريد .
2 - الثورة على القيم و التقاليد قضية مهمة عند الوجودي ، و تشمل التقاليد في مفهومه : العقائد و الأديان كلها .
3 - التأكيد على الحرية و المسؤولية و الالتزام و تحقيق الذات من خلالها .

و ليس لمذهب الوجودية الأدبي آراء خاصة في شكل العمل الأدبي و قالبه لأن اهتماماتهم منصبّة على المضمون ، و همّهم أن يجعلوا الأدب ملتزما بعرضِ أفكارهم و خدمتها ، و قد استثنى " سارتر " الشعر من هذا الالتزام وعدّه بنية لغوية إيقاعية مجرّدة - كالموسيقا - لا تصلح بطبيعتها لحمل الأفكار و الدعوات ، أما القصة / و المسرحية فهما ميدان الالتزام الأكبر ، و هما اللذان جسّدا المذهب الوجودي الأدبي .
و قد استطاع الوجوديون - بملكاتهم الأدبية و النقدية - أن ينتجوا قصصا و مسرحيات قوية في صياغتها و مشحونة بأفكارهم الوجودية و كانت وسيلة ذكية لنشر فلسفتهم و مبادئهم ، استطاعت أن تؤثر في آداب كثيرة منها الأدب العربي المعاصر ، و أشهر أدبائهم ( جان بول سارتر ) و له عدّة مسرحيات أهمها : الذباب - جلسة سرية - رجال بلا ظلال ، و أشهر رواياته : الغريب - الطاعون .
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

* الرؤية الإسلامية للوجودية :

1 - أن الإسلام يرفض الوجودية بجميع أشكالها فالوجودية النصرانية تستمد مبادئها من التصور النصراني المُحرّف ، و هو تصوّر يجعل الإنسان حاملاً للخطيئة الأبدية ، و يزعم أن " آدم " أورث أبناءه خطيئته ، و هذا مخالف تماما للتصور الإسلامي الذي يقرر أن " آدم " قد تاب من معصيته ، و أن الله قبل توبته كما يقول تعالى ( فوسوس إليه الشيطان ، قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد و ملك لا يبلى ، فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما و طفقا يخصفان عليها من ورق الجنة ، و عصى آدم ربه فغوى ، ثم اجتباه ربه فتاب عليه و هدى ) ، و هذا التصور مخالف أيضا للقاعدة الإسلامية الكبيرة ( و لا تزر وازرة وزر أخرى ) .

2 - ترفض الرؤية الإسلامية زعم الوجودية النصرانية بأن الطريق إلى الله يبدأ من الشعور بالإثم و الخطيئة ، و تُقرر أن الطريق إلى الله ينطلق من المعرفة الصحيحة و المحبة و الشكر ، و أما الشعور بالإثم فيكون مع التقصير و اقتراف الذنوب .

3 - و الوجودية الملحدة مرفوضة لأنها ملحدة أولا و آخرا ، و كل ما تأتي به مرفوض و لو توهم الواهمون أن فيه إبداعا و براعة فنية و متعة كبيرة .

4 - أن القضايا الوجودية التي يزرعها المذهب الأدبي الوجودي مرفوضة إسلاميا ، فالاغتراب الوجودي بعيد عن المسلم ، لأنه يتصل بخالقه عبر العبادة ، و قد حدثنا القرآن كيف خلق ، و لِمَ خلق ، و ما سيؤول إليه ، و ليس هناك حيرة و لا ضياع .

5 - و أما قضايا الحرية و المسؤولية و الالتزام فتختلف معالجتها في الإسلام عن المعالجة الوجودية اختلافا هائلا :
# فالحرية التي تدعو إليها الوجودية تبدأ بالتفلت من العقيدة ، و الحرية في الإسلام تبدأ من فهم الإنسان لموقفه من الله ، ثم من الآخرين ، و هي منظمة بقواعد شرعية تحفظها .

# و المسؤولية عند الوجوديين هي مسؤولية مرتبطة بمفهوم الحرية الوجودي ، و موجهة إلى تنظيم الحياة وفق معطيات العقل البشري ، أما المسؤولية في الإسلام فهي مسؤولية - الخلافة في الأرض - وفق المنهج الإلهي ، يُحاسب عليها أمام الله أولا ثم أمام الكيانات البشرية الشرعية .

