لا يا فلوس الفلس /الحلقه الثالثه .

[منقاش]

لا يا فلوس الفلس /الحلقه الثالثه . لا يا فلوس الفلس /الحلقه الثالثه . لا يا فلوس الفلس /الحلقه الثالثه . لا يا فلوس الفلس /الحلقه الثالثه . لا يا فلوس الفلس /الحلقه الثالثه .

ما فيه داعي أني أذكركم بالتروس اللي راحت لكني لكم من الناصحين أن اللي ما ذاكرها يرجع يقراها حتى يفهم هذا الدرس ..
المهم , جاني على الموعد ولد حياة شلوموا ولقيني جالس تحت هاك الوغيفه أهنهن ببعض الأنشاد , ورد عليه وقال : شالوم عليخم ورديت عليخم شالوم , بعدها أبتدا الدرس وقال :
الله الله يا منقاش ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع , راحت أيامكم يا عربوش يوم كان لكم صنه ورنه وتحترمكم الأمم ويهابكم العدو والصديق والقاصي والداني , واليوم الله يرحم حالكم , لكن صحيح أن النار ما تعقب الا رماده والأيام دول يوم لكم ويوم عليكم .
كنت أقاطعه واقول على رسلك يبن شلومو , هذاك عز عزيناه يوم تمسكنا بديننا واعتصمنا بحبل الله ولا تفرقنا , وهذا ذل ذليناه يوم تبعناكم ودخلنا جحر الضب وراكم ,, ومن فضلك خليك في حدود الدرس وبطلك من الصهينه واترك عنك الشماته لا توجبني هالحين أثور عليك ثوره يعربيه واتصهين عليك صهينه ما هي صهينتك .
ويوم تفحططت ورفعت صوتي عليه وشافني أتحنبط مثل البنه في المحماس عرف أنها حمضت عند ابو نقشه وانها وصلت معي مرابط الحمير , عود يهديني وياخذ بخاطري , والله لا يلومه بعد شاف الجد وشافني أحتزمت بصمادتي (عمامتي) واكتشحت أطراف ثيابي ناوي ادخلها في سروالي أستعداد للمسكه المخلبيه والمعركه المصيريه .
بعدها أخذ بخاطري وهداني وقال : أسمع يا منقاش , الناس أول ما تاجرت ابتاعت واشترت بالمقايضه اللي تعرفها ولا فيه داعي أعيد شرحها لك , يعني كما يوم تقولون أن أهل الطايف كانوا يقايضون جماعة المخاوي في حايل عروس الجنوب ويعطونهم الزبيب (ثمار العنب والخوخ والتين والمشمش المجففه) مقابل التمر,,, ولعلمك المقايضه ما أنتهت 100% الى اليوم وموجوده حتى ساعتك لكن محصوره في تجمعات بعض المتخلفين المعزولين في المناطق البعيده عن الحضارات واللي نادر تسمع عنها وعنهم في المجتمعات المتحضره .
ثم مر زمن وازمان وأكتشف الناس أن المقايضه ماهي عمليه ولا تستوعب التبادل التجاري الواسع , وكان لا بد من البحث عن سلعه مقبوله ومطلوبه عند سواد الناس حتى اهتدوا للحبوب (القمح) وقايضوا بها جميع السلع , لكن ثبت بالتجربه أن الحبوب ربع الحل للمشكله ولا تحلها كلها , لأجل كذه زادوا بحثوا من جديد عن حل جديد حتى أهتدوا لسلعه كانت حل مرضى للجميع حكام ومحكومين , سلعه نفيسه ومثاليه للمقايضه لأن من صفاتها أنها عمليه وسهلة الحمل والنقل والتخزين وصلاحيتها دايمه ما تتلف والثقه فيها كامله وتحمل قيمتها متنها مهما طال عليها الزمان.
وهنه مربط الفرس ومدفن الكلب , هنه يا منقاش جاء دورنا ياليهود لأننا يومها تجار العالم القديم وعندنا بالممارسه الخبره بمختلف السلع ونعرف تنوعها وتنوع أذواق الزباين غنيهم وفقيرهم , ونعرف الأسواق وويش كانت تطلب وويش كانت ترفض في كل أنحاء العالم ..
وجاء دورنا لأن واحده من حرفنا كما فهمتك في الدروس اللي راحت كانت في أثمن الثمين (صياغة الحلي , الذهب والفضه والمجوهرات) ووقع أختيارنا على الذهب في الدرجه الأولى والفضه في الدرجه العاشره حتى تكون سلعه عامه يقايض بها الناس جميع السلع .
وحتى تكون المبادلات التجاريه مرنه وعمليه سكينا بموازين متفاوته عملة الذهب والفضه اللي حلت بالتدريج محل المقايضه وحطينا عليها أسامي حكام البلاد اللي عشنا فيها حتى نكسب ودهم ونفتك من شرهم (يعني السمعه كانت لهم والفايده والأداره كانت لنا) .
