شمس لا تذيب الجليد شمس لا تذيب الجليد شمس لا تذيب الجليد شمس لا تذيب الجليد شمس لا تذيب الجليد
salam:
لعل البعض منا يتذكر قصة ذلك الأعمى الذي جلس على رصيف يسأل الناس دون أن يلتفت إليه أحد , فمر به شاب لينظر إليه وإلى الناس الذين يمرون دون أن يأبهو بحالته تلك , وكان الشاب خبيراً في الدعاية والاعلان , فأخذ لافتة وكتب عليها ( الجو ربيعي والسماء تمطر , لكني رجل كفيف لا أستطيع أن أرى بعيني جمال الربيع ) فإذا بكل من يقرأ تلك اللافتة يضع ما تجود به نفسه في جيب ذلك الأعمى .
اليوم وفي الساعة الثالثة عصراً وبقرب إشارة مرورية حمراء , ودرجة حرارة الجو 40 , تقف إمرأة تتسول ما قد يكفيها ومن تعول من أطفال .
لا أحد يريد فتح نوافذ السيارة , فهو يستظل بظل سقف سيارة فارهة مكيفة ( كأنه في مرتفعات السودة ).
بين الحالتين تباين في المناخ وتباين في الحاجة , وتباين في التفاعل مع الموقف , الرجل الأعمى وجد قلباً تنبض فيه حرارة الحياة حمل معاناته , بينما في الثانية لم تجد المرأة الا عيناً لا تبصر وقلباً بارداً لا يرحم .
قلوب في قيلولة , وجمعيات في سبات عميق , والإشارة خضراء .