مجلة الفرقان في الدكتور يحيى الثمالي

[الغالي للصم]

مجلة الفرقان في الدكتور يحيى الثمالي مجلة الفرقان في الدكتور يحيى الثمالي مجلة الفرقان في الدكتور يحيى الثمالي مجلة الفرقان في الدكتور يحيى الثمالي مجلة الفرقان في الدكتور يحيى الثمالي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتب وإصدارات
إعداد عبدالقادر علي ورسمة
كتب وإصدارات

إعداد عبدالقادر علي ورسمة

جبل إلال بعرفات تحقيقات تاريخية شرعية

تأليف : فضيلة الشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد رحمة الله

هذا الكتاب يعد من أوائل الكتب التي خصصت للحديث عن جبل عرفات، وتحديد موقعه ووصف معالمه، كما أن الكتاب يتناول حقيقة اسم الجبل ومتى بدأ إطلاق >جبل الرحمة< عليه، ولذلك يقول المؤلف حفظه الله: ولم أر من أفراد الكتابة عن >جبل إلال بعرفات< والذي اشتهر بعد باسم >جبل الرحمة< مع ما للكتابة عنه من أهمية لا تخفى، لما علق في قلوب العامة من البدع والضلالات والخرافات... بعد انقراض القرون المفضلات، والعامة لفظ مأخوذ من العمى، فلابد من دلالة عامة المسلمين على الهدي ومجانبة ما يضرهم في الآخرة والألى.

- وينقسم الكتاب إلى خمسة مباحث، وفي المبحث الأول يتناول بيان صفة جبل إلال، وتعيين موقعه، وذرعه، والمعالم الباقية لما أحدث فيه.

وتحت هذا المبحث استطاع المؤلف توضيح معالم عرفات وموقع الجبل فيها بطريقة سلسة وسهلة حيث يقول: عرفات بسيط من الأرض فسيح مدكوك بالرمل الأسفع الدمث، وهي من مشاعر الحج، واقعة في الحل خارج حدود الحرم معلومة الحدود بسلاسل الجبال شرقاً، وأنصاب مبنية من جهاتها الثلاث الأخرى، وتقع عن مكة شرقاً وبينهما نحو عشرين كيلا، ويقع في شرقيها جبل إلال، وهو جبل معروف عينا بالتوارث، كما تعرف عرفات وبقية المشاعر بالتناقل والتوارث بين المسلمين جيلاً بعد جيل، لا سيما والحج منذ فرضه الله تعالى على المسلمين لم ينقطع ولا عاماً واحداً، كما حقق ذلك المؤرخون ومعلوم أن النقل بالتوارث من طرق الإثبات كما بينه العلماء.

ويقول أيضاً: وإنه في صيف هذا العام، الذي أقيد فيه هذه الأحرف عن -جبل إلال- سافرت من الطائف إلى عرفات، ومعي الشيخ يحيى ابن عبدالله الثمالي، وذلك في فجر يوم السبت 71/4/7141هـ، وبالحضور والمشاهدة، والتأمل والمعاينة لهذا الجبل: -جبل إلال- أقيد الآتي: عند صفته، وموقعه، وذرعه، وماذا عليه من بناء ونحوه.

أما صفته: فهو جبل صغير لاطئ متطامن بالنسبة لما يحتضنه من الجبال الشامخة شرقاً، ويتكون من حجارة صلدة كبيرة، متقطعة متراكم بعضها على بعض، ليس جبلاً صلداً أصم ولا دقاقِاً هشاً، وبهذا تعلم غلط بعض من وصفه من المتقدمين بأنه جبل صغير من رمل، ثم يصف الجبال القريبة لجبل إلال، وارتفاعه طولاً وعرضاً ومن جهاته الأربع، ووصف أيضاً الإضافات التي أضيفت على الجبل كالأدراج، والشاخص المبني على رأس الجبل، ومجرى الماء الذي في علو سفح الجبل الجنوبي، والسور المبني بعد سطح المجرى، والصهاريج والحياض، والمصطبة التي توجد على يمين الصاعد في الجبل، وغير ذلك من الأشياء.

- أما في المبحث الثاني المتعلق بأسماء الجبل فيقول: هذا الجبل لم يأت له ذكر قط في السنة المشرفة، وبالتتبع حصل أن اسمه الذي سمته به العرب هو -ألال- على وزن -سحاب- وعليه الأكثر أو على وزن -هلال- كما في كثير من أخبار العرب وأشعارها، ويضيف قائلاً: وأقدم نص وقفت عليه في ذكره باسم -جبل الرحمة- هو في رحلة ناصر حسرو المتوفى 444هـ، المسماة >سفرنامة< ثم هو منتشر بعد في كتب الفقهاء والعلماء من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم.

