 
			
				11-01-2010
			
			
			
		  
	 | 
	| 
		
		
		
	 | 
	
	
		
	
		
		
			
			
				 
				كذبات امي الثمانيه؟!!
			 
			 
			
		
		
		
			
                             
 كذبات امي الثمانيه؟!! كذبات امي الثمانيه؟!! كذبات امي الثمانيه؟!! كذبات امي الثمانيه؟!! كذبات امي الثمانيه؟!! 
			مقال رائع أعجبني بأمانة 
 
 
  
 
 
 
 
الدكتور مصطفى العقاد 
  
 
 
ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!..  
 
ثماني مرات : كذبت أمي عليّ !!!... 
  
 
تبدأ القصة عند ولادتي ، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر
  
فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا ....  
وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا :  
كانت أمي تعطيني نصيبها .. وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى 
طبقي كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز  ، فأنا لست جائعة .. 
 
وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهب 
للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا ، وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد 
تساعدني على أن أتغذى وأنمو ، وفي مرة من المرات استطاعت بفضل 
الله أن تصطاد سمكتين ، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت 
السمكتين أمامي فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا ، وكانت أمي 
تتناول  ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك ، فاهتز قلبي لذلك ، 
وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها ، فأعادتها أمامي فورا وقالت : 
يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا ، ألا تعرف أني لا أحب السمك .. 
 
وعندما كبرت أنا  كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ، ولم يكن معنا من المال  
ما يكفي مصروفات الدراسة ، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد  
محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل  
وتعرض الملابس على السيدات ، وفي ليلة شتاء ممطرة ، تأخرت أمي في  
العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ،  فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة ،  
ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ، فناديتها : أمي ، هيا نعود  
إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ،  
فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي.. أنا لست مرهقة .. 
 
وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ، أصرت أمي على الذهاب معي ،  
ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ،  
وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء  
وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت  
قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ،  
بالرغم من أن احتضان أمي لي : كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة  نظرت  
إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه  ، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها :  
اشربي يا أمي ، فردت : يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة ..  
 
وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ، وأصبحت  
مسئولية البيت تقع عليها وحدها ، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ،  
فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ، كان عمي رجلا طيبا  
وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ، وعندما رأى الجيران  
حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق  
علينا فهي لازالت صغيرة ، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة :  
أنا لست بحاجة إلى الحب .. 
 
وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ، حصلت على وظيفة  
إلى حد ما جيدة ، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي  
وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ، وكانت في ذلك الوقت لم يعد  
لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ،  فكانت تفرش فرشا  
في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ، فلما رفضت أن تترك العمل  
خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخذه قائلة :  
يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني .. 
 
وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ،  
وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها  
الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ، فشعرت بسعادة بالغة ،  
وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ، وبعدما سافرت وهيأت الظروف ،  
اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ، ولكنها لم تحب أن تضايقني  
وقالت : يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ... 
 
 
كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ، وأصابها مرض السرطان اللعين ،  
وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها ، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين  
أمي الحبيبة بلاد ، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ، فوجدتها  
طريحة الفراش بعد إجراء العملية ، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي  
ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ، ليست أمي  
التي أعرفها ، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني  
فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ... 
 
وبعدما قالت لي ذلك ، أغلقت عينيها ، فلم تفتحهما بعدها أبدا ... 
إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته : 
حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ... 
 
وإلى كل من فقد أمه الحبيبة :
  
تذكر دائما كم تعبت من أجلك ، وادع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة .. 
أحبك يا أمـي      
 
		 
		
		
		
		
		
		
		
		
			
			
			
			
				 
			
			
			
			
			
			
			
				
			
			
			
		 
	
	 |