الفطرية على هامش رحلة الوفد (ح1) .

[رويعي الغنم]

الفطرية على هامش رحلة الوفد (ح1) . الفطرية على هامش رحلة الوفد (ح1) . الفطرية على هامش رحلة الوفد (ح1) . الفطرية على هامش رحلة الوفد (ح1) . الفطرية على هامش رحلة الوفد (ح1) .

بسم الله الرحمن الرحيم .
لا شك أنكم قد تابعتم سلسلة حلقات ابن ابي محمد (وفد ثمالة الى أرض ألأحباش) بمنتدى الرحلات , المنتدى الذي نقترح فصله عاجلا غير آجل عن الفعاليات والمناسبات .
سلسلة ابن أبي محمد التي أوقفها بسبب نزول موضوع جديد لأبي عبدالرحمن , وهو أيقاف مؤقت يتجنب به الوفد استثارة حنق ونقمة المشرفين , لريثما يأخذ موضوع مشرفنا العام حقه من القراءة والتعليق ..





وخلال هذا التوقف لسلسلة ابن ابي محمد ستنتقلون الى حبل من حبال الرويعي يطلعكم خلاله على شيء من التعليقات على بعض مظاهر الحياة الفطرية بأثيوبيا (وخصوص النباتية منها) .
وعندما نقول البعض فأنما نعني به أقل القليل , لمحدودية الديار التي وطئتها أقدام الوفد الكريم , وضيق وقت الرحله (شهر تقريبا) , وكثرة النباتات والأشجار المجهولة التي فضل الوفد (بناء على توجيهات الشيخ الحكيمه) غض النظر عنها وتجاهلها وكأن لم تكن , حتى لا يقولن قائل من المغرضين (كأمثال المخاوي ومن لف لفه من المساكين المغرر بهم ) بأن الوفد مثله كمثل الذي يحمل أسفارا عندما جلب الصور ولم يجلب معها التعريف بها...
ولا نخفيكم أننا كنا متلهفين أشد ما يكون التلهف , لرؤية الشث والطباق والشرم والضرم والسعبر والشيع فلم نرها ولم نر غيرها من الكثير من الشجيرات التي تزدان بها الكثير من ذرى جبال السراة .
وربما أنها في الجبال الشمالية مما يلي أرتريا , ألا أن الوفد لم يصل لتلك الديار.




بعد هذه المقدمة , فأن خير ما نبدأ به موضوعنا هذا , هو تلك الشجره ذات الغصون النضره , وذات الثمرة التي كتب لكم عنها ذات مره , وعن مشروبها وعن شيء من تاريخها (بمنتدى التاريخ) شيخكم أبو نقشه .



فمن أراد منكم ألأطلاع على ذلك المكتوب , فما عليه سوى ألأتجاه الى الرابط التالي : http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=46052[FONT='Arial'
أنها الشجرة التي كانت ولا زالت تنبت في البراري الى جانب زراعتها في الحقول , وتتصدر ثمارها ومشتقاتها صادرات أثيوبيا (35%من الصادرات) , وتشغل مساحة من ألأراضي تقدر بحوالي خمسمائة وستين الف هكتار.

أنها الشجرة التي خطف العرب أسمها العام واسمها العلمي , وأصبحت عندهم قبل غيرهم واجهة للجود والكرم وحسن الضيافه , لبينما كانوا قبل قرون قلائل يجلدون شاربها وبائعها ومعدها وجالبها ومستجلبها وكل من كان له صلة بها .
خطفها العرب بالرغم من أن موطنها ألأصلي هو بلاد ألأحباش , ثم أنطلقت بعد ذلك من عقالها , وانتشر تعاطي مشروبها في كل أنحاء المعمورة بعد عبورها من اليمن لمكة ثم الى القاهرة واستانبول بالرغم من حملها لأسم من أسماء الخمور وهو القهوه, وانتقلت زراعتها بعد ذلك الى مناطق نائية من ألأمريكتين وآسيا وغيرهما من القارات ..

أنها شجرة البن التي يطلق عليها ألأثيوبيون أرابكا كافي (coffee arabica) , ولست أدري عن أسمها ألأصلي في لغاتهم وتفرعاتهم الأقليمية والعرقية .
هي الشجرة الدائمة الخضرة التي ترتفع الى أكثر من ثلاثة أمتار , بنوامي رفيعة متفرقة , وأوراق قانية الأخضرار مصقولة ألأسطح , وثمار في حجم الحمصة الكبيرة أو نبق السدر في دياركم , تبدأ زهورا بيضاء تكسو شبرا من رؤوس ألأغصان , ثم تتحول الى ثمار خضراء يتحول لونها الى ألأصفرار والأحمرار كلما زاد نضوجها واستواؤها .

وقبل الختام لا يفوتني تذكيركم بأن البن الذي يصلكم ويباع في أسولقكم , أنما هو نوى ثمار البن التي تحتوي كل ثمرة منها على نواتين داخل كل حبة من حبات الثمر , ويحيط بالنوى غشاء وغلاف ثمرة حلوة المذاق كلما مالت الى ألأصفرار والأحمرار .
وبذلك نختتم هذه الحلقة من هذه السلسله (حبل الرويعي) التي أفتتحناها بشجرة البن كما تفتتحون بالبن تكريم أضيافكم .
تابعوا معنا الحلقات القادمة فربما أتاكم معها السمن والسمينة , وشكرا لكم , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...