شِبِّيحـة! شِبِّيحـة! شِبِّيحـة! شِبِّيحـة! شِبِّيحـة!
شِبِّيحـة
أ.د عبد الله الدايل
كثيراً ما نسمع إخواننا السوريين منذ بَدْء الأحداث الأخيرة التي مَرَّت على سورية يقولون: (شِبِّيحة) وهذه الكلمة عربيَّة صحيحة معناها في الاصطلاح: عصابات مُدَرَّبة موالية للحكومة السورية تمارس أقصى درجات العنف والتعذيب والقتل ضد الشعب السوري الذي يطالب بحريته وحقوقه. وسألت بعض السوريين عن سبب التسمية بالشَبِّيحة فأجابني بعضهم بأنَّ ذلك منسوب إلى سيارات الشبح (المرسيدس) الباهظة الثمن والفخمة جداً التي كانت الحكومة تهديها إليهم لتضمن ولاءهم لها. أما في اللغة فالشبح كما في المعاجم اللغوية الشخص الذي لا يتضح من بعيد ويكون قويّ الذراعين جلاداً يقال: شَبحَ الشخص أي مَدَّه ليجلده، جاء في المصباح: «شَبَحَه: ألقاه ممدوداً يُفعل ذلك بالمضروب والمصلوب، والجمع أشباح». و(الشَبّيحة) جاءت على أحد أوزان المبالغة وهو وزن (فِعِّيل) يقال: شِبّيح للمفرد وشبيَّحة للمؤنت والجمع للمبالغة والتكثير؛ لأنَّ الذي يوصف بهذا الوصف يكثر وقوع أعمال الشرّ والعنف منه مثل شِرِّيب وشِرِّيبة لكثرة الشرب. وكلمة (شِبِّيحة) لصيقة بالشرّ، لذلك يقال: شبح الموت، وهم أشباح بلا أرواح. فهناك التقاء بين المعنى اللغويّ والاصطلاحي وبخاصة جانب العنف.