ولد غريره في ضيافة منقاش / الحلقه الأولى

[منقاش]

ولد غريره في ضيافة منقاش / الحلقه الأولى ولد غريره في ضيافة منقاش / الحلقه الأولى ولد غريره في ضيافة منقاش / الحلقه الأولى ولد غريره في ضيافة منقاش / الحلقه الأولى ولد غريره في ضيافة منقاش / الحلقه الأولى

في هاك العصريه من العام الماضي كنت على حماري أردد في الانشاد والقوافي واحيان أعرط ركبي وسيقاني من مشريه تاخذ وتلقاني وتهرشني هرش , ويوم أقتربت من مسجد الجماعه في الديره الا وانا أسمع هاك اللجبه والعلمه اللي تجيني من ناحية المسجد ظنيتها في البدايه طلبه بين الجماعه .
وأعود أوقف واربط حماري وادخل المسجد ألا وانا على الفقيه يحدث في الجماعه عن الحج . يوم شفت الجماعه ما عندهم فتنه ولا نشايب كما خبري فيهم وأنا أرجع في قفايه وانسحب لكن راعي السواني تلحقني من قريب وجرني بطرف ثوبي وقال أنثبر واجلس يا منقاش لعل الرحمه تغشاك مع المسلمين.
جلست واصغيت سمعي للفقيه مع المنصتين وسمعته يحث الحاضرين ويقول يا مسلمين الموت في الرقاب والله في المرقاب وانتم ما تدرون من منكم يعيش حتى يدرك العام القادم , يا ناس كل من يمتلك الزاد والراحله يغتنم الفرصه ويحج الفرض , ثم قال كلام ثاني عن الموت والآخره أرعبني وادخل الخوف في قلبي وطمعني في مغفرة ربي ورحمته.
قمت من مقعدي خاشع وتهاديت في مشيي حتى دنيت على مهلي من الفقيه وجثيت على ركبي قدامه وقلت : يا فقيه أنا كنت في غفله واليوم دوبي فقت وصحيت وانجلت الغشاوه عن بصيرتي ونويت أحج بعد سمعت كلامك , وابغيك عساني فداك تزيدني نصايح وليتك تقللها حتى ما أضيعها كلها .
رد عليه الفقيه وقال : يا منقاش ربك سبحانه وسعت رحمته كل شي وأخذه أليم شديد , وربك سبحانه طيب ولا يقبل الا طيب , وأول الطيب أنك تطيب مالك وتخرج منه كل الحرام ولا تستبقي ألا الحلال الزلال حتى تحج منه .
يا منقاش ربك ما هو غافل عن اللي ما يخرجون زكاة أموالهم أمثالك حتى أجهوا عنا بالقطر , ولا هو غافل عن حقوق الولايا اللي أنحرموا من ميراثهم في الجبل والوادي واكل حقوقهم أمثالك من ضرس على الثاني .
يا منقاش الزراع وانت أولهم غشيتم العباد في خضركم وفواكهكم اللي تجلبونها للأسواق يوم أنكم توجهونها بالزين وتخفون الردي في أسفلها . وآخر علومك اللي ما ترضي ربك يوم أعطيت دراهمك لأبو أمجد الحرامي اللي شغلها لك في سوق الأسهم حلالها وحرامها ومشبوهها.
يا منقاش وقف زلع وبلع الحرام , وقبل تروح الحج توب من القلب النصوح واستغفر الله ورد المظالم على أهلها وصفي مالك من الحرام ثم حج من صافي الحلال , ولا تاكل الا حلال حتى تنفتح بيبان السما لدعاك .
رديت عليه وقلت : أنا ما سعلتك الا عن الحج ,, وبعدين ويش مدخلك بين عبد وربه وبيني وبين الورثه ؟؟, وليش الحسد يوم تدز خشمك في قروشي ورزق ورعاني ؟, والا ودك تشمت بي وتشمت عليه الحاضرين بعد سمعت أن قريشاتي المهياه ما لحقها خير بعد أخذها مني سويد الوجه أبو أمجد وشغلها كما زعم في الأسهم ولا رد عليه ألا خمسها ويزيد يمن جريمته ويقول : مبروك عليك يا منقاش , أحمد ربك بعد عود عليك بعض حقك ولا راح عليك الحمار ببردعته كما راح على غيرك .
ثم قمت متغضب تسمع طلايبي من أبعد مكان,وقفيت وانا أقول ما دام أن الحج على المستطيعين أنا ماني من أهل الأستطاعه حتى القى الحلال اللي أحج منه .
صرفت النظر عن الحج ونسيت سالفته أشهر حتى لاقاني مفتي الأستراحه المخلوع (طيب الذكر اللي يسمونه مخاوي منقاش) وعلمت له بعلومي مع فقيه الديره .
