رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
نعم.. حااااضر.. يا أبي..!!!
نعم.. حااااضر.. يا أبي..!!! نعم.. حااااضر.. يا أبي..!!! نعم.. حااااضر.. يا أبي..!!! نعم.. حااااضر.. يا أبي..!!! نعم.. حااااضر.. يا أبي..!!!نعم..حااااااضر..يا أبي..!
الخميس 19 مايو 2011 أمنية كل أب وكل أم أن يسمع هذه الكلمة من ولده ردًا على أي طلب الوالدين أو أوامرهما..! ولكن ما يحدث على أرض الواقع شيء آخر..! وكثيرًا ما يردد الآباء والأمهات ذكرياتهم عن أنفسهم وهم أطفال، وكيف أنهم كانوا لا يحسنون سوى قول: (نعم..وحاضر..) لوالديهم..! فما الذي تغير ؟ آباء وأمهات اليوم أم الجيل الجديد من أبنائهم ؟ عزيزي المربي.. إن سمات الحياة السريعة المتلاحقة، والتي تتطلب قدرًا كبير من الكدّ والتعب حتى نوفر حياة كريمة لأبنائنا، جعلت الكثير من الآباء والأمهات يربون أبناءهم تربية سريعة أيضًا خالية من التركيز، لدرجة أنها قد تكون هي السبب في عدم مطاوعة الأبناء لوالديهم أمرًا سهلًا كتلك الصورة التي مازالوا يحتفظون بها عن أنفسهم. وبقليل من التركيز ومراجعة الأسلوب، والألفاظ التي نستخدمها عندما نكلف الأبناء بشيء ما، وكذلك مدى مراعاتنا عندئذ لظروف الابن وحالته النفسية، لعلنا نقف على حقيقة تربوية هامة وهي أن السبب في عناد الأبناء أو إعلانهم للمخالفة والعصيان قد نكون نحن المتسبب الأول فيه..! وهناك أسباب كامنة وراء المخالفة: يخبرنا علماء التربية المتخصصون بأن ذلك يرجع إلى ثلاثة أسباب: السبب الأول: توجيه الأمر إلى الطفل وهو منهمك في الاستمتاع باللعب أو مشاهدة الكرتون أو المذاكرة، ففي هذه اللحظة من المتوقع أن يرفض أن يقاطعه أحد أو يخرجه من دائرة تركيزه. السبب الثاني: ربما كان الطفل لا يحب ما يطلب منه أن يفعله، كالذهاب إلى طبيب أو أخذ الدواء أو السباحة أو النوم. السبب الثالث: لفت انتباه الوالدين؛ فقد يفتقد الطفل الشعور بالاهتمام من والديه فيريد أن يلفت إليه أنظارهما بأي وسيلة حتى ولو كانت من خلال العقوبة أو إثارة غضبهما عن طريق المخالفة وعصيان الأوامر. ومن هنا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا يصنع الآباء والأمهات عندما يتمرد أطفالهم ويعلنون العصيان ويرفضون الطاعة؟ هناك فئة كبيرة من الآباء والأمهات يقابلون هذا السلوك الطفولي بالإهانة والتقريع وتوجيه السباب والشتائم، بل ربما وصل الأمر إلى حدّ الدعاء على الطفل بمكروه، ظنًا منهم أن هذا هو افضل علاج لهذا التمرد والعصيان، لكن النتيجة المعروفة سلفًا هي: الفشل التام، وذلك يرجع إلى أنهم سلكوا في سبيل العلاج طرقا قد نهانا الله تعالى عنها، كما أنها غير مجدية. العلاج النبوي لهذا السلوك: إن طريق العلاج يبدأ بتجنب أسباب عدم الطاعة وتلاشيها، فالسبب الأخير يعالج بالاهتمام الحقيقي-غير المصطنع- بالأطفال، وهذا ما كان يصنعه النبيصلى الله عليه وسلم بمصاحبته لهم ومجالستهم وملاعبتهم، ورعاية جميع شئونهم. أما السبب الثاني فإنه يعالج بشرح فائدة الأفعال