الملف الصحفي للتربية السبت 25-04-1431هـ

[صقر قريش]

الرياض :السبت 25 ربيع الاخر 1341هـ - العدد 15265
مشاريع بشاهدين وعمدة..؟!
راشد محمد الفوزان
قرأت قبل أيام قليلة، أن على كل امرأة سعودية تريد أن تستثمر بإنشاء مدرسة أجنبية (هل ينطبق على المدراس العادية الأهلية؟) عليها أن تلتزم بالشروط التالية، الأول إحضار إقرار شاهدين مصدق من عمدة الحي يفيد بأن طالبة الترخيص ليست موظفة حكومية، الشرط الثاني إحضار دراسة كاملة عن المشروع ويضاف له ضمان بنكي، وشرط ثالث أن يكون المستثمر طالب الترخيص مقيماً بنفس المنطقة التي يطلب لها ترخيصاً. وبشترط الترخيص أن المدة الزمنية له هي سنة واحدة فقط ينظر في تجديده أو عدمه بناء على توصية من إدارة التربية والتعليم. هذه الشروط طبقا لما قرأت أن صدقت وهي الأقرب لأن الوزارة لم تنف هذا الخبر والاشتراطات. حين نقرأ هذه الشروط المعقدة جدا للمرأة السعودية التي يلزمها إحضار إقرار من شاهدين، لماذا هذا الشرط من شاهدين للمرأة ما هي مبررات هذا الشرط والمشروع تعليمي استثماري يدعم المجتمع من خلال مدارس أجنبية تخفف أزمة المدراس الحكومية التي حولت المنازل إلى مدارس ومناهج دراسية كل سنة يعاد النظر بها، لماذا المرأة هنا لا يعترف بها وببطاقتها الوطنية,، أليست البطاقة الوطنية كافية بتعريف المرأة؟ لماذا نصر على شاهدين ونضيف لها الآن "العمدة" لكي يثبت أنها ليست موظفة حكومية، أليس هناك نظام معاشات التقاعد؟ أليس لكل موظف حكومي رقم في معاشات التقاعد واستقطاع شهري من راتبه، إذا هو موجود في حسابات معاشات التقاعد، إذا لماذا شاهدان وعمدة ليثبت أنها ليست موظفة حكومية؟ وإن كانت موظفة أهلية فلا شأن للوزارة بها، أعمال استثمارية لها شروطها.
لما تضع وزارة التربية هذه الشروط التعجيزية حقيقة أمام المرأة، ولا تعترف الوزارة ببطاقة الهوية الوطنية التي تصدر من وزارة الداخلية، فهل الشاهدان أو العمدة أكثر موثوقية من البطاقة الوطنية التي تصدر من وزارة الداخلية، أليس المرأة تسافر بجواز سفر ويعترف به كل دول العالم ولوحدها؟ لماذا نضع العصا في دولاب انطلاق عمل المرأة لماذا نضع العراقيل التي لا مبرر حقيقياً لها؟ بدلا من الدعم الذي أفترض أن يقدم للمرأة أكثر من الرجل لظروف ومصاعب أن تعمل ببيئة تسهل لها نجد أن الوزارة تعقد أكثر مما تحل، وهذا لا يمكن أن يكون عملاً استثمارياً حقيقياً للمرأة، وهل العمدة سيكون يعرف المرأة؟ وهل الشاهدان لتعريف من هي المرأة؟ انتهى هذا الزمن الذي يقول للمرأة من أنت، فيكفي بطاقتها الشخصية، وعلى الوزارة أن تعمل على وضع إدارة خاصة للمدراس الأهلية من النساء لا من الرجال إن كان لا يوجد حلول إلا برجل، فلماذا لم تستحدث إدارة خاصة من النساء لحل أزمة النساء المستثمرات والتعريف بهن وكل ما تريد من حلول، لم أتصور أو يمكن أن نفكر أن نصل للتعامل مع المرأة وفق شهود وعمدة لكي نعرف من هي المرأة؟ في وقت وصلت المرأة السعودية إلى قمة الهرم الطبي والتعليمي والذي تفوق على الرجل بكل جدارة واستحقاق، لماذا نحن ببلادنا من يقف بوجه عمل المرأة ونضع العراقيل، وحين تتجه للخارج نجد الجوائز والأبحاث تحققها مرأة، لم نشاهد إنجازات طبية سعودية أو غيرها حققها رجل وهو الذي يحصل على كامل الفرصة، بعكس المرأة التي تحصل على ربع الفرصة، فقد تحتاج الفرصة الكاملة بشاهدين وعمدة حي؟!