من صالات التداول

[عثمان الثمالي]

من صالات التداول من صالات التداول من صالات التداول من صالات التداول من صالات التداول

صورة لإحدى الجلسات المتميزة

عبدالعزيز حمود الصعيدي
في إحدى الصالات، التي وزعت على شكل جلسات فاخرة، الديكور رائع، والكراسي كنب جلد من النوع الجيد، ويوجد في كل جلسة جهازا كمبيوتر من النوع الممتاز، وشاشتان من النوع العالي الوضوح، أيضا زودت كل جلسة بهاتفين لاسلكي، وسبب وجود جهازي كمبيوتر لكل جلسة هو أن أحدهما للأسهم العالمية والآخر للأسهم السعودية.
تذكرني هذه الجلسات بأحد مطاعم الفنادق من فئة الخمس نجوم إلى حد كبير، كل مجموعة من المتعاملين لا تزيد على خمسة، منتهى الذوق والأناقة في جلسات هذه لصالة.
وفقت بالجلوس بجانب أحد المتعاملين الذي تجاوز منتصف العقد السادس عمرا، رجل متأنق في ملبسه، رشيق في حركاته، وخفيف الظل، عندما سلمت عليه، قدم نفسه "أبو خالد" وكان في تلك اللحظة يقلب فأرة الكمبيوتر لإجراء بعض التغييرات المهمة فعلا على الشاشة التي كانت تعرض أسعار الأسهم السعودية، يجذبك للحديث معه أسلوبه المميز وإلمامه بالمصطلحات الخاصة بالأسهم، وهذا أعطاني شيئا من الإيحاء بأنني أجلس مع رجل على ثقافة عالية في مجال الأسهم واستخدام الكمبيوتر، وكان هذا جعلني أستنتج أنه مخضرم، أي من الذين عاصروا أيام الأسهم في عصر الندرة وعصر العمق الذي بدأ يزحف إلى السوق في هذه الأيام، أبو خالد رجل مخضرم لأنه يتذكر سعر سهم بنك الرياض عندما كان عند 20ألف ريال للسهم.
بدأت نقاشي معه بأن يتكرم عليّ بصورة أنشرها مع هذا الحوار، ولكنه امتنع عن ذلك، واشترط على إجراء التحقيق ونشر تجربته مع الأسهم للقارئ، بشرطين، أولهما عدم ذكر اسمه الكامل مطلقا والاكتفاء باسم "أبو خالد"، والثاني عدم نشر صورته، فالتزمت له بذلك لأنني استأنست منه خبرة ومعلومات جيدة وجديدة، خبرة إذا ما أضيفت إلى ثقافته التي ربما لا يعرفها الكثيرون ربما تثري القارئ والمتعاملين في السوق، لهذا تنازلت عن موضوع نشر اسمه وصورته نزولا عند رغبته، فالمهم هو المحتوى وليس الشكل. كان أول ما سألته، يركز على بداياته مع سوق الأسهم، فكان جوابه أنه بدأ المتاجرة في الأسهم منذ نحو 30عاما، عندما كان التخصيص لعائلة مكونة من تسعة أشخاص لا يزيد عن 3أسهم، أي أكثر من ربع سهم لكل فرد، كان ذلك زمن الندرة، ويذكر أبو خالد عندما كان سهم بنك الرياض في حدود 20ألف ريال، أنها سوق جيدة في ذلك الوقت رغم كون الحركة قليلة، فقد كانت المبايعات تتم عن طريق مكاتب الأسهم، ذكر منها مكتب الجوهر ومكتب عبد الرحمن الموسى، وكانت رسوم البيع آنذاك ريالا لكل سهم في عملية البيع أو الشراء، بصرف النظر عن سعر السهم. غدا نكمل الحديث مع أبي خالد.