المقال التربوي 24-3
المقال التربوي 24-3 المقال التربوي 24-3 المقال التربوي 24-3 المقال التربوي 24-3 المقال التربوي 24-3
الرياض : الاربعاء 24 ربيع الأول 1431هـ - العدد 15234
رحلة الموت
عابد خزندار
يتجمعن كل صباح في ساحة إحدى المدن الكبرى ، ويأتين من مناطق مختلفة من المدينة ، والنهار لم يسفر بعد ، والجو بارد ولزوجته تتسلل إلى كل خلية في أجسامهن ،وأخيرا يأتي الفان أو الباص المتهالك ، وينقلهن إلى حيث يعملن ، إلى مسافات قد تصل إلى 200 كيلومتر ، إلى هجر وقرى صغيرة ، وذلك عبر طرق متعرجة وضيقة ذات اتجاه واحد ، وكل واحدة تضع يدها على قلبها ، فربما يكون هذا آخر يوم في حياتها ، وتتطلع إلى عيون جاراتها ، وتتساءل من ستكون الناجية في هذا اليوم ، ومن التي ستلقى حتفها ؟ وليس هناك أي بصيص من الأمل في الخلاص فكل الطرق غير التعليم ، والتعليم في الأماكن النائية مسدودة أمامهن ، بالأمس بدأ مسلسل الحوادث ، في طريق تيماء - تبوك في الصباح المبكر طبعا عندما دهمت ناقلة أربع مركبات مخصصة لنقل مدرسات وقد قتل ثلاثة سائقين ، وجرحت إحدى عشرة معلمة ، وقالت إحدى الناجيات إن المركبات كانت تقل 29 معلمة وأن أحد السائقين الراحلين زوج معلمة ، وهذا السناريو يتكرر كل عام ومنذ عشر سنوات دون أن يتمكن كل الذين رأسوا مدارس تعليم البنات من وضع حد ، وإيجاد حلول له مع أن الحل معروف وبسيط ، وغير مكلف ماليا ، إذ لا يجب أن تُبنى مدرسة في قرية أو هجرة إلا إذا بني بجانبها دار لإسكان المعلمات ، فهل نفعل ذلك وننقذ بناتنا ، أو أن نتركهن ليختطف الموت الغادر حصته السنوية منهن عاما بعد عام؟
|