بئر المقداد ..
بئر المقداد .. بئر المقداد .. بئر المقداد .. بئر المقداد .. بئر المقداد ..
كما تعودتم منا دائماً الكتابة حول حدث يمر بي أو اشاهده أمامي ولا أستطع أن أمنع نفسي من الكتابة فتجدني أتسربل ورقة وأمتشق قلم لأعبر عما أختلج بفؤادي , وعادة ما يكون الأمر متعلق بمنطقتنا !!؟
فهذا الصباح كنت أقف على بئر يزيد عمرها عن مئتي سنة تقريباً , ووجدت بها طي للحجر متقن جداً من معلم ماهر بلاشك , وكنت أسائل نفسي وانا انضر للمقداد الأعظم كيف كان لهم تلك القدرة والمهارة التي تمكنهم من حفر هذه الأبار بأطوال عميقة وطيها بالحجر ,فما كان مني الا استنتاج طريقة البناء من المقداد حتى لا أكون في ذهول يشككني في قدرتهم على ذلك كما فعل شيخنا قبل فترة من الزمان , يقول اول ما يحددونه قديماً مقاس البئر فإذا اردنا مساحتها خمسة في خمسة بدأنا بالحفر ستة في ستة وهكذا , وعند حفر الثلاث امتار الأولى نضع الطي وهو حجر يبنى بسماكة ربع المتر او نصفه لكي يعتمد عليه التراب والرمل المتساقط من حواف البئر ويعتمد عليه , وبعد مسافة من الحفر يتضح لهم التراب الطيني او الوان اخرى من التربة يتيقنون من خلالها بوجود ماء وفير .
ولكوني ذهلت بتلك الأحجار المطوية على البئر وطريقة تداخلها مع بعضها البعض وتناغمها واحجامها القريبة فأجابني , انهم كانوا ينحوتونها من الجبال القريبة أو الأحجار المستخرجة من البئر فينحتونها حتى شكلوها نسيجاً من حجر قوي اشبه بكتلة واحدة لا تنفك عن بعضها .
ثم يستطرد ويقول كانت تواجهنا صعوبات في بعض الأبار حتى اننا نتركها لصعوبة حفرها ويكون في ذلك مشقة كبيرة وخيبة امل !
ثم يقول حتى اذا وصلنا الماء أتسمت أسارير الحفارين وأهل القرية بالفرحة والسرور وكبروا وهللوا وأقامو وليمة حمداً وشكراً لخالقهم .
فشتان ما بين الأزمنة !!!
المقداد
|