الملف الصحفي للتربية ليوم الثلاثاء 1-11-1430هـ

[صقر قريش]

عكاظ : الثلاثاء 1430/11/01 هـ العدد : 3047

شبابنا حقل تجارب لنظريات التربية

قد يظن البعض أن الدين والشباب لا يتفقان؛ فأيام الشباب تعبر عن الانطلاق والمغامرة والاكتشاف، وإن محاولة إيقاف هذا أو تقييده بتشريعات وتحليل وتحريم قد يحدث صدمة لديهم لها كثير من السلبيات عليهم وعلى مجتمعهم . وهذه فلسفة خاطئة، بل يستطيع الشباب الانطلاق واكتشاف ما حوله والاستمتاع بحياته لكن في إطار الحلال والابتعاد عن الحرام، وأما غير ذلك فقد يدفع الشباب والشابات إلى الانحراف عن الطريق السليم والاتجاه نحو درب الهلاك . إن غياب الوعي الديني أصبح منتشرا في عالمنا العربي فقد أصبح شبابنا اليوم متطرفا من ناحية وضعيفا في فقه الدين من ناحية أخرى، فاختلط الحلال بالحرام والعياذ بالله . إن ما يحتاجه الشباب اليوم هو تشكيل معرفه صحيحة للدين وتوفير الحقائق الأصلية المرتبطة بالتعاليم الدينية وتقديمها بصورة صحيحة من خلال وسائل التربية والتعليم في المنزل وفي البيئة التعليمية . إن الأسرة لها مهمات كبيرة؛ فهم القدوة لأبنائهم فعليهم تربيتهم وتعليمهم واجبات الدين بأسلوب حيوي عملي يدفعهم إلى الصلاح . كما يجب أن يتم إعداد المعلمين والدعاة على التوجيه الصحيح بطريقة محببة ودية وليس بطريقة قاسية ومخيفة حتى يتقبله الشباب، والمهم جدا انتشار الدعوة بين الشباب بالدعوة الدينية المؤثرة التي تعتمد على المنطق وتؤثر على نفس الشباب وتدفعهم إلى التغيير للأفضل؛ لأن الشباب طاقة وحيوية ونشاط وهم أداة للتغيير، ووسيلة للبناء، ولهم دور في نهضة الأمم، وتؤثر تأثيرا إيجابيا عليهم فيحدث الشباب تغييرا مباشرا فتقوم الأمم بهم وتسقط بسقوطهم . إن أمتنا تنشد الرقي وتطمح للأفضل فعليها أن تركز على تربية الشباب وتنميتهم واكتشاف مواهبهم واستثمارهم كعناصر منتجة فعالة مثقفة تنعش الحياة بكل ما فيها من تجدد وإبداع .