# و أما الالتزام فيقترن عند الوجوديين بخدمة الإنسان من وجهة نظرهم ، و الأديب الوجودي يحمل - باقتناعه الكامل - واجب تحقيق الدعوة لمبادئه الوجودية ، و أما الالتزام في الإسلام فيختلف مضمونه تماما ، لأن الأديب الإسلامي ملتزم بالدعوة الإسلامية في أدبه ، لا يخرج عن إطارها من جهة و يدعو إليها بالوسيلة الأدبية المناسبة من جهة أخرى ، و التزامه مقترن بإيمانه ، فهو طوعي إلى أبعد حد .

و كما نرى ..
فقد تتفق العناوين في المذهب الوجودي و الرؤية الإسلامية ، و لكنها تختلف اختلافا شديدا في مضمونها و دلالاتها ، لأن الوجودية تبدأ بالكفر فتقطع الإنسان عن خالقه ، و الإسلام يبدأ بالإيمان فيربط الإنسان بخالقه ، و لا يمكن أن يلتقيا في أي من القضايا و لو كانت أسماؤها واحدة .
آخر مواضيعي
 
قديم 06-01-2008   رقم المشاركة : ( 9 )
مناهل
ذهبي مشارك

الصورة الرمزية مناهل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة


مناهل غير متواجد حالياً

افتراضي رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

المذهب الرمزي



* لمحة سريعة :
هو ناتج عن عوامل عقدية / و اجتماعية / و فنية / و ثقافية ..
تعاونتْ على إنضاج هذا المذهب في فرنسا ، على يد جماعة من الشعراء أشهرهم : ( بودلير ، رامبو ، فيرلين ، مالا راميه ) .

فأما العوامل العقدية .. فهي :
1 - الشعور الحاد بالفراغ الروحي الذي يعيشه الفرد الأوروبي .
2 - الصدمة التي أُصيب الفرد نتيجة إخفاق النزعة العلمية في سد فراغه الروحي و تعويضه عن العقيدة الغائبة .
3 - الشطط الذي بلغته الفلسفة الوضعية .

و أما العوامل الاجتماعية .. فهي :
1 - التناقضات الكبيرة التي كان يعيشها رواد الرمزية في مجتمعاتهم .

و أما العوامل الفنية .. فهي :
1 - البحث عن أسلوب جديد في التعبير .
فقد كره رواد الرمزية التعبير المباشر الواضح ، و نفروا من أساليب الواقعيين و البرناسيين ، و ادعوا أنها تعجز عن نقل إحساساتهم و أن اللغة ذاتها عاجزة عن نقل التجرية الشعورية العميقة ، لذلك ينبغي أن إيجاد أسلوب يوحي بهذه التجربة و ينقل أثرها إلى القاريء .

و أما العوامل الثقافية .. فهي :
1 - تأثّرهم بكتابات الأمريكي ( أدجار آلن بو ) و أسلوبه الرمزي المتميز .
2 - تأثّرهم - من جانب آخر - بالفكرة الفلسفية التي تتحدث عن عالم خلف عالم الطبيعة و الواقع ... هو عالم المُثل .

و قد تعاونت هذه العوامل على إخراج المذهب الرمزي و كان ميدانه الأكبر هو الشعر الفرنسي ، ثم تأثّر به شعراء و قصاصون و مسرحيون في بلاد أخرى ، و الشعر هو الذي جسّد مباديء الرمزية الغربية و أصولها بشكل كامل و قوي .
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.


* أهم مباديء المذهب الرمزي :
1 - رفض النزعة العلمية ، و الروح الواقعية اللتين تغلغلتا في الأدب آنئذ .

2 - الهروب من الواقع ، و التعالي عليه ، و عدم الاهتمام بمشكلاته السياسية و الاجتماعية .

3 - البحث عن عالم مثالي مجهول يسد فراغهم الروحي و يعوضهم عن غياب العقيدة و التعلق به ، و الإخلاص له .

4 - رفض التعبير المباشر و الوضوح ، و الدعوة إلى نبذها .

5 - الاعتماد على أساليب تعبيرية جديدة للإيحاء بالمعنى و الإحساس ، مثل :
تراسل الحواس " حيث يُسمع المشموم ، و يُشمّ المسموع " ، و استخدام الصفات المتباعدة للتشخيص " الضوء الباكي " ، و الخروج على الأوزان و القواعد النحوية .

6 - الاهتمام بإيقاع الألفاظ و العلاقات بين الأصوات للإيحاء بالمعنى ، و ربط الشعر بالموسيقى ، لتوليد الأثر الجمالي من تناغم الحروف .

7 - الاتجاه نحو جمهور خاص و محدود ، و التعالي على بقية الشعب .
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.


