|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
التنمية البشرية وتطوير الذات يختص بجوانب تنمية الذات واكتساب المهارات وتطوير قدراتنا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
طحالب الفكر العربي / عبد الله الناصر ,,,
طحالب الفكر العربي / عبد الله الناصر ,,, طحالب الفكر العربي / عبد الله الناصر ,,, طحالب الفكر العربي / عبد الله الناصر ,,, طحالب الفكر العربي / عبد الله الناصر ,,, طحالب الفكر العربي / عبد الله الناصر ,,,طحالب الفكر العربي / عبد الله الناصر هناك مفكرون عمالقة خلقهم الله مفكرين بطبعهم، وهناك توابع وأذيال، وهم أولئك الذين دخلوا مدرسة الفكر عند إعلان نتائج الامتحان..! يقرأ احدهم لفيلسوف كأفلاطون وابن رشد أو هيغل مثلاً، ثم يهيج ويعتقد انه اصفر واستوى على سوقه، ويبدأ يعربد على الورق الصحفي، يُنَظّر وينتقد، ويقدح، ويمدح، وكأن الأخ صانع الفكر الأول والأخير..!! أقرأ بعض ما يكتبه أولئك وأشاهد بعض مقابلاتهم التلفزيونية وقد تحولوا إلى مشعوذين، ودراويش، يهزون الرؤوس.. يجادلون، ويسخرون، ويهزؤون، ويطرحون قضايا أعقد وأصعب من أن يخوض فيها عباقرة الفكر، فكيف بالأوباش، والبُله، ومرتزقة الكتب، وقصاصات الجرائد والصحف..!! ليس من حق أحد أن يحجر على كتابة الناس، فالكتابة حق للجميع ولا مانع أن يتفلسف من شاء، وأن يفكر كما يشاء، وأن يكتب كما يشاء.. ولكن المانع هو أن يتجاوز حدوده المعرفية، والفلسفية.. فينفش ريشه، ويحلق في سماء من الوهم الأجوف، فيحط من الفكر، أو من عمالقة الفكر في التاريخ، بمجرد أنه عرف أن التيار ضدهم.. فراح يزدريهم بذات منفوخة بالأنا والتعالي الأجوف، فتسمعه يكرر: "نحن نرى، وقلنا، وكتبنا، ورأينا، ونصحنا، إلى آخر ما ينتهي بنون وألف". وهذا الفيلسوف، أو هذا المفكّر العملاق، أو الذي صنعه هذا الدهر "المُفنءدُ الخَبَل" كما يقول عمنا الأعشى كل حظه من العلم والمعرفة أنه قد قرأ موضوعاً أو موضوعين أو فصلاً أو فصلين أو حتى كتاباً أو كتابين ولخص أفكارها، وجمع بعض نقاطها، ودسها دساً مشوهاً، في موضوع يخادعك بأنه شيء من الفلسفة، وهي -إن صح التعبير- فلسفة إنشائية وليست برهانية، أي انها لا تقوم على الدليل والحجة والبرهان لإثبات صحتها.. كما تجده ينثر بعض أسماء فلاسفة غربيين في ثنايا حديثه كي يبهر الناس بثقافته الوهمية هذه، وهذا ما يسمى بالانجليزية name dropping. إن هذا (المثقف) وأمثاله مهما انشأوا وأكثروا من الخرط حول الفلسفة فإنهم لن يكبروا ولن يكونوا فلاسفة مهما امتد بهم العمر.. لأنهم زبد وفقاقيع وطحالب ينطبق عليهم قول الشاعر زياد الأعجم: وَهُمُ مِن العَمل الزّاكي بمنزلةٍ كَطحلبِ الماءِ لا أصلٌ ولا وَرَقُ لاَ يكبَرون وإن طَالت حياتهُمُ ولو يَبولُ عليهم ثَعلبٌ غرقوا وما أكثر الطحالب، وما أكثر الغارقين