الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > البيت الكبير > منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية

 
منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية

يختص بالمواضيع التراثية والموروثات القديمة ـ بشكل عام ـ يمنع طرح المواضيع المنقولة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12-04-2012
الصورة الرمزية مراسل ثقيف
 
مراسل ثقيف
كاتب مبدع

  مراسل ثقيف غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 4420
تـاريخ التسجيـل : 28-07-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 950
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 271
قوة التـرشيــــح : مراسل ثقيف تميز فوق العادةمراسل ثقيف تميز فوق العادةمراسل ثقيف تميز فوق العادة
افتراضي تأنيب الضمير- قصة من الماضي

تأنيب الضمير- قصة من الماضي تأنيب الضمير- قصة من الماضي تأنيب الضمير- قصة من الماضي تأنيب الضمير- قصة من الماضي تأنيب الضمير- قصة من الماضي

ها نحن نعود إليكم مجددا في هذا القسم الخاص بالتاريخ والمحبب إلى نفسي من منتدانا الغالي وموضوع جديد عن الماضي الأصيل لنطل سويا مع النافذة العتيقة لأيام خلت في محاولة للتأقلم مع واقعنا المعاصر ولكن تظل قلوبنا تهفوا وتذكر الماضي الجميل بالرغم مافيه من أوقات عصيبة مرت علينا في بعض الأوقات.
قصتنا اليوم سمعتها من قديم ولا أذكر أين ولكن لا تزال تفاصيلها حاضرة في ذاكرتي إلى يومنا هذا وأحب أن تشاركوني فيها لنغوص في تفاصيلها سويا إلى حيث القرية وعيشة الناس في ذلك الوقت وحياتهم اليومية وتآلفهم وصفاء نياتهم وحسن طوياتهم، وخدمة بعضهم البعض في حلهم وترحالهم حيث لم تكن السيارات متوفرة في ذلك الحين إذ تجد في القرية سيارة أو سيارتان بالكثير وكان صاحب السيارة يقوم بخدمة أهالي القرية الذين هم أقاربه وأبناء عمومته في نقل بضائعهم إلى الأسواق في المدن كذلك الذهاب بهم إلى المستشفى إذا إحتاجوا إلى ذلك، أو قضاء حوائجهم من المدن كما في الأعياد أو حضور مناسبات كالزواجات حيث أنهم لا يستطيعوا السير إليها إلا عن طريق السيارة، وفي تلك الفترة لم تكن الطرق معبدة كوقتنا الحاضر حيث كانوا يجدون صعوبه بالغة ومعاناة كبيرة حتى بلوغ المكان المراد الذهاب إليه وربما أتت السيول على الطرق فصارت وعرة وتعرضت السيارة للتغريز والغوص في الرمال فيقوم الركاب بدف السيارة وإصلاح الطريق لتمر السيارة بسلام إلى حيث وجهتهم، وربما إستغرقت الرحلة يوم كامل وربما يومان بقي أن أذكر أن السيارات التي كانت في تلك الحقبة الزمنية هي الفورد موديل الخمسينات أو الستينات ميلادية أو ما يسمى بالهاف غمارة بالإضافة إلى الصندوق الذي عادة ما يكون عليه حنايا أو هنقل ثم يوضع عليه الشراع للحماية من الشمس..

