الإصابات الرياضية

[صقر قريش]

الإصابات الرياضية الإصابات الرياضية الإصابات الرياضية الإصابات الرياضية الإصابات الرياضية

من أكثر الإصابات الرياضية شيوعاً والتي كان آخرها اللاعب سعد الحارثي
جراحة الرباط الصليبي تزيل خلخلة مفصل الركبة وتساعد على تثبيتها





يتكون مفصل الركبة الطبيعي الذي يقع عند التقاء نهاية عظمة الفخذ مع بداية عظمة الساق من اجزاء عظمية مغطاة بطبقة غضروفية تؤمن سلاسة في الحركة وتمتص الصدمات بالإضافة الى ذلك فإن هناك اجزاء غضروفية أخرى وأربطة مهمة داخل هذا المفصل لها وظيفة متميزة للمحافظة على ثبات المفصل خلال الحركات التي يقوم بها الإنسان في حياته الطبيعية.
فمثلاً هناك الغضاريف الهلالية التي توجد بين العظمتين المكونتين للمفصل وتساعدان على ثبات الركبة وامتصاص الصدمات.
الا ان اهم الأجزاء الداخلية لمفصل الركبة هما الرباطان الصليبيان الأمامي والخلفي هذان الرباطان يتقاطعان داخل المفصل ويوفران الجزء الأعظم من الثبات للمفصل خلال الحركة.
وتعتبر اصابات الرباط الصليبي الأمامي من أكثر الإصابات الرياضية شيوعاً وهي عادة ما تحصل كإصابات ملاعب خاصة في لاعبي كرة القدم وبالذات عندما تتعرض الركبة الى اصابة جانبية وهي في حالة التواء كما يحصل خلال المناورة والمراوغة خلال اللعب هذه الإصابات تحدث بكثرة وقد تعرض لها الكثير من لاعبي كرة القدم في الملاعب السعودية وآخرهم لاعب نادي النصر المهاجم سعد الحارثي الذي يعاني من تهتك في الرباط الصليبي الأمامي.
الأعراض والتشخيص
بعد الإصابة مباشرة فإن اللاعب او المريض سوف يشعر بآلام شديدة في الركبة مع صعوبة في الوقوف او المشي او ثني الركبة بعد ذلك بساعات يحصل تورم وانتفاخ في الركبة يختلف في شدته حسب شدة الإصابة في الرباط الصليبي الأمامي ويتنج لتجمع دموي داخل المفصل وكذلك نتيجة التفاعل الإلتهابي في الركبة وفي هذه المرحلة الأولية تكون الركبة ملتهبة ومتورمة ومؤلمة وقد يصعب على المريض ممارسة حياته بشكل طبيعي اما في الحالات المزمنة والتي يكون قد مر عليها اسابيع الى شهور فإن الأعراض تكون اقل حدة وشدة وقد تتكون من الشعور بعدم ثبات وخلخلة في الركبة وبأن الساق تخون المريض وتحاول أن تنثني لا إرادياً عند القيام بالجري او المشي بسرعة او صعود الدرج او نزوله او غير ذلك من النشاطات التي تحتاج لثبات في المفصل بالإضافة الى ذلك فقد يشعر المريض بآلام في الركبة او تورم فيها وفي بعض الحالات قد تكون هذه الأعراض من الشدة بإنها تؤثر على حياة المريض وعلى قدرته على القيام بممارسة الرياضة او حتى القيام بأعباء الحياة اليومية اما في حال اهملت هذه الأعراض واستمرت لسنين طويلة فإن ذلك قد يؤدي الى ظهور خشونة مبكرة في الركبة وما يصاحب ذلك من آلام وتحديات وعادة ما يتم تشخيص إصابات الرباط الصليبي الأمامي عن طريق الفحص السريري الذي يبين وجود خلخلة في المفصل وعن طريق اشعة الرنين المغناطيسي التي يظهر فيها مكان القطع وشدته ووجود اي اصابة مرافقة في الغضروف الهلالي او الغضاريف الأخرى.
الهدف من العلاج