زهرة عثمان علي ـ جدة

المدينة : الثلاثاء 1430/11/01 هـ العدد : 16980

طلاب الابتدائية اندمجوا سريعاً في الوسط الجديد بمدارس البنات

فاطمة مشهور - جدة

تجربة فريدة ومتميزة عاشتها “المدينة” أمس في إحدى المدارس الأهلية الرائدة بمدينة جدة عقب سماح وزارة التربية والتعليم بتطبيق نظام دمج طلاب الصفوف الأولية في المرحلة الابتدائية (أول، ثاني، ثالث) مع البنات في المدارس الأهلية ولكن في فصول مستقلة، حيث توافد على مدرسة روضة البوادي الأهلية في جدة أعداد كبيرة من أمهات الطلاب الراغبات في تسجيل أبنائهن وفق هذا النظام، فيما انتظم الطلاب الذين تم تسجيلهم في الدراسة وتمكنوا منذ اليوم الأول من الاندماج مع الوسط الجديد والتواصل مع معلماتهن اللواتي وجدن فيهن أمهات خلال فترة وجودهم في المدرسة . ورصدت “المدينة” مشاعر الفرح الطفولية بين الصغار وهم يخطون أولى خطواتهم الدراسية في أجواء لا تختلف كثيراً عن ما تعودوه في المنزل . الطفل عبدالعزيز بافيل في الصف الثاني الابتدائي عبر في براءة متناهية عن سعادته بوجود أم ثانية في المدرسة حيث قال: “في البيت ماما وهنا ماما” . وبذات البراءة يقول الطفل محمد جمال السليماني في الصف الثاني الإبتدائي : “المدرسة مرة جميلة والمعلمة التي تدرسنا طيبة فهي لا تضربنا” وولا تختلف مشاعر السعادة بين طفل وآخر، فهذا رضوان سيف يقول : “المعلمة عندنا في الفصل مثل ماما تعطينا الحلويات وأنا أحبها وأريد الجلوس في هذه المدرسة” . وينضم إليه سعود الزهراني في الصف الأول قائلاً : “أنا أحب هذه المدرسة لأنني أتعلم فيها الحروف الأبجدية، وماما الثانية - يقصد المعلمة - لا تغصب مني”والفرحة هي ذاتها لدى زميله عمر البلوي الطالب في الصف الأول والذي قال : “أنا مبسوط كثير عشان معلمتي تقول لي إنت شاطر وأحسنت يادكتور وأنا أحبها كثيراً” . هكذا أنهينا جولتنا مع الصغار ودلفنا إلى مكتب سيدة الأعمال ومالكة مدارس روضة البوادي الأهلية فوزية عبدالله باموكرة حيث تحدثت إلينا قائلة : “فكرة إلحاق البنين بالصفوف الأولية في مدارس تعليم البنات ليست وليدة اليوم، وكنا نتمنى أن يتم تطبيقها منذ زمن ولكن كنت أنتظر الموافقة لتطبيق هذا النظام من قبل الإدارة العامة للتربية والتعليم . وأضافت: تم اختيار روضة البوادي لتطبيق هذا النظام لعدة أسباب منها خبرتنا الطويلة في مجال التعليم الأهلي المتميز بالإضافة إلى إمكانياتنا من حيث تميزنا في أدائنا لرسالة التعليم بكل جد واجتهاد وإخلاص وأمانة . سألناها . . هل جاء هذا التطبيق استجابة لحاجة الطفل لأم بديلة في المراحل الدراسية الأولى نظرا لصغر سنه فأجابت : نعم فأي طفل في هذه السن يكون بحاجة ماسة لأمه، لذلك فإن هذا النظام يجعله محبا لمعلمته التي تقوم بدور والدته الحقيقية كون هذا الدور ليس جديدا عليها، كما أن المرأة تتميز بغريزة الأمومة والحنان بطبيعتها وذلك عكس الرجل، وهذا النظام ستظهر نتائجه الإيجابية مستقبلا . وعن ما إذا كان هذا النظام خطوة تساهم في زيادة رواتب معلمات الأهلية كونه يدر دخلاً إضافياً للمدرسة قالت : بالنسبة للزيادة في الرواتب سيكون بإذن الله ولكن دائما بدورنا نطلب الدعم واهتمام صندوق الموارد البشرية الذي إلى الآن نسمع عنه ولا نرى فعلاً جاداً وهذا من حق الموظفات السعوديات علما أن نسبة السعودة لدينا تصل لـ99 في المائة منذ عشر سنوات . وعن عدد الفصول التي سيتم افتتاحها لهولاء الطلاب نوهت بأنه لايمكن في الوقت الراهن تحديد العدد وهو قابل للدراسة والتطوير بعد انتهاء العام الدراسي الحالي . ومن جانبها قالت مديرة القسم الإبتدائي للبنين في المدارس عزة ريس : الخطوة التي جاءت بتأييد من وزارة التربية والتعليم بالسماح لطلاب الصفوف الأولية بالدارسة في مدارس البنات الأهلية في فصول مستقلة بعد أن نادى وطالب بها عدد كبير من المدارس، خطوة جبارة وقوية ولها آثارها التربوية والتعليمية الإيجابية، خاصة أن المعلمات أكثر حنانا في التعامل مع الأطفال في هذه السن الحرجة لا سيما وأن هذه المدارس توفر جميع الإمكانيات التي يحتاجها الطفل من تعليم وترفيه وملاعب وفصول لتعليم الحلسب الآلي بالترفيه . وأشادت رؤى الشريف من معلمات فصول البنين في روضة البوادي الأهلية بفكرة الدمج ووصفتها بالرائدة كونها طبقت في عدد لابأس به من المدارس قائلة إن المعلمة هي الأقدر على تلمس احتياجات الطفل خاصة في السنوات الدراسية الأولى وهي قادرة على استيعاب كل متطلباته بحنانها المتدفق كونها ترى في هؤلاء الأطفال أبناءها . ووافقتها الرأي المعلمة خديجة الزهراني والتي أشادت بمدى الفائدة التي سوف تعود على الطفل من هذا الاندماج وخاصة منذ السنة الأولى في المرحلة الإبتدائية حيث يجد أما ثانية له تدرك مايريده وما لايريده، ونحن كأمهات ومعلمات كنا نتطلع لتطبيق هذا النظام منذ وقت مبكر لأن السنوات الدراسية الأولى بمثابة تأسيس وتهيئة للطفل وبالتأكيد وجود معلمة سيكون له الأثر الإيجابي على تنشئته تنشئة سليمة .