التتحليل الفني للسوق السعودي في اسبوع

[صقر قريش]

التتحليل الفني للسوق السعودي في اسبوع التتحليل الفني للسوق السعودي في اسبوع التتحليل الفني للسوق السعودي في اسبوع التتحليل الفني للسوق السعودي في اسبوع التتحليل الفني للسوق السعودي في اسبوع

التحليل الفني للأسهم السعودية
السوق يفشل في الصعود ويبقى حبيساً دون مستوى 5000 نقطة .. والمُتداولون بانتظار نتائج الشركات

مشهور الحارثي
لا يزال مؤشر السوق يسير في نطاق أفقي منذ نهاية كانون الأول (ديسمبر) أي قبل إجازة عيد الأضحى وكنت أتوقع أن يُُسهم إعلان الميزانية العامة للدولة في دفع السوق خاصة بعد الأرقام المُتفائلة فيها، بل حتى المؤشرات الفنية كانت تُرجح فكرة الصعود لمؤشر السوق على الأجل القصير والمُتوسط ولكن لا يزال العائق الواضح والجليّ فنياً هو انخفاض حجم التداول ولن يرتفع حجم التداول إلا إذا كان هناك مُحفز قوي في نظر المُتداولين.
مع أن مؤشر السوق سار في مسار أفقي إلا أنه فقد 4.8 في المائة هذا الأسبوع وسجلت جميع قطاعات السوق هبوطاً ما عدا قطاع التأمين الذي انفردّ وارتفع بنسبة 6.3 في المائة إذ يكفيه ما بلغه من هبوط، لكن عشرة قطاعات من التي هبطت كان هبوطها أقل من هبوط مؤشر السوق بينما كان الأكثر هبوطاً في السوق هو قطاع الصناعات البتروكيماوية وقطاع البناء بنسبة تجاوزت 7.6 في المائة.

أداء مؤشر السوق وقطاعاته حتى إغلاق 24 كانون الأول (ديسمبر)

احتقان التداول

السوق أصابه الاحتقان في حركته والمُتداولون أصابهم برود وسكون مماثل حتى عملية اختراق مؤشر السوق للمتجه الهابط التي تمت في منتصف كانون الأول (ديسمبر) تمت ببرود غريب كما هو مُبين في شكل (1) وكان التفسير وقتها هو أن المُتداولين يترقبون إعلان الميزانية العامة للدولة، وهاهي الميزانية قد أُعلنت ولم يتفاعل السوق معها بالشكل المطلوب بل سجل السوق في الأيام الثلاثة الأخيرة من هذا الأسبوع انخفاضاً مُتتابعاً.

لا أملك تفسيراً إلا أن المُتداولين يترقبون خبراً إيجابياً أكثر من إعلان خبر الميزانية فهم يترقبون أيضاً نتائج الشركات السنوية التي يتداولون أسهمها، وأما إعلان الميزانية العامة للدولة بالنسبة لهم ما هو إلا تأكيد على قوة الاقتصاد السعودي وقدرته على عبور نفق عام 2009 بجسارة، ولكن خبر الميزانية لا يعني بالضرورة قدرة الشركات المُدرجة في سوق الأسهم على النمو خلال المرحلة الحالية وحتى يطمئن المُتداولون والمُستثمرون فهم يحتاجون أكثر إلى الانتظار حتى يبزغ فجر نتائج الشركات السنوية وتتضح الرؤية، فمن يجرؤ على ضخ أمواله صغرت أم كبرت في سوق لم تتضح اتجاهاته بعد ويلفها ثوب الغموض مهما كانت الأسعار مُنخفضة جداً، لقد رأى المُتداول ما يكفيه من أحداث ليعرف أن الأسعار لا تُتقن سوى لغة الهبوط.

كبار الأسهم

ذكرت في تحليل الأسبوع الماضي أنني أميل منذ بداية التداول بعد عيد الأضحى إلى صعود السوق لقرب حدوث اختراق مؤشر السوق للمُتجه الهابط، وحدث بالفعل هذا الاختراق ولكنه حدث ببرود، وكذلك أكدّ فكرة الصعود حدوث تقاطعات إيجابية بين متوسطات الحركة وقد حدثت بالفعل ولكن لا يزال نمط السوق هادئا جداً وعندها ربطت الارتفاع بحدوث ارتفاع في سهم "الراجحي" فقلت "قد نرى بعض التراجع أو الهدوء في حركة السوق ما لم نر تحركا إيجابيا من سهم الراجحي"، ولكن سهم "الراجحي" تراجع 4.2 في المائة هذا الأسبوع.
ربطت الصعود بارتفاع سهم "الراجحي" لأنه سهم مؤثر في مؤشر السوق وكان قريب من إحداث اختراق في اتجاهه الهابط وأقرب للصعود، ولكنه لم يفعلها وأُجهض الهبوط بل إن سهم "الراجحي" هبط دون متوسط حركة عشرة أيام، ولم أكن أُعول على سهم "سابك" بشيء بعد أن فشل في تجاوز سعر 60 ريالا في الأسبوع الماضي.
سنبدأ تحليلنا بطريقة مختلفة ونفحص بعض الأسهم المؤثرة في مؤشر السوق مثل سهم "سابك" على الرسم البياني اليومي فنرى أن مؤشر Parabolic SAR أعطى إشارة خروج من سهم "سابك" يوم الأربعاء الماضي التي قد تجد بعض الدعم وتكتفي بالهبوط عند مستوى 50 ريالا، كما أن السهم أصبح تحت متوسط حركة عشرة أيام البسيط الذي أطبق عليه وأصبح تحته بقليل متوسط 20 يوما وأصبح مجال تحرك سهم "سابك" ضيقاً جداً إن تفاءلنا ويقع بين 56 و52 ريالا.
سهم "الراجحي" ذو الحصة الأكبر في التأثير في مؤشر السوق لم يتمكن من اختراق المُتجه الهابط وأغلق تحت متوسط حركة عشرة أيام يوم السبت الماضي مما أربك كثيراً كل التفاؤل، وما زلت أقول إن لم نر من سهم "الراجحي" ارتفاعاً في الأسبوع المقبل فوق مستوى 58 ريالا فلن يكون ارتفاع مؤشر السوق قوياً.