ان الهدف من علاج حالات الإصابة للرباط الصليبي الأمامي هو التحكم في الآلام في المرحلة الأولية وبعد ذلك يكون الهدف الأساسي هو إعادة الثبات لمفصل الركبة وبالتالي إعادة الوظيفة الطبيعية للمفصل وتمكين المريض او اللاعب من العودة لممارسة النشاطات الطبيعية بما في ذلك جميع أنواع الرياضة بالإضافة الى ذلك فإن الهدف الثاني هو منع حصول خشونة مبكرة في مفصل الركبة نتيجة الخلخلة المستمرة عند اهمال العلاج.
طريقة العلاج
في مرحلة ما بعد الإصابة مباشرة يكون الهدف هو ازالة الألم والتقليل من شدة التورم وذلك عن طريق توفير راحة للمفصل باستخدام اربطة طبية وتناول المسكنات والأدوية المضادة للإلتهابات وعمل كمادات باردة والقيام بأنواع معينة من العلاج الطبيعي واستخدام عكاكيز طبية عند المشي بعد ذلك يتم التشخيص وتبدأ مرحلة العلاج التي تعتمد على شدة الاصابة ومدى الاصابة في الرباط وعمر المريض وتطلعاته ونشاطه اليومي فمثلاً عندما تكون الاصابة خفيفة او جزئية او تكون في مريض كبير في السن نسبياً وذي نشاط متوسط ولا يمارس الرياضة كثيراً فإن الحل الأمثل يكون بعمل برنامج تأهيلي مكثف من العلاج الطبيعي والتمرينات المركزة على عضلات الفخذ الأمامية لتقويتها الى الحد الذي تستطيع معه توفير الثبات لمفصل الركبة وبذلك تقوم بوظيفة الرباط الصليبي الأمامي بدرجة كبيرة اما في الحالات التي يتم تشخيصها عند لاعبي كرة القدم والرياضيين والشباب والذين لديهم انشطة مكثفة او الذين يكون القطع في الرباط الصليبي لديهم كاملاً او مصحوباً بقطع في الغضروف الهلالي فإن التدخل الجراحي يكون هو الحل الأمثل لتحقيق الأهداف العلاجية.
العلاج الجراحي
إن الهدف من التدخل الجراحي هو إزالة الخلخلة وعدم الثبات في مفصل الركبة عن طريق استبدال الرباط الصليبي الأمامي المقطوع برباط آخر يتم أخذه من أنسجة جسم المريض المحيطة بالركبة مثل وتر عضلة الفخذ الجانبية او جزء من رباط ما تحت صابونة الركبة كذلك يمكن استخدام رباط مصنوع من اوتار او اربطة مأخوذة من شخص متوفى في بعض الحالات القليلة.
وهذه العمليات يتم إجراؤها عن طريق المنظار الجراحي وعادة ما تستغرق حوالي الساعة الى ساعتين ويتم تثبيت الرباط الصليبي الجديد في العظام المكونة لمفصل الركبة بالعديد من الطرق الحديثة المتوفرة في المملكة مثل البراغي الطبية والبراغي البلاستيكية القابلة للامتصاص وغير ذلك من المثبتات بالإضافة الى ذلك فإنه يتم الكشف على حالة الغضروف الهلالي خلال هذه الجراحة بالمنظار وإصلاح الجزء المصاب منه اذا امكن او ازالة الجزء المقطوع الذي لا يمكن اصلاحه ويتم اجراء هذه الجراحة بشكل كبير في جميع المراكز المتقدمة في المملكة العربية السعودية وهي تعتبر من جراحات اليوم الواحد التي يستطيع المريض ان يغادر المستشفى بعدها في اليوم التالي وتصل نسبة نجاحها بإذن الله الى فوق التسعين في المئة.
مرحلة مابعد الجراحة في هذه المرحلة يمكن للمريض المشي بمساعدة العكاز وباستخدام رباط خارجي للركبة ويقوم خلالها بعمل برنامج تأهيلي مكثف من العلاج الطبيعي يهدف الى تقوية عضلات الفخذ والمحافظة على سلاسة الحركة في مفصل الركبة هذه المرحلة قد تمتد لبضعة اسابيع وعند اكتمالها يمكن للمريض العودة الى اللعب بشكل تدريجي يتصاعد بعد ذلك الى نشاط كامل مشابه لما كان يقوم به قبل الإصابة بإذن الله وتعتبر مرحلة التأهيل ما بعد الجراحة مرحلة مهمة جداً ولها بروتوكول ونظام معين يجب تطبيقه بحرص حتى يكتمل العلاج ويحصل الشفاء بإذن الله تعالى.