المطلوبة وأهميتها للطفل، ومحاولة إقناعه بها قبل تكليفهم بأدائها، بل ومساعدتهم على أدائها بنجاح عن طريق التدرج والتشجيع والإرشاد. وأما السبب الأول فيعالج بأن نتحول من لهجة الأمر إلى لغة السؤال، فبدلا من أن نقول له " اذهب إلى المنضدة لتأكل" نقول له:" هل تود أن تأكل الآن؟" وهنا ندع فرصة للطفل أن يقول نعم أو لا، فيكون هو صاحب الرأي وليس مفروضا عليه. عزيزي المربي: إذا أردت أن تطاع..فأمر بما يُسْتطاع..! لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، فلكل إنسان طاقة وقدرة لا يستطيع تجاوزها، وإذا طلب منه ما لا يستطيع فهو واقع في التقصير لا محالة. ولذلك فإن من فطنة المربي أن يتعرف على إمكانيات أبنائه، فيطالبهم بما حتى لا يجرئهم على العصيان والمخالفة. و الإمام الغزالي، وهم من أقدم من كتب في تربية الأبناء من علماء أمتنا، يضع بعض الضوابط لمساعدة الأبناء على برّهم، وعدم عقوقهم بمخالفة أوامرهم، يقول رحمه الله:( للوالد أن يعينهم على برّه ولا يكلفهم من البرّ فوق طاقتهم، ولا يلح عليهم في وقت ضجرهم، ولا يمنعهم من طاعة ربهم، ولا يمنن عليهم بتربيتهم) [اللمسة الإنسانية، د.محمد بدري ص(224)]. ومرحبًا ببعض المخالفة..! لا تنزعج من مخالفة الابن أحيانًا؛ فإن ذلك أحد مظاهر استقلال شخصيته، فنحن لو قلّلنا نسبة عدم الطاعة حتى تؤول إلى الصفر، قد نجعله مطيعا لأي شخص(حتى الأعداء) ومنفذًا لجميع الأوامر الصادرة إليه (حتى ممن هم في مثل سنه) لذلك فإنه لا يجب أن نتمادى في إرغام الطفل على الطاعة باستمرار، فقليل من عدم الطاعة يمكن أن يحدث ، ولكن لابد أن يحتفظ الآباء بحقهم في طاعة الطفل لهم- في غير معصية- إن احتاجوا ذلك. لا لعسف الأوامر..! (لا تجلس على هذا المقعد – قم الآن وفورًا اشتري هذه الأغراض من البقالة – اترك ما في يدك وساعد أخاك الصغير في واجباته – اغلق فمك! – اذهب لغرفتك – لا أريد سماع صوتك..! ) إن أقل الأضرار التي تسببها الأوامر الصارمة هي الرفض أو المخالفة، فضلًا عن إصابة الطفل بالخوف وتدمير ثقته بنفسه، وعجزه عن تأكيد ذاته إذا ما اضطر مرغمًا لتنفيذ ما يطلب منه. [التربية الخاطئة وعواقبها، زهرة زكريا ص(57)، بتصرف]. امنحه البدائل والاختيارات: وذلك حفظًا لكرامته وماء وجهه، وإبعاد فكرة القهر والإرغام عن ذهنه؛ فيستحسن أن تقدم اختيارات وبدائل متاحة لطفلك؛ ليقوم هو بالاختيار منها،فنقول له: هل تريد أن تأكل الآن أم بعد خمس دقائق؟ فإذا قال: بعد خمس دقائق، نقول له: حسنا لك ذلك، فإذا لم يستجب بعد خمس دقائق نعطيه إنذارًا واحدًا فقط(إذا لم تذهب إلى الطعام الآن ستحرم من حدوتة قبل النوم، فإذا لم يتراجع فيتم حمله بكل رفق ومداعبة ولين ولكن مع ضرورة حرمانه من حدوتة قبل النوم بالفعل..! التكرار الحاسم: وهو أسلوب فريد عالج به النبي صلى الله عليه وسلم رفض الطفل للأوامر، فهذا أنس بن مالك –رضى الله عنه- عندما كان غلامًا رفض أن يذهب حيث أمره النبي صلى الله عليه وسلم ، بل وخرج حتى يمر على الصبيان وهم