* الرؤية الإسلامية للرمزية :

ينبغي أن نفرّق - أولاً - بين الرمزية مذهباً أدبياً ، و استخدام الرمز في التعبير .. فليس كل نص استخدم الرمز منتميا إلى المذهب الرمزي ، و قد يكون في قصيدة ما رموز عدة ، و لا نعدها في الرمزية المذهبية . و الفيصل في الأمر وجود خصائص المذهب الرمزي فيه ، و ارتباطه بالأصول الفلسفية التي اعتمد عليها المذهب . و اعتماده بشكل أساسي على أدواتها الفنية .
لذلك تنصرف رؤيتنا الإسلامية إلى المذهب الرمزي الغربي ، و النصوص الأدبية المرتبطة به و المتأثرة بأصوله الفلسفية و أما التعبير بالرمز دون الارتباط بخصائص المذهب الأخرى فأمر لاغبار عليه البتة ، و قد سلكه عدد من الأدباء الإسلاميين قديما و حديثا ، و عبّروا به عن تجارب روحية عميقة تعجز الأساليب الأخرى عن نقلها بهذا التأثير و الجمال .

و غني عن القول أنه لا حرج على الأديب المسلم أن يستخدم أسلوب التعبير بالرمز في نقل تجربته الشعورية ، بل ربما يكون هذا الأسلوب منفذه الوحيد في بعض المجتمعات .

و أما المذهب الرمزي الغربي فهو نتيجة تمزّق الفرد الأوروبي و ضياعه ، بعد أن تزعزع إيمانه و اشتطّ في إلحاده ، فقد علّق آماله على العقل البشري ، و ما توصّل إليه من علوم ، و ظنّ أنه سيجد عنده الخلاص ، و لكنه - بعد خطوات قليلة - أحسّ بضيق العالم الذي حبس نفسه فيه ، و أحسّ بغياب " الروح " و طغيان عالم المادة ، فعاد يبحث عن الحقيقة الغائبة ..!!

و لأنه هجر الكنيسة لتعسّفها التاريخي ، و لم يعد إليها ، و لو عاد لما وجد ما يُشبع خواءه الروحي . لذلك سلك دروب الجمال الفنّي و أغرق نفسه فيها علّه يجد عندها الخلاص . و اتخذها بديلا عن العقيدة . و لكن الجمال لن يكون أحسن حالا من الكنيسة و لن يسد فراغه الروحي .. الأمر الذي يجعلنا نسجّل على الرمزية الغربية المآخذ التالية :

1 - أن أساسها الفلسفي صادر عن فراغ روحي ، و إفلاس عقدي و ضياع في عالم المادة .. و هذا أمر لا يقع فيه الأديب المسلم ، إلا إذا انحرف عن فطرته .

2 - أن " عالم الجمال المثالي " الذي تعلقوا به قد صار بديلا للعقيدة عندهم ، و هو عالم مجهول استغرقوا فيه استغراق المتبتل في عبادته ، و هذا ولاء لا يعطيه الأديب المسلم إلا لله و رسوله .

3 - يترفّع الرمزيون عن الشعب و مشكلاته ، و ينصرفون عن قضايا الحياة التي يعيشونها ، و هذا هروب لا نرضاه للأديب المسلم .

4 - يستخدم الرمزيون - في بعض الحالات - أدوات فنية ترتبط بتصورات لا يوافق عليها الإسلام ، كرموز الصلب و الفداء و القربان و الخطيئة النصرانية ، و بعض الأساطير بمدلولها الوثني .
و إذا لم تجرّد هذه الأدوات من ارتباطاتها العقائدية فإنها تنقل التصور المنحرف و تثبته و تُناقض التصورات الإسلامية .
آخر مواضيعي
 
قديم 06-02-2008   رقم المشاركة : ( 10 )
مناهل
ذهبي مشارك

الصورة الرمزية مناهل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة


مناهل غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

المذهب السريالي


* لمحة سريعة :

قامت خلال الحرب العالمية الأولى حركة احتجاج فوضوية سُمّيت " الدادية " نسبة إلى زعيمها " الدادا " و قادها بعض الشباب .
و أعلن هؤلاء أن القيم التي وصلت إليها الحضارة الإنسانية هي المسؤولة عن هذا الدمار ، و لذا فإنهم يرغبون في العودة إلى الحياة الإنسانية الأولى .
غير أن حركتهم انتهت بسرعة ، و انتحر زعيمها .. بسبب فوضويتها و جهل أصحابها بالطريق الذي يمكن أن يحقق أهدافهم .
و على إثرها قامت حركة أخرى استفادت من أخطاء الدادية فتجنبتها ، و كان رائدها " أندريه بريتون " قد أعلن مع مجموعة من أصحابه عن تشكيل مذهب جديد ، و أطلقوا عليه اسم السريالية .
- و تتفق السريالية مع الدادية في رفضِ ما وصل إليه الإنسان من قيم حضارية / و اجتماعية / و دينية ، و البحث عن قيم بديلة .
- و تختلف عنها في أن رفضها منظم / و مُفلسف ، يعتمد على بعض المُعطيات الفلسفية ، و نظريات علم النفس التحليلي ، و لا سيما نظرية " فرويد " في " اللاشعور " .