إجتمع رجال من القرية وكذلك بعض من نسائها للذهاب إلى المدينة لقضاء بعض الأغراض من الأسواق أو زيارة أحد الأقارب هناك وحضور المناسبات ليتم رجوعهم في اليوم التالي، تجمع الأهالي في حدر الوادي وهي نقطة التجمع لمرور السيارة لأخذهم إلى حيث كانت وجهتم وعددهم خمسة رجال وإمرأتان وطفل لم يتجاوز عمره الست سنوات وبعد إنتظار ليس بالطويل أقبلت السيارة في صباح ذلك اليوم فركب الجميع السيارة وحملوا أغراضهم التي عادة ما تكون هدايا لأقرباء لهم في المدينة أو أغراض يجلبونها ليتم بيعها في المدينة كالبيض البلدي أو السمن البري وهي من منتجات القرية، ركب الجميع في السيارة وتحركت وكان الطريق ميسراً ثم ما يلبث طويلاً حتى يصير وعراً أو تتعرض السيارة للتغريز في الرمال فينزل الرجال لدفها حتى تسلك طريقها، وتستمر الرحلة والجميع كان منهمكاً في الحديث عن القرية وعن الحلال والماشية ومشاكل القرية التي كانت حاضرة في هذه الرحلة، وكان الطفل يبدو شقيا مثله مثل أبناء القرية الآخرين في تلك الحقبة حيث كان يتعلق في حنايا السيارة ويقلب نفسة وأحيانا يضل معلقا لفترة ثم ينزل ولم يلحظ أهله هذه الشقاوة أو ربما رأوا وضعه عادياً حيث كانوا منهمكين في الحديث وجعلوا الأمر طبيعيا مثله مثل ما يعمل في بيتهم، أحد الركاب لاحظ الطفل ومدى شقاوته وخطورة العمل الذي يقوم به وتردد مرات في الكلام لخجله في مخاطبة أمه أو حتى برفع الصوت لتذكير والده بمدى خطورة عمله والأخذ على يده ومنعه من ذلك حيث كان يميل قلبه وينزع من مكانه كلما شاهد الطفل يقلب نفسه ويمرجحها في صندوق السيارة ومدى الخطورة التي يتعرض لها الطفل فكلما أراد الكلام شعر بشيء يرده بقوة ويقول أنته إلذي بتمنعه ولماذا لم يمنعه أهله، وكان يدعو له بالسلامة في كل مرة، وهم على مقربة من المدينة حيث كانت هناك حفراً ومطبات في الطريق من أثر الأمطار التي هطلت مؤخراً وأخذت السيارة مطبا قويا وكان الطفل معلق في حنايا السيارة ومن هول المطب سقط الطفل في صندوق السيارة بين أهله وفزع الجميع من هول الفاجعة وصاحت الأم وأوقف السائق السيارة ورفع الأب إبنه من حوض السيارة وهو في حالة سيئة جدا وحيث أنهم على مقربة من المدينة أسرع السائق للذهاب به إلى المستشفى الوحيد في المدينة إلى قسم الطواري والجميع يدعوا للطفل بالسلامة ووصل الجميع إلى بوابة الطواري وأنزلوا الطفل بسرعة وتم عمل الإسعافات الطبية اللازمة في الحال إلا أن حالته لا تزال سيئة جدا إلى أن إنتقل الطفل إلى رحمة الله تعالى من قوة ارتطامه في حوض السيارة وخيّم الحزن الشديد على هذه الرحلة بفقد أحد أطفالهم وبدأ الشخص الذي كان يشاهده ولم يتكلم ولم ينبه أحدا عليه في رحلة من تأنيب الضمير ياليتني تكلمت ياليتني منعته ياليتني لم أذهب معهم، حيث إستمرت معه تلك الحالة وهذا الشعور بالذنب وتأنيب الضمير لسنوات طويلة ولم يخبر أحداً بحاله، وبدت تظهر معالمها جلية على صحته وعلى تعامله مع أهله وجماعته وهو يخفي بين جوانحه هذا الهم الكبير وهذا السر العظيم وجلد الذات ولوم النفس..
توقيع » مراسل ثقيف
سبحان الله .. الحمدلله ..لا إله إلا الله .. الله اكبر ..
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
الضمير الباز قلم الاعضاء 28 03-28-2011 10:10 PM
تأنيث الصبيان !! صقر قريش الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي 3 09-18-2010 10:16 PM
محاسبة الضمير بنت شيوخ وكلي شموخ الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 2 12-14-2009 07:38 PM
تزاحم في الضمير هموم عااااااشقة المستحيل منتدى الصوتيات والمرئيات 10 06-30-2009 02:41 AM
تمنيت لو أحد يسمعني... ذات النطاقين كافية بنات 5 05-29-2009 05:05 PM


الساعة الآن 12:25 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by