رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
من السعادة أن تكون شجاعاً
من السعادة أن تكون شجاعاً من السعادة أن تكون شجاعاً من السعادة أن تكون شجاعاً من السعادة أن تكون شجاعاً من السعادة أن تكون شجاعاًمن السعادة أن تكون شجاعاً
الجمعة, 7 أغسطس 2009 د. عائض القرني الشجاعة هي قوة الانطلاق إلى الهدف؛ فبقدر شجاعتك سوف تواصل وتصل إلى مقاصدك العالية ومطالبك السامية. وأول شجاعتك أن تكون شجاعاً أمام الشيطان فلا تطيع أمره ولا تتبع سبيله ولا تستسلم له، وأن تكون شجاعاً أمام هواك؛ فتخالفه ولا تقبل نصحه ولا يغلبك على عقلك وتكون شجاعاً مع نفسك الأمارة بالسوء فتقهرها بالإيمان والفضيلة والهدى وتوطنها على تعاليم الشريعة وتكون شجاعاً أمام الباطل فلا تذعن له ولا تبسط له أكف الذل والضراعة وتكون شجاعاً مع أصدقائك فتناصحهم بهدوء وترشدهم برفق. إن شجاعتك هي وقودك الحي في طريق المجد والرفعة والسمو، وإذا لم تكن شجاعاً فلن تنال مطلوباً ولن تدرك مرغوباً؛ لأن الجبان له نفس خوارة وعزم فاشل وقلب هزيل، وعند الجبان من تصديق الشائعات والإيمان بالأراجيف والخوف من التوقعات والحذر من المستقبل المخيف ما يمنعه من الإقدام والعزم والإصرار على نيل المقصود، لقد استعاذ الرسول عليه الصلاة والسلام من الجبن لأن الجبناء أصفار ملغاة لا قيمة لها في ميزان الحقيقة، والجبناء ينتظرون المكروه قبل نزوله ويؤمنون بالفشل قبل حصوله ويكفرون بآيات النجاح ويكذبون أحاديث التفوق ويلحدون في صفات الأبطال والعظماء. إن عند الجبناء توجساً من كل شيء، من نظم القصيدة، وتعريف الكتاب، وارتجال الخطبة، وإقامة مؤسسة، وإنشاء جامعة، وافتتاح شركة، لأن عندهم حسابات خاطئة وبيانات مغلوطة من مقررات مدرسة إبليس (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء )، فهم يصدقون الشيطان في أن النجاح قد مات أهله وذهب رواده، وأن الفضيلة انقرض أبطالها وهلك محبّوها، وأن المجد قد نسخ والكرم قد أُلغي والعلم قد مُحي فلا داعي عندهم للمغامرة؛ لأنها مخاطرة بالروح ودليلهم ( وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )، هل رأيت جباناً كان قائداً أو محرراً أو مصلحاً أو مجدداً أو مكتشفاً؟ لن يكون هذا أبداً، لأن قانون النجاح يشترط شجاعة القلب وقوة الإرادة ومضاء العزيمة، والجبان لا تتوافر فيه هذه الشروط. إذاً اعزم وتقدم، واجزم ولا تحجم، واحزم ولا تغمم ولا تهمم ولا تتمتم، فطريق العزة واضح مكشوف، إنه لمن باع نفسه من الله فتصدق بنومه على النجوم ووهب راحته للكسالى وأنفق أوقاته في نيل المعالي وبذل عمره في طلب المكارم، فهو من مجد إلى مجد ومن سؤددٍ إلى سؤدد ومن علوٍ إلى علو. فصعوداً صعوداً، وبذلاً بذلاً، وعزماً عزماً، فإن الشجاعة موهبة ربانية يمنحها الله الأحزاب والرواد من عباده. وأشجع الناس الرسل عليهم السلام؛ لأنهم صاولوا الباطل وقاوموا الكفر، ونازلوا الوثنية ووقفوا للدنيا بأسرها، وحملوا الحق بقوة، وبلغوا الرسالة بعزم، ثم يليهم كل مؤمن خيِّر فاضلٍ شريف. إن الحياة حلبة صراع يفوز فيها الشجعان، أما الجبناء فلم يفكروا في النـزول أصلاً، فهم دائماً في الخلف وفي الوراء، مكانهم أسفل ومحلهم تحت (رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ )، إن الجبناء أفتوا أنفسهم بأن المنافسة حرام، وأن السباق إلى المعالي رجس من عمل الشيطان، وأن بذل الروح في طلب الفضيلة من أعمال الجاهلية، فنادِ في الجبناء إذا أردت العلياء وأحببت: (لَن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً ). |
مواقع النشر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
شمس السعادة | بَنتْ الأصَآيلْ | الــمـنـتـدى الـعـام | 3 | 07-01-2008 01:15 PM |
سر السعادة | اليزيدي | منتدى الاستراحـة | 1 | 01-25-2008 07:21 PM |
هل الكـــبيرة ... يجب أن تكون كـــبيرة .... كى تكون كــــــبيرة ؟؟؟!!! | أبو رامز | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 1 | 07-26-2007 01:36 PM |