نوايا الهبوط

نحتاج إلى إعادة ترتيب الأوراق على الرسم البياني اليومي لمؤشر السوق أي على الأجل المتوسط وسنستنير بالمرور على الرسم البياني الأسبوعي لمؤشر السوق حتى نأخذ فكرة عامة عن اتجاه السوق على الأجل الطويل، وبعد استعراض الرؤية الفنية لكبار الأسهم المؤثرة في مؤشر السوق نأتي لمؤشر السوق.

لقد نجح مؤشر السوق في اختراق المُتجه الهابط كما بينت سابقاً ويتضح بالرسم البياني اليومي في شكل (1) وهذا يجب أن ننظر إليه بإيجابية إذ لا تزال الأمور تحت السيطرة، كما أن مؤشر السوق لا يزال مُغلقاً فوق متوسط حركة عشرة أيام وهذا نقطة إيجابية أخرى كما في شكل (2) وحتى إغلاقه تحت متوسط 20 يوما بفارق أكثر من 50 نقطة لا يُعتد به حالياً إلا إذا استمر هذا الوضع ليومي السبت والأحد.

حسناً هل سنكتفي بمتوسطات الحركة البسيطة في الحكم على قدرة مؤشر السوق على الصمود والإجابة هي أن علامات ضعف مؤشر السوق يؤكدها وضع متوسطات الحركة الأسية بل إن متوسطات الحركة الموزونة ذات العشرة والعشرين يوما أعطت إشارة سلبية تدل على عزّم مؤشر السوق على الهبوط كما في شكل (2)، ونفس متوسطات الحركة الموزونة والأسية لو طبقتها على سهميّ "سابك" و"الراجحي" سيُعطيانك نفس التوقع السلبي وعندها يكون البحث في مستويات الدعم أمرا لا بد منه.
مستويات الدعم بالنسبة لمؤشر السوق ستكون عند مستويات قريبة من 4500 نقطة تزيد عليها أو تنقص قليلاً، أما بالنسبة لسهم "الراجحي" فيقف عند مستوى دعم مهم هو 56 ريالا لو هبط دونه فإن المزيد من الهبوط سيحدث، وأما سهم "سابك" فقد شرع فعلاً في الهبوط وأمامه مستوى دعم أصغر عند 47 ريالا وقبله مستوى 50 ريالا هو مستوى دعم نفسي.

نظرة عامة

الرسم البياني الأسبوعي لمؤشر السوق كما في شكل (3) يُعطينا تصورا عاما عن الوضع على الأجل الطويل، يتضح أن مؤشر السوق ارتفع قبل وبعد عيد الأضحى وحتى مع هبوطه هذا الأسبوع فإنه يبدو مُتماسكاً ونحن بانتظار حدوث إشارة إيجابية من مؤشر الماكد كما في شكل (3) ولكن مهما حدث من صعود فإنه من الصعب تجاوز مقاومة عند 5218 نقطة في المرحلة الحالية.

خارج السرب

على الرغم من أن الاتجاه العام للسوق هو الهبوط أو السكون إلا أنه بالمُقابل توجد أسهم وقطاعات انفردت في أدائها وغردّت خارج السرب فحلقت، حيث رأينا قطاع التأمين يرتفع هذا الأسبوع بنسبة 6.3 في المائة وكان الوحيد في ارتفاعه، كما تمكنت أسهم أيضاً من الارتفاع مثل سهم "البلاد" و"الورق" و"طيبة" و"الأسماك" التي حققت وحدها فقط ارتفاعاً بنسبة 49.5 في المائة.
هنا أُعيد قولي بأن لا تكون أسيرا لمؤشر السوق وابحث عن الفرص التي ترى أنه قد حان توقيت صعودها مُستخدماً استراتيجية واضحة مبنية على مفاهيم ومؤشرات التحليل الفني المعروفة والبسيطة في فهمها مثل اختراق المتجه الهابط ومؤشر "الماكد" والتقاطعات الإيجابية بين متوسطات الحركة واتبع مسار السهم مهما رأيت من هبوط حتى تُظهر لك المؤشرات الفنية علامات ضعف فعندها كن السباق واخرج.

آخر أسبوع

الأسبوع المقبل هو الأخير من عام 2008 ويبدو أنه سيكون أسوأ من عام 2006 بسبب هبوطه 57.7 في المائة حتى الآن بينما كان السوق قد هبط بنسبة 55.6 في المائة في عام 2006 وحتى يتجنب عام 2008 صفة العام الأكثر سوءا من حيث أداء مؤشر السوق فإننا نحتاج إلى أن يُغلق عند مستوى أعلى من 5300 نقطة حتى لا تكون نسبة خسارة مؤشر السوق هذا العام أكبر من عام 20