و قد لقيت السريالية أول ظهورها رواجا كبيرا ، و لكن ما لبث أن توقف مدّها بعد ربع قرن ، و أخذت في الانكماش و التقلص و شعر دعاتها بالعجز عن تحقيق أي هدف و بعقم ثورتها على القيم و المعتقدات و إخفاقهم في إيجاد " مسيحية جديدة " تخلص الإنسان من عذابه و ضياعه كما كانوا يظنون ، و تحول عدد منهم بعد الحرب العالمية الثانية إلى الشيوعية ، و جُنَّ بعضهم ، و سكتَ الآخرون .
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.


* أهم مباديء المذهب السريالي :

1 - تجاوز القيم السائدة و المعتقدات و الأديان و التقاليد الاجتماعية ، و اللجوء إلى الإحساست الداخلية للإنسان " اللاشعور " و " الحلم " .
لذا يهمل السريالي الواقع ، و يغوص في أعماق الإنسان ، و يتعلق بعالم الأحلام ، و يُطلق العنان لكل ما في نفسه من رغبات مكبوتة ، و قد يستعين بمؤثرات خارجية ، كالخمر و الأفيون ليصل إلى حالة الذهول و الغيبوبة و يعبر بصدق تام - كما يزعم - عن عالم اللاشعور في داخله ، و كثيرا ما يعتمد على التداعي المطلق للألفاظ و الأفكار لتسجيل كل ما يدور في نفسه . لذلك لا يهتم بأن تكون مشاعره واضحة ، و أفكاره مترابطة . و نتيجة لذلك نرى إنتاجا مفكك الأجزاء ، يحتاج إلى جهد كبير لفهمه و معرفة ما يريد أن يقوله صاحبه ، و قد يعجز صاحبه نفسه عن تقديم تفسيرٍ مقبولٍ له .
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.


* الرؤية الإسلامية للسريالية :

كان ظهور السريالية واحدا من ردود الفعل التي أحدثتها الحضارة الغربية في الإنسان الغربي . و لعل أكبر أسباب قيامها هو غياب العقيدة الصحيحة عن الفرد الغربي ، و ضياعه ، و الضلال الذي ساقته إليه النظريات العلمية المنحرفة ، و في مقدمتها نظرية " فرويد " عن عالم اللاشعور .
و على الرغم من أن الذين تعلقوا بالسريالية كانوا يبحثون عن مخلص من تفسّخ حضارتهم و تناقضاتها فإن السريالية لم تزدهم إلا وبالا ..
و بالإضافة إلى ذلك فقد أنتجت نصوصا أدبية مضطربة تزيد الضائعين ضياعا ، و تحوّل الأدب إلى هذيانِ محموم .

و غنيٌ عن البيان أن أسس السريالية جميعها تتناقض مع الإسلام ، فالمسلم لا يهمل الواقع أبدا ، و لا يتجاوز عقيدته و عقله ، بل ينظم غرائزه و يتحكم بها وفق المنهج الإسلامي .
بل إن السريالية تتعارض مع أبسط القيم الأخلاقية و الاجتماعية العامة لذلك لم تعمر طويلا ، فأخذت تذوب و تتلاشى تدريجيا و انفضّ عنها من أُعجب بها ، حتى لا نكاد نجد لها شواهد مهمة في عصرنا هذا .
آخر مواضيعي
 
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
المذاهب القبلية أبو عبدالرحمن الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 52 03-13-2012 12:36 PM
مواقع إسلامية بلغات متعددة alsewaidi الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 4 09-08-2007 11:31 PM
إشارات مرور .....................إسلامية أبو رامز الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 3 08-23-2007 04:37 PM
مختصر المذاهب الأربعة ABO TURKI الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 4 01-24-2007 03:27 PM
مواقع إسلامية .... تهمك بنك المعلومات الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 5 09-24-2005 03:11 AM


الساعة الآن 03:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by