في أبوال الثعالب..! أما المفكرون العظماء فبعضهم كتب كتاباً واحداً وهز الدنيا وغير مسارها الكوني، أما الثرثارون والمتنطعون والجماعون والحائرون، الخابطون في كل شيء، وفي الشيء واللاشيء، فكتاباتهم لا تذهب إلى الرؤوس فتبني فكراً عظيماً، وانما تذهب إلى البطون فتزيدها مغصاً وقرقرة ووجعاً، ولا يمكن أن تذهب إلى العقل لتزيده ثقة وايماناً.. أنا لا أتجنى على أحد، ولكني أعرف بعضهم، وجلست إليهم وسمعت فكرهم، وعرفت سلوكهم، وبعضهم أتابع تاريخه ونشأته الثقافية وعمله المهني، وأضحك منه وهو يتشدق حين تستمع إليه في بعض القنوات، وقد جحظت عيناه كعجل مخنوق!! ربما من شدة الوعي، وربما من شدة الوحي والإلهام الذي وقع عليه.. فهو بتعابير وجهه الجاحظية هذه يستنكر ويستنكف أن يناقش أو يجادل في رأيه..!! حينما يربط المفكر، أو من يدعي أنه مفكر، أو فيلسوف فلسفته بواقع سياسي، معين، فيجعل هذا الواقع السياسي الحالي نتيجة لتأثير فكر معين، ويحمل تبعة هذا الواقع على ذلك الفكر، وينسى أن السياسة اليوم تصنع وتدار في كواليس ووزارات الدفاع الغربية وتنفذها فلسفة القوة والمصلحة المؤقتة، وأنها تتغير وتتبدل وفقاً للمصلحة، والمنفعة فهو إنما يكشف عن عواره الفكري والفلسفي من ناحية، وورعه ولاهوتيته الغربية من ناحية أخرى.. فأولئك عندما يفشلون، أو يجبنون في مواجهة الحقيقة، أو الحديث عن الأسباب الفعلية، وعن أسباب النتن والعفن السياسي، والاجتماعي في مكان ما أو بلد ما، فإنهم بدلاً من اسقاط فلسفة الواقع على تاريخ الواقع والحاضر نفسه، فانهم يسقطون ذلك على التراث، ويعيدون نبش القبور، وهذه الحيل هي دائماً وسيلة الرغائين الذين بلغ بهم الاستخذاء، درجة جعلت استجداء الغرب واسترضاءه، والركوع له بجلد الذات، وجلد التاريخ، وبالانكسار أمامه، والتسول في مقاهيه الفكرية، حداً تجاوز المهانة والصغار والعبودية..! لقد سمعت أحدهم يهذي، ويجدف، ويذهب يميناً وشمالاً، ببلاهة لا متناهية، ثم يختم حديثه: بأن كل ما يقع للعرب اليوم هو نتيجة لحادثة: "سقيفة بني ساعدة"، فقلت حقاً إن هذا يستحق براءة اكتشاف، وأن عليه ان يبلغ الانتربول فوراً لاصدار مذكرة استحضار تاريخي لأصحاب السقيفة..!! لأن هذا يعني ان احتلال فلسطين منذ ستين عاماً، واجتياح بوش لبغداد، وقتل مليون ونصف شهيد في الجزائر واحتلال المغرب والسودان ومصر والشام، وما حدث في سقيفة سايس بيكو، كل ذلك كان نتيجة من نتائج سقيفة بني ساعدة!! وأن تخلف المكسيك والارغواي وما حدث في هانوي وهيروشيما وفي فيتنام، وإبادة الهنود الحمر، وربما محرقة "الهلوكوست" المزعومة، كل ذلك نتيجة من نتائج سقيفة بني ساعدة.. ربما بحجة ان اليهود اخرجوا وطردوا من حيث عادوا وان كل ما يحدث في عالمنا العربي اليوم من تدمير وتشريد وتجويع وتخويف، بل وحتى أمراض البواسير التي يعاني منها