الاخبار المحلية والعالمية ليوم الثلاثاء 20 ربيع الأول 1430 هـ الموافق 17 مارس 2009 م

[مخبر سري]

بعد سنوات السجن .. شودري يقيله برويز ويعيده زرداري

فهيم الحامد ـ جدة

استحوذ القاضي افتخار شودري على اهتمام الرأي العام الباكستاني طوال السنتين الماضيتين. وشغل شودري منصب رئيس المحكمة العليا الباكستانية إلى أن أصدر الرئيس السابق مشرف قرارا بإقالته في عام 2007 الذي أدى الى ظهور التيار الاحتجاجي الذي أدارته نقابة المحامين بدعم من الأحزاب الباكستانية، وعلى رأسها حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية. الأمر الذي تمخض عن قيام مناهضة شعبية للقرار، وهو التحدي الأكبر الذي واجه الجنرال مشرف منذ وصوله إلى الحكم 1999. وعارض شودري قرارات الحكومة التي كانت تدعم مشرف في مجالات عدة، بدءا من ملف الفساد إلى ملفات أخرى ظلت محل جدل . وعرف شودري، الذي قرر رئيس الوزراء جيلاني إعادته الى منصبه منهيا أزمة سياسية خانقة، بقراراته الصارمة ضد بعض تصرفات أعضاء الحكومة حول الفساد والمحسوبية. ومن أبرز أحكامه، أمره بإطلاق سراح المعارضين السياسيين الذين اعتقلتهم الحكومة بشكل فوري، في تحد مباشر للرئيس السابق برويز مشرف. ومن الملاحظ أن حزب الشعب، وبعد اغتيال بينظير وظهور آصف زرداري كشخصية محورية وفوزه بمقعد الرئاسة، بدأ ينأى بنفسه عن التعهدات التي قطعتها بينظير بضرورة إعادة القضاة، وأعلن أنه لن يلتزم بالاتفاق الذي وقعه مع نواز شريف بإعادة القضاة الامر الذي أدى إلى انسحاب حزب شريف من الائتلاف الحاكم وجلوسه على مقاعد المعارضة . ويبدو أن موافقة الحكومة الباكستانية أمس الأول على إعادة القضاة المعزولين وبينهم رئيس المحكمة العليا شودري، تأتي في سياق إعمال الحكمة لوأد الخلاف ونزع فتيل الأزمة السياسية المتفاقمة بينها وبين المعارضة، ومن ثم تختط بداية لمرحلة جديدة في مسيرة حكم زرداري.