الوداع ..

[هيام]

الوداع .. الوداع .. الوداع .. الوداع .. الوداع ..

خرجت و الفرحة تتراقص على شفتيها تتجاذب أطراف الحديث مع صديقاتها كأنها نحلة تحوم حول الزهور أو فراشة تداعب النور
وجهها الطفولي البرئ وخصلات شعرها المتطايرة على ظهرها الصغير تريد أن تزف خبر نجاحها لأمها ذات الحضن الدافئ الحنون
وعند زاوية الطريق رأت ما أذهلها و عقد لسانها أخذت تسارع من خطواتها وقد خيل لها ان الطريق لا نهاية له
رأت والدها وهو يبتعد عن المكان اذاً لابد في الامر شئ من النضال
هذا لم يكن الوقت الذي يزورها بالعاده


دقت الباب وقد أضطربت مثل أضطراب الطبول أرتمت في أحضان أمها وهي تسمع إيقاع نبضها وقد أغرقت عينيهما بالدموع
والدموع تزيد من هم المشتكي !!
عرفت أنه حان وقت تخر الجبال ..
وأن الآمل الذي كان..كان منحوت على الرمال
كان والدها رحيم طيب القلب راجح العقل
ولكن هذه هي الأعراف ..تربى البنت في بيت أبيها

بعد ان سمع بنية أمها بالزواج
بدأت الأم المغلوبة على أمرها بجمع أغراض صغيرتها و قلبها يعتصر من الألم على الفراق ..

نعم غدا الموعد
بأتت أخر ليلة وهي ممسكة بيد أمها تقضي الليل آهات و تدفن الضيق بالقلب الحنون و تمسح الأم على شعرها والدموع تعانق رمشها..
فما معنى الحياة اذا افترقنا ؟
وهل يجدي النحيب فلست ادري ؟

حان وقت الوداع و تسارعت نبضات قلبيهم وبدأت غصة في الحلق و سقطت الدموع بلا صوت تحرق الوجنات وتنثر العبرات وعجز اللسان عن الكلام..
تحظن امها كانها عصفور يرتعد يبحث عن الدفئ..
و قلبها يتألم يرتجي و يتأمل ...
هي من يدفع ثمن الطلاق !!
اخذت تلوح بيدها مودعه تسترق النظرات شاقة طريقها لتبدأ

حكاية خلف تلك الجدران.....

هيام