لماذا الصلاة؟

[أبو عبيدة]

لماذا الصلاة؟ لماذا الصلاة؟ لماذا الصلاة؟ لماذا الصلاة؟ لماذا الصلاة؟

يتساءل البعض: لماذا الصلاة؟؟
يجب علينا القيام بالصلاة لشدة حاجتنا إلى الله، وكمال غناه عنا، قال تعالى: ((يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز)) ((والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)) ((ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)) ((وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإن الله لغني حميد)) ((ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم)).
ويجب علينا القيام بالصلاة لأن الإنسان لا يمكن أن يسعد في هذه الحياة بدون الغذاء الروحي، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: (وجعلت قرة عيني في الصلاة) ،( أرحنا بها يا بلال )، و(كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة )، واسمع معي إلى قول هذا التائب وهو يعبر عن مدى راحته حين عاد إلى الصلاة:

الله أكبر وانتهى نصبي وزالت شقــــــــــــوتــي الله أكبر وارتمى قلبي ببـــــــــــــاب الرحمة

حلقت في أفق الخشوع وقد شرقت بدمعتــي ونفظت عن قلبي جبــــالاً من ذنوب الغفلة

وتركت أوصالي يجول بها ارتعاد الخشيــــــــــــة وبدأت أبكــــي مثل طفل خائف في الظلمة

فوجدت في المحراب أنسي بعد طول الوحشة وغـــــــــــــدوت قلباً نابضاً يهتز مثل الشعلة

فإذا أنا والله لا أحـــــــــــــــــــــــــد يعكر صحبتي وإذا العوالم قد رنت نحـــــــــوي بعين الغيرة
إن الصلاة بها ثبات القلب عند المحــــــــــــــنة وهي العفاف إذا دعيـت إلى سعير الشهوة
يا رب فاجعل في الصلاة حياة هذي الأمــــــــة يجزى المصلي بالجنان وفي صلاتي جنتي
* يجب علينا القيام بالصلاة حتى نسلم من عقاب الله، قال تعالى: ((ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين..))، ((فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون..))، ((وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كارهون))، ((فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً))، ((فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى)).
* يجب علينا القيام بالصلاة حتى لا تنطبق علينا أحكام تارك الصلاة وهي كثيرة منها:
أنه قد ورد في تارك الصلاة أكثر من ثلاثين حديثاً فيها الحكم عليه بالكفر، وحبوط العمل، وبراءة الله منه، وأنه يلقى الله غضباناً عليه، وأنه كمن وتر أهله وماله.
واختلف العلماء في تكفير تارك الصلاة، فمن قال بكفره قال يقتل، ولا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يقبر في مقابر المسلمين، ولا يورث، وفي حال حياته لا يرث، وأنه لا يجوز تزويجه ولا الزواج منه، أو لا يصح عقد النكاح الذي يبرمه، أو لا يصح أن يكون ولياً شرعياً لتزويج بناته، ويفسخ عقد نكاحه، ولا يجالس، ولا يوآكل، ولا يشارب، ولا يبات معه تحت سقف واحد، ولا تقبل شهادته، وغير ذلك من الأحكام، ومن قال بعدم كفره قال بأنه فاسق، فاجر، يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
فهل ترضى أن يكون إسلامك محل خلاف بين العلماء فإما كافر، وإما فاسق؟؟.
* يجب علينا القيام بالصلاة حتى نفوز بالخير العظيم الذي أعده الله للمصلين في الدنيا والآخرة، ومن ذلك: معية الله، وتكفير السيئات، ودخول الجنة قال تعالى: (({وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (12) سورة المائدة))، وأن الله أمَّن المصلين من أن يضيع أجر عملهم قال تعالى: ((والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين))، والعاقبة المحمودة والنعيم المقيم، وأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وغير ذلك من الفضائل العظيمة.
فأقم صلاتك قبل مماتك..