ومن يومها أفتتحنا مهنتين جديده أحتكرنا أسرارها , الأوله مهنة سك العمله والثانيه مهنة الصرافه نبدل فيها عملة الذهب بالفضه والفضه بالذهب ونبدل عملة الذهب والفضه اللي كبيره في وزنها وقيمتها بعملات الذهب والفضه اللي أصغر منها .
وهذا التبادل في عمله الذهب والفضه كنا ناخذ عليه نسبة مكسب حتى أصبحنا في بيع وتبادل العملات مثل المنشار اللي ياكل في الخشب رايح جاي , وبقيت الصرافه اللي تحولت اليوم الى بنوك حكر علينا في حواضر العالم الكبيره ولا تركنا منها لباقي الناس حتى ينوبون عنا فيها الا الفتات في اطراف الديار وحواشي البلدان , وكنا نحنا الممولين والموجهين لهم والمستفيدين بالشراكه معهم.
قاطعته وقلت : يبن شلومو لا تنسى , تراك وعدتني المره الفايته أنك تعلمني في هالدرس ليش الناس تولعت بالذهب من سالف الأزمان الى اليوم واصبح مرجع وكافل ومستودع ومعيار لكل الثروات مع أنه لا يوكل ولا يشرب ولا يركب ولا يسكن ؟ , رد عليه وقال : طبعكم يالعرب عجلين وملاقيف , أنت وراك ما تركد والجواب جايك كما وعدتك ,, لكن طالما أنك سعلت خذ الجواب من هالحين وفكني من دوختك .
نعم الذهب لا يكسي ولا يروي ولا يشبع ولا يركب ولا يسكن ولا يعالج من مرض (ماله فايده) ولا جاء له حاجه عمليه الا قريب في مجال الصناعه قبل حوالي عشرات السنين بعد ثبت أنه أفضل موصل للكهرباء , يعني الذهب ما كان منه فايده يوم حطوه معيار وكافل لكل الثروات وكان ترف لا غير.. معقول ؟؟,, نعم معقول لأن فيه سر بسببه أصبح الذهب ثمين ويثمنون به كل الأشياء .
يا منقاش , قبل ألوف السنين ملوك ألأمم الوثنيه أفتتنوا بالشمس في قبة السما وعبدوها على الأرض من دون الله , ويوم أكتشفوا الذهب معهم على الأرض وجدوا فيه الندره والجمال والجاذبيه وبدا لهم من لونه وبريقه شبيه الشمس (آلهتهم) , وبعضهم سماه معدن الآلهه وتولعوا وتباركوا به وزينوا به تيجانهم وصولجانهم .
ومثلك يعرف يا منقاش أن الناس على دين ملوكها وتبغي تزين أنفسها بالذهب وتقتنيه تقليد على عماها لسادتها , لكن هيهات هيهات , هذي أمنيه لأن الذهب نفيس ونادر وكل نفيس ونادر مرغوب وغالي , وهذي اولى مراحل الأفتتان بالذهب , وبالمناسبه لا تنسى قصتنا يا بني أسرائيل وعجلنا الذهبي وعبادتنا له وانبياءنا بعد أحياء وعايشين بيننا .
وزاد من أفتتان الناس بالذهب أستحالة تزيفه , وخلوده على حالته الأصليه ( ما يصدي ولا تؤثر فيه العوامل الجويه) , ومرونته وطواعيته اللي ما يشابهه فيها اي معدن ثاني , يعني أنه لين ناعم وقابل للسحب والطرق والتصميم , فمثلا يقدر الصنايعي المحترف يسحب خيط من الذهب طوله مية كيلو متر من 29 تسعه وعشرين قرام ذهب فقط ويقدر يطرقه حتى يسوي منه لوح لا تكاد ترى حافته العين المجرده من رهافة سمكه المتناهي في الصغر .
وحتى لا تملون علومي نتوقف عند سمك الذهب المتناهي في الصغر ,, تابعوا معي الحلقه الجايه حتى تعرفون كيف أستمرت لعبة العملات , وكيف تحول الناس فيما بعد من عملة الذهب لعملة الورق بكفالة الذهب وادارة الصهاينه , وكيف أن الكفيل (الذهب) ترك المكفول (الورق) ونهب بني صهيون في لعبه من لعب العملات في ظرف ساعات ثروات دول كثيره جهارا نهارا وعيني عينك أيام نكسن الناكس , واللي ما رضي قالوا له أشرب من البحر , ومثلهم يقدر يقولها لأن سلطات المال تحكم من ورا الستار كل السلطات وتلوي ذراع اللي ما يسكت ويصبر على الغبن ويسمع ويطيع , وسلامتكم . .
.................................................. .................................................. ......................................
جبل الذهب

.................................................. .................................................. .................................