العصبية القبلية مَن بعثها من مرقدها ؟
العصبية القبلية مَن بعثها من مرقدها ؟ العصبية القبلية مَن بعثها من مرقدها ؟ العصبية القبلية مَن بعثها من مرقدها ؟ العصبية القبلية مَن بعثها من مرقدها ؟ العصبية القبلية مَن بعثها من مرقدها ؟
العصبية القبلية مَن بعثها من مرقدها ؟
ما الهدف من وجود أكثر من ثلاثة آلاف موقع إلكتروني في المجتمع السعودي، يرتادها يوميا مئات الآلاف من أبناء القبائل؟ هل استخدمت لتعزيز الوحدة الوطنية، أم لتكريس التعصب القَبَلي؟ الذي وصفه الدكتور عبد الرحمن بن محمد عسيري (المشرف على كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الوحدة الوطنية) بأنه «يمثل أكبر خطر يواجه الوحدة الوطنية، ويستهدف تقصي مهدداتها، في ظل انتشار لافت لمواقع القبائل على الشبكة العنكبوتية» (صحيفة عكاظ، 29 ذو الحجة 1429هـ، الصفحة الأخيرة) وهو ما يستوجب دراسة علمية معمقة، في ضوء ما أعلنته إحدى الشركات العالمية الموثوقة من «أن (90% من المواقع الإلكترونية العالمية، التي تجاوز عددها في العالم 100 مليون موقع تُصنَّف في خانة المواقع ذات طرق استخدام غير مناسبة» ومن ثم فبعضها يعمق الفتنة الطائفية، في الوقت الذي يجب أن تكون «عامل بناء لغرس المواطنة والانتماء الوطني، وليس طريقا للتفاخر وزيادة النعرات القبلية».
دعاة الوحدة الوطنية، والحريصون عليها، والمدافعون عنها يشعرون بالخوف لأن تلك المواقع تخطت حدودها، في محاولات لاستقطاب الناس حول خطاب طائفي، يمجد قبيلة ويحط من أخرى، لتشم من تلك المواقع رائحة فتنة وطنية، تهدد مرتكزات مجتمع له جذوره التاريخية، في مواجهة التحديات، وصناعة وحدة وطنية شاملة، لا تعترف بالتشتت والتشرذم، مستفيدة من تجارب مجتمعات مازالت تلعَق الصَّبر، في موازاة مواطنين هنا يسعون لتعزيز روح المواطنة، فإذا بأشخاص يستهدفون تأجيج الطائفية، والقبلية، والفتنة، والصراع، والمساس بالأمن الشخصي للأفراد والجماعات، وقد حكم أولئك على أنفسهم بالتخلي عن روح المواطنة الحقة، وبالتخلف، ومع ذلك «فهم أبناء الوطن، وأملنا أن تكون هذه القنوات لزيادة اللُّحمة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد».
«تكميم الأفواه ليس حلا» وفقا للدكتور العسيري، ورفع الحس الوطني مسؤولية اجتماعية وثقافية ووطنية تقع على عاتق الجميع «فإثارة النعرات القبَلية من خلال ذكر الحروب السابقة، والقول: إن قبيلة أفضل من قبيلة، لا يساعد مطلقا على الوحدة الوطنية» وما المشاجرات والمضاربات التي حدثت في بعض المدارس السعودية، وبين طلابها من أبناء القبائل، إلا دليل على أن هذه المنتديات تكشف الحجم الحقيقي للخسائر، وتفسر معنى إعادة صياغة الروح القبلية في زمن الوحدة الوطنية. الحل في رأيي: التوعية والتربية بدءا من الأسرة وانتهاء بالمجتمع على مختلف مستوياته: المدرسة، والمعهد، والكلية، والجامعة، والمسجد، والجامع، ولا يمكن نسيان الإعلام صحفيا، وسمعيا، وبصريا، فترك الحبل لهذه المواقع على الغارب، من شأنه العودة إلى الوراء مئات السنين، والقضاء على منجزات الوحدة الوطنية ومكاسبها، ثم يأتي بعد ذلك دور الدراسات المعمقة التي تشخص أبعاد تلك المواقع الكريهة، والبحث عن حلول علمية تجعل منها قوة دفع للمجتمع السعودي، وأمن أفراده، والخلاص من تقوقع قبلي لا يجدي نفعا.
|