موظفو جامعة الدول العربية هو نتيجة لذلك ايضاً.. شيء مخجل، وضحل أن تسمع مثل هذا الهذيان المحموم.. أن تسمع مثل هذه الخزعبلات التي يحاول أصحابها اضفاء روح الواقعية، والعلمية عليها ليجعلوا منها مشاجب ومبررات لتخلف وقهر الشعوب.. وهي مبررات متخلفة، وجاهلية ومختلة العقل، والحقيقة.. فالعصر اليوم تسوده فلسفة القوة ومنطق القوة.. وصناعة القوة لا علاقة لها بكتب التاريخ فموارد العلم اليوم وأبوابه مفتوحة للجميع، ومن يريد أن يصنع مجداً وتقدماً فإنه سوف يدركه.. ومن يدخل معركة التنمية الحقيقية فإنه سوف ينتصر.. فعباد بوذا، بل وعباد ومقدسو الأبقار، أصبحوا ينافسون أمريكا في صناعة التقنية.. لسبب بسيط وهو أن لديهم إرادة، ولديهم إصراراً على صناعة الإرادة، وليسوا صُنّاع تبعيةٍ وعمالة..!! كما أن موروثنا هو موروث انساني، وثقافتنا ثقافة إنسانية مثلها مثل جميع الثقافات الإنسانية، ليست كلها صواباً، وليست كلها خطأ، ولكن المؤكد انه ليس في موروثنا ما يمنعنا من الإبداع والارتقاء، أو من الصناعة، أو من دراسة الطب، والهندسة والفيزياء والكيمياء وبناء المعامل ومراكز البحث العلمي.. ولكن مع الأسف اصبح الموروث هو كما يقول المثل الشعبي: "الجدار القصير" الذي يقفز عليه كل متشدق، أو مستغرب، أو شعوبي النزعة، لأن هناك أسباباً للتخلف هو أجبن وأعجز من أن يخوض فيها.. فيا أيها المتفلسفون اتقوا الله فينا إن كنتم ممن يؤمنون بالله.. أو فاتقوا نظرة الخجل والاحتقار من الآخرين لهذا الهدير الكاذب، والجعجعة المفضوحة، والهذيان المسرف، بل وهذه القوقأة التي تشبه قوقأة الدجاج.. فالدجاج هو أكثر الطيور صياحاً وبربرة وقرقرة.. وأما الصقور الجوارح فهي أقلها نطقاً وهي أصلبها مخلباً. وياأيها المهرجون أمام مسرح الذبح في العراق، وفلسطين، ومناطق أخرى في عالمنا المنكوب.. أعلموا انه عندما تدوي بنادق الصيادين في التلال والأودية، فإن الأغربة يكثر نعيقها، وأما الذئاب فإنها تعرف كيف تحمي أوجارها، وما أكثر صيادي هذه الأمة اليوم، الذين يصطادون ثرواتها وخيراتها، وأرضها وأمنها وإنسانها، وما أكثر كلاب الصيد من بني جلدتها التي تلغ في دمائها.. ولقد قيل: عندما تترقب قدوم الصّياد فإنك ترى كلابه أولاً..!! |
مواقع النشر |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
غفوة فوق لهيب الفكر ..!! | مايميزني لقب | الــمـنـتـدى الـعـام | 11 | 05-19-2010 08:45 PM |
حقوق الانسان بين الشريعه الاسلاميه و الفكر القانوني الغربي | alsewaidi | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 1 | 10-01-2009 01:32 PM |
الفكر المتصلب ...؟ | ورد الجوري | التنمية البشرية وتطوير الذات | 8 | 01-06-2008 10:12 PM |
طلبت الله يسهلها=ويصفا الفكر وانظمهاا | ابو دبا | الديوان الأدبي | 7 | 07-28-2006 07:46 PM |