أروح لمييين

[زيد الخير]

أروح لمييين أروح لمييين أروح لمييين أروح لمييين أروح لمييين

في ذاك اليوم حضر عندي وكيل شركة سياحية من المريكان وجه كأنه قوطة من الحمار ( من الحمرة مو شي ثاني وإن كان مو بعيد عنهم بعض الأحيان ) وكان يقول أن له خبرة ومعرفة بكل الديار اللي حوالينا وغيرها من الديار البعيدة.
هذا الحمر كان لي معه زيارات لأماكن عديدة ومنقاشات في علوم كثيرة ..

ومرة من المرات قال لي : يا خبيبي ، لازم أنا أروح في جولة سياحة على بعض الديار والأماكن ..

السالفة للحين ما فيها شي ولا هي بغريبة .. لكن الغرابة كلها اجتمعت يوم قال أبي تكون الجولة هذه بواسطة النقل العريقة والقديمة ألا وهي الحمير!!!
وطلب مني أنسق له في كل ديرة ومكان مع شخص يقابله ويتعرف عليه ..
قلت له وأنا اضرب على صدري (و ياقوة ذيك الضربة ) : سمعت طال عمرك أنه في أحد المنتديات ترحب بمثل هذا الشي ، فليش ما تعرض علاهم الفكرررة ، وأكيد أنك بتحصل من يخدمك ويساعدك وانت في ديرتك!

قال لي والحمار في ازدياد : لألألأ ما يبقى كدا ..
قلت له : يابن الحلال اسمع مني تراني أعرف رجال(ن)سنايدي يبي يسدك في التعريف ومو مقصر معنا أبد .
قال : مين هادا ؟
قلت له وأنا نافخ صدري يعني انني عندي معارف : المشرف العام على منتدى كنفيورد ثمالة . سعادة المدير (أبو عبدالرحمن )
المريكاني زادات نسبة الحمار في خشته وانفجع وبغى يموت لما سمع اسم المشرف العام وقال : مابقى مابقى
قلت له : ايش كلام ؟ ايش مابقى ؟!
قال : لأ لأ لأ هدا نفر لأ
قلت له : ليش طيب وش السبب ؟
قال : نهي نهي ، وأشار بيده أن لا تحاول معي وبس!!!
قلت في نفسي : هبا هبا يا أبو عبدالرحمن إثرك منت هين اثاريك مرعب الربع ومخوفهم ، الله يستر بس لا يطلعون اسمك في نشرة الأخبار للتحذير من تسونامي جديد .

المهم طيبت خاطر المحمر وقلت له : ولا يهمك عندي معارف واجد ولزومن نلقى من يسد ويقوم بالمهمة ..
وقعدت أفكر وأفكر وأفكر لين طرى على بالي أعلام العرب وأصحاب الكرم والرحب
قلت له : اسمع ..
وش رايك في واحد عندي يقاله الشيخ منقاش ، وهو رجال قوي وما ينحاش ،
لفى علينا من ديار الجنوب ، يحب السفر والتطعيس بالجيوب ..
قال : ومين في كمااان ؟
قلت له :
وفيه بعد عندي ملخبط السائل والجماد ، حبيب قلبي فؤاد ،
جانا من ديار الغربية ، بلا جواز ولا هوية ..
قال : اممممممممم ، وايس فيه كمااان ؟
قلت : وفيه مخاوي منقاش ، يحب الليل زي الخفااش ،
من ديار الشمال ، يالله الكمال ..

فرح المريكاني وقال : زروري ( ضروري يعني ) حدد مكان اجتماع سوا سوا ( مو موبايلي ) عشان أنا فيه شووف ايس فيه همار ( حمار ) كويس مية مية
قلت : تم ..

لا أطول عليكم

وحل وقت الاجتماع المحدد ..

أول من جانا المخاوي ولما شافه المريكاني انفجع منه ومن حميره وجاه شي - الله لا يبلانا - الخوف والرعب
قال : لألألأ هذا ما يصلح هذ وحش ، هذا نفر كله يخوف جيب نفر ثاني
طالعت في مخاوي منقاش بنص عين وقلت له : هيا ارجع ديرتك ما لك من الحظ نصيب

وثاني من جانا الشيخ منقاش وليته ما جاء هو ولا حميره .. جونا كأنهم صاحين من النوم قبل شوي لا اهتمام باللبس ولا بالنظافة لا بالريحة ، الله يستر بس .. طبعا المريكاني جاته كتمة وحس باختناق وما قدر حتى يقرب منهم
عاد أنا خذتها من قاصرها وقلت : يا منقاش خذ اللي جبته معاك وعود ديرتك مالك نصيب .

الثالث اللي جانا هو فؤاد وياعيني على فؤاد ، جاء و بكل شياكة ونظافة وانتكة وريحة حلووة ومسكتة ، كلهم نفس الشي مافي فرق بينهم ، حتى الحمير كانت آخر استايل حتى الحنا ما نسيوه وكمان حاطين البرادع المطرزة والملونة شيء صراحة يفتح النفس
لكن المريكاني ما عجبه شي ولا ناسبه هذا الوضع
عشان كذا رجع فؤاد وهو يبكي - ياقلبي عليك يا فؤاد -


وقبل أن يتفرق الاجتماع دق جوال المريكاني ورد عليه وصار المريكاني مثل المهبول يصيح من الفرح ويقهقه ويتمايل طربا . حتى قلت : وش فيه ليكون سكران باللاسلكي ؟!
قفل الخط وقلت له : ايش فيه عسى ما شر ؟ قال : ما شر أبشرك زميلي نجح في مهمته وحصل الحمير المناسبة والزينة ويقول تراها من الشرقية ويمدحون الحمير الحساوية
قلت في بالي : ايه هذي الحمير الصح اللي تبونها حسبي الله عليكم
وخرج من عندي وهو يغني : اروح لمين ؟ لمين أروح ؟