يلعبون في السوق ليلعب معهم، فلم يكن من رسول الله إلا أن تابعه، فمشى خلفه وقبض بقفاه من ورائه، ثم قال له وهو يبتسم:" اذهب يا أُنيس حيث أمرتك"، وهنا قال أنس-رضى الله عنه- نعم أنا ذاهب يا رسول الله. التحذير التنازلي: من أصعب الأوقات على الطفل أن تطلب منه ترك فيلم الكرتون الذي يشاهده من أجل تناول الطعام أ أداء الواجبات المدرسية المتأخرة،وهكذا مع أداء الشيء الممتع يكون من الصعب قطعه أو التوقف عنه من أجل شيء آخر، وهو ما يسمى بالأوقات الانتقالية. وتطبيق نظام التحذير التنازلي يكون علاجًا نافعًا لتلك المشكلة بهذا الشكل: سوف نخرج خلال نصف ساعة من الآن؛ لذا يجب عليك يا أحمد أن تجهز نفسك...! سوف نخرج بعد عشر دقائق من الآن؛ عليك أن تسرع وتجهّز نفسك...! سوف نخرج بعد دقيقتين من الآن ..! الدقة والتحديد: على المربي أن يكون واضحًا ومحددًا في طلبه، يبتعد عن الألفاظ العامة الواسعة لأنها تصيب الطفل بالحيرة والارتباك، كما أن اللفظ المحدد يعطي الطفل رسالة أن هذا الطلب واجب النفاذ لا يقبل المماطلة والتأجيل من قبل الطفل، فبدلًا من أن تقول:( نظف غرفتك !) تقول:( ضع ملابسك في الدولاب – أحضر المكنسة ونظف السجاد، رتب أدواتك على المكتب) التوجيه المرح: فمثلًا إذا بعثر الأطفال ألعابهم وأدواتهم المدرسية، وأوراق الحلوى التي أكلوها في أرجاء الغرفة، فأصبحت في فوضى عارمة..والمتوقع ألا يوفق الأبناء على إعادة ترتيبها بسهولة..يمكنك عزيزي المربي أن توجههم بالطرق المرحة الآتية: - يمكن أن تأمرهم بصوت إنشادي فتقول : الألعااااب..الأقلاااام..الأوراااق..كم أنا مستاااء من هذه المناااظر - أو بصوت ولهجة زعيم العصابة، فتقول: أيها الرفاق..أرى من الأفضل إزالة أوراق الحلوى، ووضع الأدوات المدرسية في حقائبكم بسرعة، وإلا ستكون هناك مشكلة كبيرة. - أو بصوت إنسان آلي، هكذا: كل.....هذه.....ال.....أش.....ياء.....ال.....كتب... ..ال.....لعب.....قشر.....الموز.....ورق.....الحلوى. ....تحتاج.....ل....أن.....تختفي.....قبل.....ال.... .عشاااء..! - أو بأسلوب وصوت خطيب مفوه، هكذا: أيها المحترمون، سيكون العَشاء في تمام السابعة، لنتكرم جميعًا بتنظيف المكان حتى يتسنى لنا تناول العَشاء في جوّ مريح. [حتى لا نشتكي، محمد سعيد مرسي، ص(65)، بتصرف]. وأخيرًا ..عزيزي المربي تبق تربية الأبناء مهمة شاقة ومسئولية كبيرة يلزمها الكير من الصبر والتعلم.. والأخذ بكل أسباب نجاحها بدءًا من انتهاج طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في تربية الصغار؛ فهي الأسوة والقدوة لجميع المربين، إلى تعلم الجديد والاطلاع على أحدث أساليب التربية والتعامل الواعي مع الأبناء لتظفر ببرهم وطاعتهم، ولتصير إجابتهم دائمًا: نعم يا أبي..حاضر يا أبي... المصادر: - اللمسة الإنسانية، د.محمد بدري. - التربية الخاطئة وعواقبها، زهرة عاطفة زكريا. - قبل أن تشتكي، محمد سعيد مرسي. - مرشد الآباء والأمهات لعلاج أصعب المشكلات، محمد سعيد مرسي. |
مواقع النشر |
|
|