المقال التربوي الجمعة 10 رجب 1430هـ

[صقر قريش]

المقال التربوي الجمعة 10 رجب 1430هـ المقال التربوي الجمعة 10 رجب 1430هـ المقال التربوي الجمعة 10 رجب 1430هـ المقال التربوي الجمعة 10 رجب 1430هـ المقال التربوي الجمعة 10 رجب 1430هـ

الجزيرة :الجمعة 10 رجب 1430هـ العدد13427
مناهج التعليم في معالجة الإرهاب
منصور إبراهيم الدخيل
إن أعداد المواطن الصالح النافع لمجتمعه وأمته هي رسالة للتربية والتعليم فالمملكة العربية السعودية التي جعلت الإسلام منهجاً لها في هذه الحياة ترى أن فلسفة التعليم يجب أن تنطلق في هذا الاتجاه لتحقيق العبودية لله وحده فالتربية الروحية هي ركيزة أساسية للتربية بشكل عام لأنها هي الهدف الذي من أجلها خلق الإنسان فوثيقة السياسة التعليمية هي حاضرة لترجمة ذلك منذ زمن بعيد فأصبح خريجو التعليم العام والعالي يتمتعون بعقلية إسلامية ناضجة وعندهم المناعة والحصانة الكافية لمواجهة التحديات وإعطاء رسالة حضارية عن الإسلام بأنه دين تقدم وحضارة، وهذه الفلسفة من التعليم أصبح سمه ونهجاً للتعليم في المملكة تعرف بها بين العالم المتحضر فتربية التسامح ومؤتمرات حوار الحضارات التي تبنتها المملكة لم تكن من فراغ بل هي نتاج للإلمام بمعطيات الإسلام العظيم الذي جعلها تتبنى هذه المؤتمرات والحوارات التي تجعل الإسلام شامخاً وقوياً وليس كما يعتقد البعض بأنها تحط من قدر الإسلام ومكانته وخصوصاً في هذا الوقت الذي يعيش فيه العالم بأسره ظاهرة الإرهاب ولا سيما بين أبناء المسلمين الذين وقعوا ضحية له نتيجة للخلل العقدي والفكري الذي استغل من جهات باغية وحاقدة لتحقيق مصالح لها على حساب الإسلام وهو منهم براء فمناهج التعليم يقع عليها مسؤولية كبيرة لمعالجة هذه الظاهرة بدءاً من التعليم العام في جميع مراحله من خلال وضع منهج متكامل يتفق مع خصائص الطفولة العمرية والنفسية والمعرفية فمادة القراءة والكتابة هي مرتع خصب لغرس مفاهيم تربوية وتعليمية ترسخ عند الطلاب المحبة والتسامح وحب الوطن ونبذ الكراهية والمحافظة على مكتسبات الأمة وأن تقدم هذه المواضيع على شكل قصص وحوارات يتقمصها الطلاب من خلال المادة نفسها كذلك استغلال مادة التعبير (الإنشاء) وجعلها مادة حوار بين المدرس وطلابه وإتاحة الفرصة لكل طالب بأن يتحدث أمام زملائه عن حصيلته العلمية وانطباعته عن الإرهاب من خلال ما تعلمه في مواده الدراسية وما قرأه في الكتب الإسلامية عنه وما يبث في القنوات الفضائية السوية أيضاً أن تتضمن المناهج الدراسية ولا سيما مادة اللغة العربية (القراءة والكتابة والمطالعة) صور حية مارسها الإرهابيون ضد المواطنين والمنشآت الحكومية (مثل حالات القتل والتدمير للمنشآت) كذلك تفعيل مراكز مصادر التعلم ولا سيما استخدام الكمبيوتر والفيديو لعرض نماذج إعلامية حية على الطلاب عن ما ارتكبه هؤلاء الإرهابيون بحق دينهم ووطنهم وأن يعقبه نقاش وحوارات بين الطلاب ومعلميهم عن هذا التصرف المشين أيضاً تفعيل الإذاعة المدرسية وتطويرها وتحويلها إلى مركز تلفزيوني مصغر مرئي يقدم من خلاله نشاطات الطلاب الثقافية والتعليمية وأن تكون التوعية عن الإرهاب من أولوياته لأن ما نشاهده الآن هي الإذاعة المدرسية التقليدية والتي قد لا تجد عنصر الآثار المشوق عند الطلاب لأنها تقليدية وخلاصة القول إن مناهج التعليم بإمكانها أن تتيح مساحة واسعة بين موادها لمعالجة ظاهرة الإرهاب وتوعية الطلاب بمخاطرها.