ذكريات أليمة.. في مطلع العام الهجري ذكريات أليمة.. في مطلع العام الهجري ذكريات أليمة.. في مطلع العام الهجري ذكريات أليمة.. في مطلع العام الهجري ذكريات أليمة.. في مطلع العام الهجري
في مثل هذا اليوم الأول من شهر الله المحرم من عام 1400هـ دخلت جماعة من المسلحين بعد صلاة الفجر من يوم الثلاثاء باقتحام المسجد الحرام وإطلاق النار بين الطائفين والقائمين والركع السجود في بيت الله الحرام أقدس بقعة وآمنها، وخروجهم على جماعة المسلمين وشق عصا الطاعة على ولي أمر البلاد بغير حق.
وحيث كنا في ذلك الحين نسكن القرية وكنت في المرحلة المتوسطة حيث ذهبنا في ذلك اليوم إلى المدرسة في الطائف حيث لم تكن هناك مدارس متوسطة في القرية في ذلك الحين وكان يوما عاديا مثله مثل بقية الأيام، حيث لم تكن هناك إتصالات أو تواصل إجتماعي أو قنوات فضائية مثل هذه الأيام، عدنا لمنزلنا في القرية وكان كل شيء على ما يرام إلا أنه في المساء ونحن على طعام العشاء أبلغنا الوالد متعه الله بالصحة والعافية عن الحادثة وذكر أنه سمعها من إذاعة صوت أمريكا أن جماعة مسلحة دخلت المسجد الحرام في مكة المكرمة وقد كان خبرا مقتضبا لا يوجد به أي زيادة تفاصيل ودعت الوالدة ودعينا الله سبحانه وتعالى أن يسلّم الحجاج والمعتمرين في بيت الله المحرم، نمنا تلك الليلة ولا جديد وذهبنا كالمعتاد في الصباح الباكر إلى المدرسة في الطائف وفي الطابور الصباحي بدأ الطلاب يذكرون تلك الحادثة بشيء من التفاصيل فمنهم من يقول أن الجماعة المسلحة قتلت إمام الحرم ومنهم من يذكر عددهم إلا أن جميع ما تناوله زملائنا الطلاب في ذلك الحين لم يكن صحيحا وإنما إشاعات والتي لقت رواجا واسعا في تلك الفترة، أكملنا الحصص في المدرسة ورجعنا إلى القرية وأثناء رجوعنا صادفتنا زحمة شديدة في مركز تفتيش وادي ليا حيث كان سرى السيارات قرابة الإثنين كيلوا وعرفنا أن هذا السرى بأسباب تلك الحادثة وعمل الإحترازات الأمنية في جميع المناطق، ووصلنا لمنزلنا في القرية قرابة المغرب وقد علم الجميع بما صار وكان والدي يتحدث مع جارنا في الوادي عن تلك الحادثة وكنا نتابع القناة السعودية التي كانت لا يوجد غيرها من القنوات وصارت تذكر أخبار مقتضبة فقط للحادثة على لسان المتحدث الرسمي عن تلك الحادثة في كل مساء، وكذلك الإذاعات الأجنبية التي يحرص الوالد الله يمتعه بمزيد من الصحة والعافية كان يتابع إذاعة لندن وصوت أمريكا وإذاعة منت كالوا وكان يذكر لنا شيء من أخبار تلك الإذاعات.
والحمد لله إستطاعت القوات السعودية السيطرة على الوضع في خلال سبعة عشر يوما وقد طالت المدة قليلا لحساسية الوضع وحفظ أرواح الطائفين والمعتمرين وقوات الأمن حيث منعت الصلاة في المسجد الحرام كل هذه المدة وتم تحرير المسجد الحرام من تلك المجموعة الباغية، وكانت ذكريات أليمة تذكرتها في مطلع هذا العام الهجري الجديد في يومه الأول من شهر الله المحرم لعام 1434هـ، حفظ الله أمننا ومقدساتنا وقادتنا وجعل كيد المجرمين في نحورهم وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة،،