الملف الصحفي للتربية ليوم الثلاثاء24__ 10

[صقر قريش]

المدينة : الثلاثاء 24-10-1430هـ العدد : 16974
كان من زمااااااان يا وزارة التربية والتعليم!!
د . حمود أبو طالب
قبل أيام تحدّثنا هنا عن تصريح سمو وزير التربية والتعليم بأن لدينا كثرة في المال، ولكن هناك سوء إدارة في التصرّف والإنفاق، وضربنا مثلاً بما يحدث في هذه الوزارة، بشأن المباني المدرسية التي تتكرر التصريحات كل عام، بأن العام المقبل سيشهد إنجازًا كبيرًا في طريق حل أوضاعها المتردية، ومع ذلك تمر الأعوام، وتنفق عشرات المليارات والأوضاع تراوح مكانها . لقد ناشدنا سموه بأن تكون وزارته النموذج في التصدّي لسوء إدارة التصرّف في إنفاق المال، وأن يكون مشروع المباني المدرسية النموذجية المشروع الأول في برنامج الإصلاح الإداري والمالي، الذي يمكن أن يبدأ في هذه الوزارة . . لكنّ الوزارة فاجأتنا عبر صحيفة “عكاظ” يوم قبل أمس الأحد بمانشيت عريض في الصفحة الأولى يقول: (35 طالبًا الحد الأعلى، وفصول جديدة ،ونقل إلى مدارس أخرى) . . وبقراءة الخبر نجده يفيدنا أن الوزارة فوّضت مديري المناطق والمحافظات بالتنسيق مع مديري المدارس لتطبيق خطة (عاجلة)، تقتضي فتح فصول دراسية جديدة، ونقل الطلاب إلى مدارس أخرى، وتحديد السقف الأعلى لعدد الطلاب في الفصل بـ 35 طالبًا في المدارس الحكومية، و30 طالبًا في المستأجرة . . وطبعًا يأتي هذا الإجراء العاجل ضمن خطة مواجهة انتشار عدوى أنفلونزا الخنازير . . إن هذه الخطة العاجلة هي بالضبط ما نريده من الوزارة منذ سنوات عديدة مضت، وهي بشكل أو بآخر جزء كبير من حل مشكلة المباني المدرسية المتكدّسة والمتهالكة . وحين كنا نطالبها بذلك، فإننا ندرك في الوقت نفسه أنه لن يتحقق بين يوم وليلة، ولابد من إعطاء الوزارة وقتًا كافيًا لتحقيقه، فكيف ستقوم الوزارة الآن، وبشكل عاجل بتحقيق ما كان يحتاج إلى وقت طويل لإنجازه؟ وما هي المعجزة التي ستجعله ممكنًا؟؟كيف سيمكن فتح فصول جديدة في مبانٍ تكدّست كل غرفها، وفي بعضها أملت الضرورة استخدام الملاحق والمستودعات؟ وكيف سيتم تقليص الحد الأعلى في كل فصل إلى 35 طالبًا حين لا يوجد مكان لاستيعاب الزيادة؟ وكيف يمكن نقل طلاب إلى مدارس أخرى تئن من زحمة فصولها؟؟ وإذا افترضنا أن الوزارة سوف تستأجر مباني جديدة بشكل عاجل، فأين هي هذه المباني؟ وكيف يمكن استئجارها بشكل عاجل، في ظل بيروقراطية الأنظمة، وتعقيداتها، وإجراءاتها الطويلة؟؟ ثم هل لدى الوزارة العدد الكافي والجاهز من المعلّمين والمعلّمات لتغطية الفصول الجديدة، إذا تحقق فتحها بصورة أو بأخرى؟!
باختصار . . إذا كانت الوزارة قادرة على تحقيق معجزة خلال أيام معدودة، فلماذا لم تحققها من قبل، وعلى مهلها؟؟
هل نحتاج دائمًا إلى أزمات تجبرنا على تنفيذ واجباتنا الأساسية؟؟
وهل نحتاج إلى كوارث حتّى نتذكّر حقوق المجتمع التي تعب من المطالبة بها؟؟