رد: الملف الصحفي للتربية الارعاء 26/4
الرياض:الاربعاء 26 ربيع الآخر 1430هـ العدد 14912
أفلامنا التربوية.. أين هي؟
هيام المفلح
في خضم الكم الكبيرالذي يعرض سنوياً من أفلام سعودية قصيرة متنوعة في تصنيفاتها "روائية كانت أم وثائقية أو تسجيلية"، تساءلت عن عدم وجود فئة الأفلام التربوية، ولماذا لا توجد أساساً أفلام تربوية سعودية، أم أن هناك أفلاماً من هذا النوع تنتج عندنا ولكن لا يتم الإعلان عنها؟. أطرح هذا التساؤل الآن بصوت عال بعد أن لفت انتباهي هذا الأسبوع مشاركة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" في تنظيم الدورة الثامنة للمهرجان الوطني للفيلم التربوي في مدينة فاس بالمغرب. هذا المهرجان بحد ذاته تجربة جديرة بالاطلاع والمناقشة.. بل والاقتداء أيضاً. فالحاجة الآن باتت ملحة لطرح الرؤى التربوية الحديثة بشكل مرئي فني يشد الانتباه والاهتمام معاً، ويثير في ثناياه تعزيز طرح القضايا التربوية ومشاكلها وحلولها بشكل يتقبله المعني والمهتم والمطلع وكذلك المتلقي العادي سواء بسواء. فهذا المهرجان الذي عقد في فاس تحت شعار: (الفيلم التربوي دعامة أساس لإرساء مدرسة الاحترام)، تعاونت في تنظيمه جهات مختلفة في تخصصاتها منها جهات تربوية، ومنها جهات فنية" كجمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح". وهذا التعاون كان لابد منه لتحقيق أهداف عريضة –حسب ما أعلن- كان من بينها دمج الوسائل السمعية البصرية في المنظومة التربوية للارتقاء بجودة التعليم، وإقامة علاقة إيجابية بين العملين الفني والتربوي لرفع الكفاية الإنتاجية للعملية التربوية، وكذلك دعم الوعي التربوي وتنمية وسائل أدائه، واعتبار الفيلم التربوي حافزاً من حوافز معالجة قضايا تعليمية في المجالين الحضري والقروي. ولم ينس المهرجان تحقيق هدف نشر الثقافة السينمائية لدى المتعلمين مما يحقق لديهم القدرة على فهم دلالات الصورة وتفكيك الخطاب السينمائي ومقاصده لتوظيف مكوناته في جميع أشكال التعلم، بالإضافة إلى التوعية بأهمية إنشاء الأندية السينمائية في المؤسسات التعليمية، والمساهمة في الارتقاء بالسلوك المدني للإسهام في تحقيق التنمية البشرية. ليس من الصعب تحقيق مثل هذه الأهداف في بلدنا، فالغاية نبيلة، والوسيلة مشروعة.. وليس صعباً أن نشجع إنتاج مثل هذا النوع من الأفلام، ونعقد ورش عمل تدعمه وترسخ توجهاته، بل وأن ننشىء مسابقة وجوائز قيّمة خاصة به. لنجعل الفن في خدمة قضايانا التربوية، فالفن، كما نعلم، أداة ذات حدين.. والعقل الذكي هو من يعرف كيف يطوّعها لخدمته، وكيف يسخّرها لما فيه خير الدين والدنيا.. فهلاّ فعلنا؟.
|