رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
التأنق فى الكلام00
التأنق فى الكلام00 التأنق فى الكلام00 التأنق فى الكلام00 التأنق فى الكلام00 التأنق فى الكلام00من البلاغة :التأنق في الكلام ينبغي للمتكلم أن يتأَنَّق في ثلاثة مواضعٍ من كلامه ، حتى تكون أعذبَ لفظاً ، وأحسنَ سبكاً ، وأصحَّ معنىً. الأول : الإبتداء ، لأنه أول ما يَقرَع السمع ، فإن كان كما ذكرنا أقبل السامع على الكلام ، فوعى جميعَه ، وإن كان بخلاف ذلك أعرض عنه ورفضه وإن كان في غاية الحسن . فمن الإبتداءات المختارة ، قول امرئ القيس : قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ وقول النابغة : كِلِيني لهمٍّ يا أميمةَ ناصبِ وليلٍ أقاسيه بطيءِ الكواكبِ وقول أبي الطيب : أتَظُنُّني من زلَّةٍ أتعتَّبُ ؟ قلبي أرقَّ عليكَ مما تحسبُ وقوله : أَرِيقُكِ ، أم ماءُ الغمامةِ ، أم خمرُ ؟ بِفِيَّ بَرُودٌ ، وهو في كبدي جمرُ وينبغي أن يُتجنبَ في المديح ما يُتطيَّرُ به ، فإنه قد يتفاءل به الممدوحُ أو بعضُ الحاضرين ، كما رُويَ أن ذا الرُّمَّة أنشد هشامَ بن عبد الملك قصيدته البائية : ما بالُ عينكَ منها الماء ينسكبُ ! فقال هشام : بل عينُك . ويقال إن ابن مُقاتِلٍ الضرير أنشد الداعيَ العلوي قصيدته التي أولها : مَوعِدُ أحبابكَ بالفرقة غد فقال له الداعي : ( بل ) موعد أحبابك ، ولك المثل السُّوء . ورُوي أيضاً أنه دخل عليه في يوم مهرجان وأنشد : لا تقل : بشرى ولكن بشريان غرة الداعي ، ويوم المهرجان فتطير به وقال : أعمى يبتدئ بهذا يوم المهرجان ؟ وقيل بطحه وضربه خمسين عصاً ، وقال : إصلاحُ أدبه أبلغ في ثوابه . وقيل لما بنى المعتصم بالله قصره بالميدان ، وجلس فيه ، أنشده إسحاق الموصليُّ : يا دارُ غَيَّركِ البِلَى ، ومَحَاكِ يا ليت شعري ما الذي أبلاكِ ؟ فتطير المعتصم بهذا الإبتداء ، وأمر بهدم القصر . ومن أراد ذِكر الديار والأطلال في مديح فليقل مثل قول القُطاميِّ : إنا مُحَيُّوك فاسلم أيها الطلل وإن بليت ، وإن طالت بك الطيل أو مثل قول أشجع السلَُمِيِّ : قَصرٌ عليه تحيةً وسلامُ خَلَعتْ عليه جمالَها الأيامُ |
مواقع النشر |
|
|