- وفي خلاصة مبحث الأسماء يؤكد المؤلف أنه لا يثبت لهذا الجيل إلا اسمان هما -جبل إلال- وهو المعروف في لسان العرب شعراً ونثراً، و-جبل عرفة- وهو مروي عن ابن عباس - رضي الله عنه - وأن استعمال الفقهاء دائر بين هذين الاسمين -جبل عرفات- و-جبل الرحمة- وأن هذا الاسم: -جبل الرحمة- من جنس تعبيرهم عن -الحجر- من البيت باسم -حجر إسماعيل- بدعوى أن إسماعيل - عليه السلام - دفن فيه، وهو غلط لا تسنده رواية صحيحة البتة، وتسميتهم: ميقات -ذي الحليفة- باسم -أبيار علي- بدعوى أن عليا - رضي الله عنه - قاتله الجن فيها، وعلي - رضي الله عنه - أكرم على الله من أن يقاتله الجن، وتسمية الجبل الشاهد لمسجد الحنيف باسم -مجر الكبش- أي كبش الفداء للذبيح إسماعيل - عليه السلام - وهو غلط لا تسنده رواية صحيحة، وهكذا، والمتعين هو إرجاع الشيء إلى أصله وتسميته باسمه، لا سيما فيما يتعلق بمواضع النسك والتعبد، فلنقل -جبل إلال- أو -جبل عرفة- ويزيد الأمر هنا أن هذا الاسم المستحدث -جبل الرحمة- فيه مزيد إغراء لجهلة الحجيج بقصد الذهاب إليه، والوقوف عليه مما يحصل منه إضرار جسيم، وتعبد بما لم يشرع.

- وفي المبحث الثالث: يتناول موضوع عدم تعلق هذا الجبل بالعبادة وعدم ورود الروايات فيه، وقد جاء تحت عنوان: في أنه لا ذكر لجبل إلال في الرواية ولا يتعلق به نسك يخصه، ثم يقول: وقد نص غير واحد من العلماء أهل الاستقراء، على أنه لا يثبت في خصوص هذا الجبل شيء، ولا فضيلة له تخصه بل هو كسائر أرض عرفة، ولا نسك يشرع في الرقي عليه.

- أما المبحث الرابع فقد جاء تحت عنوان: في تعيين موقف النبيصلى الله عليه وسلم في عرفة وحكمه للناسكين بالحج.

وفي تعيين موقف النبي صلى الله عليه وسلم يقول: صارت الخلاصة عندي حسب المعاينة والمشاهدة حالياً كالآتي: إذا أتى الآتي من غرب عرفة شرقاً يجعل جبل إلال عن يساره ثم يستمر في المسير حتى يعلو قليلاً على نشز أو عرق أو ضرس من حجارة مدحوًّ بالرمل هو -النابت-، وهو متصل في ذيل جبل إلال بركنه الجنوبي الشرقي، وهذا النشز ممتد من الشمال إلى الجنوب بنحو خمسمئة متر حتى يتصل بجبل صغير لاطئ كاللسان، فإذا جعلت وجهك للقبلة غربا صار ذيل جبل إلال عن يمينك والصخرات مفترشة في ذيله أمامك، وترى أمامها حبل المشاة -جماعتهم وطريقهم- وجبل النبيعة عن يسارك لاطئ كاللسان، وجبل النبعة خلف كتفك الأيمن مرتفع كالسنان، وهو منحدر من -جبل سعد- أعلى قمة تشاهدها في الجبال المحيطة بعرفة شرقاً.

- أما المبحث الخامس فيتحدث عن أنواع ما أحدث في جبل إلال والموقف من الأبنية، والأقوال والأفعال، وتاريخها، وهي كثيرة لا نستطع حصرها في هذه العجالة، ويمكن مراجعتها في الكتاب.

- وخلاصة القول فإن الكتاب مع صغر حجمه يعد من أهم الكتب التي تناولت وصف جبل عرفة، حيث إنه استطاع توضيح كل ما جاء في هذا الجبل من أوصاف وأسماء كما استطاع وصف موقف النبي صلى الله عليه وسلم في حجته ليعرف الجميع أن صعود الجبل لم يرد فيه أية خصوصية ولا فضيلة، وأن كل ما تفعله العامة من التزاحم في صعود الجبل وغير ذلك من الأمور المبتدعة التي ابتلي بها المسلمون في القرون المتأخرة لا سيما وأنها تسبب لهؤلاء الحجاج مصاعب جمة تصل في بعض الأحيان إلى إزهاق الأرواح، وهذا كله مخالف للشريعة الإسلامية وسماحتها، وعليه فإن هذه العجالة لا تغني عن قراءة الكتاب ولاستمتاع بأسلوب المؤلف الممتع.

- ويقع الكتاب في 08 صفحة، وهو من إصدارات دار العاصمة للنشر والتوزيع بالرياض.