رد عليه وقال : يا منقاش ما عليك من فتاوى المكفراتيه , حج وترى الحج عرفه لا غير , والدين يسر ما هو عسر , يعني حج ووقف مع الناس في عرفه وقبل الغروب أنحش معود ولا تبيت ألا عند عيالك وما جاك عليه ,, بس أياك تسعل أحد غيري يشككك في الفتاوي الصحيحه ويخرب عليك نيتك الطيبه .
ما عليكم من طوالها ,, أخذت فتوى المخاوي وقلت خلي بينك وبين النار مفتي ,, نزلت من الطايف صباح يوم الوقفه وقضيت نهاري في عرفه من مخيم للثاني أتمشى بين الحجاج واسولف معهم وأتعلم أهل اليمن والشام واللي جايين من سد البحور , أتعلمهم عن ديارهم وكلاها وحال أهلها وحلالها وطبوع قبايلها . وكان من بين اللي قابلتهم وتعلمتهم رجال من قبايل خماجات الأسبان أسمه كونزاله غريره .
يقول ولد غريره في علومه أنه كان مستمسح (مسيحي) حتى قرى كتاب عن دين ثماله (الأسلام) وعرف منه الحق من الباطل واهتدى وأسلم , ويذكر أن عنده أوراق قديمه (مخطوطات) ورثها عن أجداده كابرا عن كابر تثبت أن أجداده من بني الأصفر أسلموا يوم كان العرب يحكمون الأندلس , وبعد طرد بني الأصفر للعرب أجبروا كل من بقي من المسلمين خماجات وعرب وبربر على الأستمساح وترك دين ثماله (الأسلام) وكان منهم أجداد ولد غريره .
رديت عليه وقلت : يا ولد علومك عجيبه وغريبه ومراميها بعيده ويبغي لها سعه من الوقت ومكان غير هذا , وانت أجنبي ولك واجب وليتك تسير علينا في الطايف وبلاد ثماله حتى نعلمك الدين الصحيح ,, وتراك محمول مزمول في ضيافة منقاش من يوم تنقل رجلك من مكه حتى تعود لها , قل تم يا ولد حياة غريره ..
رد عليه وقال : تم , لكن أنا ما يسمحون لي أخرج عن مكه والمدينه وجده .. رديت عليه وقلت : لا تحمل هم , عندي لك من يهربك حتى تصل عندي حتى لو كان معك مية رجال .. رد عليه بنقده وقال : لالالا , عيب وحرام يا منقاش ,, أنا أرجع لبلدي واراجع جماعتكم في السفاره واجيك بتاشيرة زياره .
تفرقنا على هالأساس , وفهمته أذا جاء للطايف يسعل عن العمده مروق المنقه وهو معروف ومشهور عند أهل الحواير ويعرف منقاش ويبي يدله عليه .
وبعد وقفت مع الحجاج وصليت الظهر والعصر جمع في عرفه تعجلت ونحشت معود للطايف , وقبل غروب شمس نهار الوقفه بساعه وانا في الطايف عند العمده مروق المنقه في تكيته اللي على باب بيته , ولقيت عنده المشاكس والمفتي (مخاوي منقاش) ياكلون فصفص ويدخنون أكرمكم الله شيشه ويلعبون ضومنه ويهمزون ويلمزون ويغتابون في خلق الله وياكلون في لحومهم .
هنوني بالحج ثم علمت لهم بعلومي من يوم مشيت حتى عودت وقلت : تكفى يا عمده , أنت تعرف بيتي بعيد ولا يجمل وابغي أجيب ضيفي (ولد حياة غريره) عندك .
رد عليه العمده بضحكة مسخره وقال : هيا بلاشي بكش من حق البدو , والله حلوه يا واد منقاش , هدا اللي باقي علينا أنته تعزم والعمده يضيف ,, قوم قوم وريني مقفاك لا توجبني أتناول الشون واحطها متن أكتافك واعطيك درس كما اللي أخذه قبلك المروح المشاكس حتى هلل وعرف أن الله حق .
ويوم شفتها حمضت لميت ثيابي وأهميت أترك الهابي ألا ومرة العمده تنادينا من ورا الشباك وتقول : أترككك يا منقاش من كلام العمده اللي ما يحل ولا يربط ,, أذا جاك ضيفك جيبه للبيت ,, الله يحيك أنت واياه واللي يجي معكم , ولا تشره على العمده تراه قلبه أبيض ولسانه زفر ولا هو على بعضه من الخوف بعد سرى عليه ليل أقشر البارحه وأديته قتله وتوطيت في بطنه .
الى هنه أنتهت الحلقه الأولى ,, خلوكم مع الشيخ منقاش في الحلقه المقبله حتى يعلم لكم بباقي السالفه مع ولد غريره , وسلامتكم …